سوليوود «متابعات»
يوثق الفيلم الوثائقي «حلفاء الطبيعة»، الذي شهدت سينما عقيل بدبي عرضه الأول، أحداث مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور بنسخته الثالثة، مسلطاً الضوء خلال 46 دقيقة على تجارب العديد من الصقارين المتنافسين في المهرجان، بما فيهم قصة الفتاة السعودية شيهانة ضيف الله العنزي، ابنة التسع سنوات، والتي تعد أصغر صقارة سعودية شاركت بالمهرجان.
وبحسب ما أشار موقع الرؤية، قد تم تصوير الفيلم الوثائقي، الذي بدأ بثّه على منصّة «ناشيونال جيوغرافيك» ابتداءً من 13 يوليو، في 6 مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية شملت كلاً من: المنطقة الوسطى والشمال والجنوب الغربي من المملكة، وقام بإخراجه صانع أفلام الحياة البرية روبرت ويديربيرن، متناولاً أحداث مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور بنسخته الثالثة، التي شهدت تنافس أكثر من 2000 صقر من دول مختلفة من العالم مثل ألمانيا وروسيا وسوريا والبحرين والإمارات العربية المتّحدة والكويت والمملكة العربية السعودية.
مشاركة المرأة
وسلط الوثائقي الضوء على مشاركة المرأة في هواية الصقارة التي تعد أحد عناصر التراث غير المادي المدرجة في قائمة اليونيسكو، فروى قصة الفتاة السعودية شيهانة ضيف الله العنزي «9 سنوات»، التي مارست هواية الصقارة منذ سن الخامسة وكان والدها من يحثها على التدرب والتعلم، في حين أشار الفيلم لمشاركة الشابة السعودية عذاري بن مبارك الصالح المتسابقة الوحيدة ضمن فئة البالغين، والتي حفزت النساء على المشاركة بهذه الرياضة والهواية.
وقال حسام بن عبدالمحسن الحزيمي الرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي، الجهة المنظمة للمهرجان، لـ«الرؤية»: «جرى تصوير الفيلم في نوفمبر 2020 بالرغم من كل صعوبات حظر السفر آنذاك، لتسليط الضوء على أكبر مهرجان للصقور بالعالم والتأكيد على دوره بالحفاظ على التراث والبيئة وتحقيق الاستدامة، ونؤكد أن الفيلم موجه لجميع أطياف المجتمع بمختلف الفئات العمرية للتعرف على هواية الصقارة، وليلقى ذائقة جيل اليوم بالتعرف على هذا الفن الفريد».
وحول مشاركة المرأة في الصقارة، قال: «لا يوجد ما يثبت أن الصقارة مقتصرة على الرجال، فهنالك على مر التاريخ العديد من النساء المشاركات في قيادة الحروب، وكانت مشاركة المرأة في سباقات الصقور قد برزت منذ الدورة الأولى عام 2017، والتي أضافت إشراقاً وحماساً بالمنافسة بين الجنسين».
صقارة المستقبل
وأكد أن مشاركة الأطفال بالسباق تأتي ضمن أهم فئات المشاركين لا سيما أنهم قد أُطلق عليهم اسم «صقارة المستقبل»، وقد شهدت الدورة الأخيرة مشاركة أكثر من 70 طفلاً وطفلة، لافتاً إلى أن ذلك يصب في مصلحة الأطفال ورفع خبراتهم ومهاراتهم بالتعامل مع حيوان مميز كالصقر، فضلاً عن دور الصقارة في اكتساب مهارات وميزات إضافية كالتحلي بالصبر والاستماع الجيد والأخلاقيات الرفيعة.
برنامج توعوي
وأوضح الحزيمي جهود النادي الأخرى بإطلاق برامج حماية الصقور وهواية الصيد بها، التي تطرق الوثائقي لها، كبرنامج «هدد» الذي يهدف إلى إعادة الصقور إلى مواطنها الطبيعية وحماية مجموعات الصقور المتواجدة في البرية.
وقال: «إن فن الصقارة يزيد عمره على أكثر من 5500 سنة في شبه الجزيرة العربية، ولديه جمهور كبير يصل لأكثر من 20 ألف محترف، خاصةً أنه تراث إنساني حي مسجل باليونيسكو، موجود بـ11 دولة، ولطالما ارتبط هذا الفنّ بالقيم والقوّة والشرف والشجاعة والكبرياء والجمال والوفاء والوحدة والثقة، إنّه إرثٌ ثقافيّ عريق تتوارثه الأجيال ومترسّخ بعمق في الثقافة السعودية».
ومن جهة أخرى، ينظّم المهرجان نادي الصقور السعودي بناءً على توجيهات من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، المشرف العام على النادي، ويتضمّن المهرجان عدة أشواط، منها مسابقة الملواح التي تتألف من ثماني فئات ومسابقة المزاين المؤلفة من 7 فئات وصقار المستقبل.
الصقور
الصقور هي أسرع الطيور في العالم على هذا الكوكب، وتمّ تسجيل سرعة صقر الشاهين بمقدار يصل إلى 350 كيلومتراً في الساعة، ما يجعله أسرع حيوان على وجه الأرض، إذ يستطيع ملاحقة طريدته بسرعة سيارة الفورمولا1 عن بعد يصل إلى ميل واحد، وتجدر الإشارة إلى أنّ فنّ الصيد بالصقور هو أحد أكثر الأنشطة الرياضية شهرة وشعبية في الشرق الأوسط.