سوليوود «متابعات»
بمتابعة الأفلام الصادرة خلال موسم الصيف الحالي، بداية من البروموهات التشويقية حتى مضمون الفيلم وأحداثه، بدا واضحًا حجم التطور الكبير في صناعة السينما المصرية، واهتمام القائمين علي صناعتها بالتقدم التكنولوجي خاصة من خلال استخدام عنصر المؤثرات البصرية، ومواكبة أحدث تقنيات الجرافيك العالمية، وفقا لليوم السابع.
وهو ما ظهر خلال أحداث فيلم «العارف»، الذي استطاع أن يحقق أعلى الإيرادات منذ طرحه في السينمات، ولقي صناع العمل إشادة واسعة إذ تضمن الفيلم استخدام تقنيات تكنولوجية ومؤثرات صوتية وبصرية عالية الجودة، منها ما يستخدم للمرة الأولى في السينما، من خلال فكرة حرب العقول والهاكرز، من خلال قصة يونس الذي يعيش مع زوجته وطفلته الرضيعة في إحدى شقق وسط البلد، ويلجأ إلى سرقة أحد البنوك عن طريق الإنترنت، ويدخل في صراع مع إحدى العصابات الخطيرة.
ومن الأفلام الضخمة إنتاجياً في السينما المصرية وهو أول فيلم مصري يتم تصويره بين 4 دول هي «مصر وإيطاليا وبلغاريا وماليزيا». والأمر نفسه حدث منذ الدقائق الأولى من طرح البرومو التشويقي لفيلم «موسى» للمخرج بيتر ميمي، واكتمل الحدث مع طرحه في السينمات، حيث يعتبر تجربة مختلفة ونقلة نوعية للسينما المصرية، كونه أول فيلم مصري تدور أحداثه بالكامل حول صناعة الروبوت، واعتماده علي تقنيات حديثة فيما يتعلق بالمؤثرات البصرية والخدع السينمائية، وهو ما لفت نظر العديد من النقاد ومحبي السينما للتطور الكبير في استخدام مؤثرات بصرية هائلة وبشكل رائع وأكثر حرافية.
وإذا رجعنا إلى البرومو التشويقي قبل عرض الفيلم، يتضح أنه رفع من درجة الترقب والحماس لدى الجمهور، حيث سيطرت عليه أجواء ظلامية تشبه الديستوبيا، وبدا أنه يضم العديد من أطراف الصراع أحدها تنذر بنهاية العالم مصحوبة بمشاهد انفجارات، وفي الخلفية إياد نصار يحكي عن يوم حزين في حياة البلد مع مشاهد للمدينة الخاوية، وروبوت عملاق يبدو أنه يتم التحكم فيه عن بعد عن طريق جهاز موصل برأس كريم محمود عبد العزيز، مع برومو بهذا الكم من التشويق والإتقان، كان من الطبيعي أن يلهب حماس الجمهور لمشاهدته، وهو ما تأكد منه الجمهور أكثر خلال أحداث الفيلم بعد عرضه في السينمات، وأشاوا بتلك التجربة الفريدة.
ويعتبر عنصر المؤثرات البصرية أحد أهم عناصر السينما في الوقت الحالي، خاصة أنها تتداخل مع كل الأنواع والأشكال السينمائية، وليس الأكشن أو الخيال العلمي فقط، لكنها أيضًا يتم استخدامها في الأفلام الرومانسية والعديد من الأفلام التاريخية العالمية، وأحيانا في الكوميديا، فمن خلال تلك التقنيات الحديثة، يمكنك صناعة عمل كامل من داخل أستوديو، والتحكم في أشكال الشوارع والمدن خاصة في النوع التاريخي أو تصميم المعارك في أفلام الأكشن.
ويبدو أن شركات الإنتاج المصرية وعلي رأسهم شركة سينرجي فيلمز، اتجهت في السنوات الأخيرة إلى إدخال أحدث نظم وتقنيات التصوير والمؤثرات ونقل الصورة في الأعمال الدرامية المصرية، وظهر هذا التطور بشكل واضح من خلال العديد من الأفلام والمسلسلات التي صدرت خلال العامين الماضيين، منها «فيلم الفيل الأزرق 2»، ومسلسل «موسي» وفيلم «ديدو»، وهو ما يزيد من فرص دخول منتجين جدد لهذا المجال وتشجيع صناع السينما على تجربة هذا المجال واستخدام التقنيات الحديثة.
يذكر أن فيلم «العارف» بطولة أحمد عز، أحمد فهمي، مصطفى خاطر، محمود حميدة، كارمن بصيبص، أحمد خالد صالح، حازم إيهاب وعدد من النجوم الذين يظهرون كضيوف شرف أبرزهم محمد ممدوح، وهو تأليف محمد سيد بشير وإخراج أحمد علاء الديب وإنتاج شركة سينرجى فيلمز. فيلم «موسى» من بطولة كريم محمود عبد العزيز، إياد نصار، أسماء أبو اليزيد، سارة الشامي، محمد جمعة، صلاح عبد الله وعدد من ضيوف الشرف منهم أحمد العوضي وظافر العابدين وأحمد حاتم وسمر مرسي وآخرون، تأليف وإخراج بيتر ميمي.