سوليوود «متابعات»
لأول مرة يتفق الجمهور السعودي على نجاحٍ محتم للفيلم «حد الطار»، وذلك حسب ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من إشادة وتأييد للفيلم، ثم يأتي تتويجه ضمن قائمة أفضل الأعمال على «نتفليكس» علامةً تؤكد الجماهيرية الكبيرة التي حظي بها الفيلم، ومن وجهة نظرٍ شخصية؛ وجدت في هذا العمل المعنى الحقيقي لتجاوز الأزمة التي طالما عشناها في عالم الإنتاج مؤخراً، ألا وهي «أزمة النص» ويشمل حديثنا هُنا جانبي الدراما والسينما معاً، كوننا حديثو عهد بالإنتاج السينمائي، فعلى سبيل المثال الأعمال الفنية التي نشاهدها كل عام، والتي تضع جلّ اهتمامها على تجسيد واقع المجتمع باختلاف التصنيفات والأنماط ما ينتج عن ذلك فقدان عنصرين مهمين لكل من يبحث عن جماليات العمل التي ترتكز على «الدهشة والإمتاع» فأين المتعة المرجوة من نقل الواقع مع إضافة القليل من البهارات لخلق متتالية تراجيدية أو كوميدية نعلم خاتمتها منذ المشهد الاستفتاحي؟!
وبحسب صحيفة الرياض يمكن القول: إن حد الطار صنع الفارق بالخروج من القالب، بل بكسر القالب بعد الخروج منه من خلال استفزاز المتلقي للنظر في عمق النص، ثم الرمز، فتفسير العلامة الدلالية، والتي تكاد أن تكون معدومة لمن يبحث عن لغة بسيطة، بينما الأشخاص ذو النظرة النقدية العميقة سيجدون أن العمل طُعم أو لُغم بالرموز التي تستحق النظر فيها وتفكيكها، فالخلفية الصوتية الخارجة من التلفزيون رمز، واللوحة الإعلانية في الشارع رمز، والآلات الموسيقية المستخدمة في العرس أيضاً رمز.
لم يكن السبب الوحيد خلف نجاح حد الطار تجاوز أزمة النص فقط، بل دُعَّم بنقاط قوةٍ أكبر من خلال اختيار شخصياتٍ مُقنعة لتجسيد الأدوار حيث نجدهم مُتجردين من شخصياتهم الحقيقية متلبسين ثيابًا ليست ثيابهم، وللمخرج هُنا دور!
لطالما قيل «من عاشر قوماً فهو منهم»، ولعل مخرج الفيلم أخذ على عاتقه مسؤولية إشراك طاقم العمل من الممثلين في المجتمع المُراد التطرق إليه، ليتقمصوا الشخصيات، وليكونوا أقرب لواقع هذا المجتمع، فمن خلال سلسة تغريدات نشرها عبدالعزيز الشلاحي عبر حسابه على تويتر حول مراحل صناعة الفيلم، قال: «حرصت أن تتعلم شامة على «الأورغ» وجلبنا لها مدربة تعلمها، وبدرية ومنوه تواصلتا مع «طقاقات» حقيقيات لتحتكا بهم»، وهنا نعود لأساليب تقمص الشخصيات التي تساعد الممثل لقتل التلقائية بداخله، والانغماس في التجربة الحية التي تجعله أكثر واقعية.
هل السينما تُخلد الجمل؟ سؤالٌ لا يحتمل إي إجابة لا تأكيداً ولا نفياً، بل هي ثقافة منتشرة بين هواة السينما من خلال تداول اقتباسات سينمائية شائعة تستخدم حسب مواضعها، حيث أجد أن لحد الطار نصيبًا من ذلك، ففي مشهد بعيد عن ذروة الأحداث، ومن أمام الدكان نسمع جملة علي إبراهيم «الولد يا بخيت ما يصير عاقل لين يصير عمره أكبر من مقاس نعاله» لنقف متأملين في الجملة ومدى مصداقيتها، وليعود عنصر جذب الانتباه بحدةٍ أكبر لمتتالية الفيلم.
الاستسلام مسك الختام! وهكذا انتهت العلاقة بين سيّاف وبنت الطقاقة، بجملةٍ تكاد أن تكون علامة تجارية لفيلم حد الطار: إذا ما قدرت تعيش مع اللي تحبه، على الأقل تخليه هو يعيش مع اللي يحب.