سوليوود «متابعات»
أثيرت خلال أيام هذا الأسبوع مسألة غريبة على بعض المواقع و«فيسبوك»، كتب أحدهم منتقداً مَن يذكر أحداث الفيلم في نقده، وقرر أن الناقد الجيد لا يكتب شيئاً من الحكاية وأحداثها، وللتدليل على ذلك ذكر أن أحد النقاد الفرنسيين تحدّث في مقابلة تلفزيونية حول فيلم معيّن لنحو نصف ساعة من دون أن يذكر الحكاية.
وفقًا لما ذكره موقع الشرق الأوسط، عملياً، لا يعني هذا المثال المُقدّم شيئاً، لأن معظم نقاد السينما حول العالم يذكرون أحداث الفيلم ومن بينهم من يتوسع في شرح الأحداث، التوسع مكروه لسببين: يملأ حجم المساحة المخصصة للحديث عن الفيلم بحيث لا يترك مجالاً كافياً لنقده، ويحرق الفيلم لمن لم يشاهده بعد، لكن المرور على الأهم من الأحداث والمفارقات لا غنى عنه.
سرد الأحداث بكاملها أمر ضروري فقط لمن يريد تحليل فيلم ما لِنَقُل «نهاية العالم الآن» لكوبولا أو «برسونا» لإنغمار برغمن، التحليل هو أوسع مداراً من النقد، والحكاية هي جزء من ضروريات التحليل.
في المقالات النقدية، كتلك التي تظهر في هذه الصفحة، لا بد من ذكر بعض الأحداث وأهم المفارقات وإلا لَشَعَر القارئ بأن ناقده يتحدّث عن فيلم هلامي، كيف للقارئ أن يتجاوب مع النص النقدي إذا ما لم يمنحه الناقد فكرة عما يتحدّث فيه وعنه؟.
النقد، كما نعرف جميعاً، هو إلقاء ضوء ساطع على الفيلم، والضوء الساطع لا بد أن يشمل الحبكة وأهم أحداثها لكي يحقق النقد غايته بصرف النظر عن قيمة الفيلم، أما مَن يفضل الكتابة عن الفيلم من دون أن يذكر شيئاً من الأحداث فهو إما لا يفكر بقرائه، وإما لم يشاهد الفيلم أساساً.