سوليوود «متابعات»
يُشارك الفيلم اللبناني «كوستا برافا»، للمُخرجة مونيا عقل، في الدورة الـ78 من مهرجان فينيسيا السينمائي، مطلع سبتمبر المقبل، من خلال مسابقة «آفاق»، كما ينافس في «تورنتو السينمائي» المقام بين 9 و 18 من الشهر ذاته، ضمن مسابقة السينما العالمية المعاصرة.
وحسبما ذكر موقع الشرق، «كوستا برافا»، هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة وكاتبة السيناريو اللبنانية مونيا عقل، وهو من بطولة نادين لبكي، وصالح بكري، ونادية شربل ويمنى مروان.
وتدور أحداث الفيلم، حول عائلة لبنانية تقرّر الهرب من بيروت الملوّثة، لتلجأ إلى العزلة في الطبيعة والجبل، ظنًّا من الأم والأب أنهما ينقذان أولادهما مما عانا منه على مرّ سنوات حياتهم، لتقرر السلطات إنشاء مكتب نفايات ضخم مقابل أرضهم تمامًا.
وقالت مونيا عقل، لـ«الشرق»، إن «الفيلم يستعرض الأزمة الاقتصادية التي وقعت على البلاد كالصاعقة في 2019 وبعد أزمات متلاحقة متعلقة مباشرة بالفساد».
وأوضحت أنها كتبت الفيلم بين عام 2015 و2018، إذ كانت تتخيّل فيه مستقبلاً بائسًا للبنان عام 2030 والخوف من الآتي، متابعة أنّ «تسارع الأحداث والانهيارات الاقتصادية والأمنية والسياسية وانفجار بيروت، حوّلا الفيلم إلى درامي اجتماعي نفسي واقعي».
وأضافت: «حرصت على إظهار إرادة اللبنانيين وصبرهم على ابتكار واقع بديل لحماية أنفسهم في غياب دور الدولة»، إذ حاولت طرح أسئلة عدة من خلال الفيلم، سواء اجتماعية وبيئية وسياسية ونفسية عن علاقتها بالبلد.
وأشارت إلى أن الفيلم فيه جزء من حياتها الخاصة وذكرياتها وأحلامها، إضافة إلى ما عايشته في بلدها، الذي هجرته لتذهب إلى الولايات المتحدة وتدرس السينما في جامعة كاليفورنيا، ومن ثم الإقامة في نيويورك.
وتحدثت مونيا عقل، عن تعاونها مع صالح بكري، الذي وصفته بـ«الممثل الحقيقي الذي يؤدي أدواره باحترافية عالية وإحساس»، قائلة: «تعرفت عليه في مهرجان دبي السينمائي، وأنا أحب العمل مع أصدقاء مقربين، لأنني أعتبر أن ذلك يُضيف للعمل».
وأضافت أن نادين لبكي، أعجبت بالنص هي الأخرى منذ القراءة الأولى، ووجدت الدور مطابقًا لها في حياتها الشخصية والعامة، إذ نشطت في المجتمع المدني وكانت لها مواقف ضد السلطة الحاكمة والفساد وأزمة النفايات.
وأشارت إلى أنها «طالبت الممثلين، خلال التصوير، بالارتجال أو يضعوا من أنفسهم ومشاعرهم عندما يكون ذلك مناسبًا».
وأرجع الممثل الفلسطيني صالح بكري، مشاركته في «كوستا برافا»، إلى أنه «كفنان أنحاز للمظلوم والسينما، التي تحمل في طياتها قضية إنسانية محقة، مهما كان مصدر هذا الظلم ومهما كان نوعه، سواء كان احتلالاً أو قمعًا أو فسادًا أو ديكتاتورية».
وقال بكري، لـ«الشرق»، إنّ «لبنان وبلدي فلسطين يتشاركان همًّا سياسيًا واحدًا سواء بسبب الاحتلال الإسرائيلي، أو بسبب سياسات دولنا غير الشفافة والجائرة بحقنا كمواطنين، وبالتالي ما يتناوله الفيلم على الصعيد الإنساني يمسّني».
وأفاد بأن «الظلم الذي تعرضت له في يافا، كان دافعًا لي كفنان، كي آتي إلى بيروت، لأمثّل وأبدع لأقاوم الظلم الرابض على قلوبنا منذ 73 سنة، لذلك نحن نصنع السينما والفنون، لنقول للعالم إننا أحرار ونريد العيش بكرامتنا في بلادنا».
كشف الممثل الفلسطيني، عن حجم صعوبة الحديث باللهجة اللبنانية في الفيلم، قائلاً إنّ «المهمة لم تكن سهلة إطلاقاً، إذ تدربت مع المخرجة المسرحية أرزة خضر لفترة».
وأوضح أن «اللهجتين الفلسطينية واللبنانية قريبتان من حيث البنية، خصوصًا أن البلدين يتشاركان إرثًا ثقافيًا واحدًا على مرّ التاريخ، وإذا قرر الممثل أن يُتقن لهجة ما سيفعل مهما كانت صعبة».
وأعربت المنتجة ميريام سياسين، عن حجم حماسها لإنتاج فيلم «كوستا برافا»، قائلة لـ«الشرق» إنّ «الفكرة تتناول لبنان الحاضر والمسقبل، وتغوص في الواقع، في حين أن الغالبية الساحقة من الأفلام اللبنانية لا تزال عالقة في جروح الماضي وأصداء الحرب الأهلية ونتائجها».
وأضافت أن «إنتاج الفيلم واجه صعوبات كثيرة، أولها حجز التمويل الأول الذي حصنا عليه بالمصرف في لبنان، ثم انتشار وباء كورونا والحجر الصحي، ثم وقوع انفجار المرفأ بالقرب من مكتبنا الذي تدمّر، ونجونا أنا وفريق العمل بأعجوبة، فضلاً عن تدمير بيوت العاملين في الفيلم، لكن إصرارنا على تحدي الظروف وإخراج العمل إلى النور، كان أقوى».