سوليوود «خاص»
تواصل وزارة الثقافة السعودية تحت قيادة سمو وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله الفرحان، جهودها غير المسبوقة والمستمرة في دعم وتطوير صناعة وقطاع السينما بالمملكة، انطلاقًا توجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ودعمه اللامحدود للقطاع، حيث تهدف الوزارة من خلال هيئة الأفلام والمبادرات الأخرى إلى تطوير صناعة السينما المحلية، والانطلاق نحو حضور وتأثير أكبر إقليميًا وعالميًا، من خلال العمل على تقوية البنية التحتية والمتمثلة في تمكين المواهب السعودية، وإثراء المحتوى السينمائي، بوصفه محركًا ثقافيًا وفكريًا واجتماعيًا، إضافة إلى دعم الجهود لعرض المحتوى السينمائي السعودي على مختلف المنصات المحلية والعالمية، وتأسيس نموذج مستدام لتمويل الأفلام في مجتمع صنّاع الأفلام.
وفي سبيل تحقيق المزيد من النجاحات والمساهمة في تطوير قطاع السينما، قامت الوزارة بإطلاق هيئة الأفلام السعودية، وأصدر الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، قرارًا بتعيين المهندس عبدالله بن ناصر آل عيَّاف القحطاني، رئيسًا تنفيذيًا لهيئة الأفلام المعنية بتطوير صناعة الأفلام في السعودية في منتصف العام الماضي 2020، والتي تأتي ضمن 11 هيئة جديدة أطلقتها الوزارة لإدارة القطاع الثقافي بمختلف اتجاهاته. المهندس عبدالله القحطاني يُعدُّ من الأسماء الرائدة في مجال صناعة الأفلام السعودية، عمل مخرجًا ومنتجًا وكاتبًا للعديد من الأعمال المحلية المتميزة منذ عام 2004م، وتخرج في كلية الهندسة الميكانيكية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2001م. كما ترأس لجان تحكيم في مهرجانات سينمائية محليًا وإقليميًا، وكتب مقالات سينمائية نقدية في أبرز الصحف السعودية. وقاد المهندس عبدالله القحطاني فريق البرامج والفعاليات في الجناح السعودي في إكسبو 2020، وتولى إدارة البرامج والمبادرات في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي لثلاث سنوات، إلى جانب عددٍ من المناصب القيادية في شركة أرامكو السعودية.
برنامج صُنَّاع الأفلام
بهدف إثراء المحتوى المحلي بإبداعات وطنية تطمح إلى العالمية، أطلقت هيئة الأفلام هذا البرنامج لتعزيز شغف المهتمين بقطاع الأفلام، وتحقيق المعايير العالمية في صناعة الأفلام المحلية، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الوطنية وتنميتها.
وفي ديسمبر 2020 أطلقت هيئة الأفلام المرحلة الأولى من «برنامج صُنَّاع الأفلام» الذي يعمل على صقل مهارات الهواة والمبتدئين، ويزودهم بالخبرة اللازمة للانطلاق نحو مستويات أكثر احترافية، إذ إنها توفر دورات تدريبية متنوعة للهواة والمبتدئين، في شكل دورات لتعليم أساسيات صناعة الأفلام وإدارة الأصوات وتصميم الأفلام، وتسويق الأفلام، وكذلك كيفية تطوير السيناريو، وبناء المعلومات الأساسية في مجال صناعة الأفلام، وبناء الدراما السينمائية، بالإضافة إلى فنون الإنتاج، وأساسيات كتابة قصص الأنيميشن، وأخيرًا أساسيات سوق الأفلام وأهم تطوراته. كما وفرت هيئة الأفلام من خلال «برنامج صُنَّاع الأفلام»، دورات تدريبية متخصصة للممارسين والمحترفين في قطاع السينما، تمثلت في دورات للمنتجين، وأيضًا لصياغة القصة والسيناريو للأفلام، وفن التعديل والتحرير، وتسويق الأفلام، وتطوير شخصية القصة والسيناريو، بالإضافة إلى كيفية صناعة الفيلم القصير، إذ شارك في المرحلة الأولى أكثر من 4 آلاف مشارك ومشاركة، وما زال البرنامج ينتظر المزيد من المواهب الوطنية.
وفي 8 يونيو الماضي أعلنت هيئة الأفلام عن إطلاق المرحلة الثانية حيث التنوع والشمولية واكتشاف المواهب السينمائية، إذ يمهِّد «برنامج صُنَّاع الأفلام» الطريق للمواهب الوطنية، ويعمل على تيسير وصولهم لأهدافهم من خلال وضع منهجية واضحة. وتشهد المرحلة الثانية إقامة عدد من الدورات التدريبية من أبرزها: مقدمة في الفيلم الوثائقي، ومونتاج الفيلم الوثائقي، وفيلم من غير كاميرا، والاستخدام المتقدم للكاميرا، واللقطة المشهدية، والعمل مع الممثلين، ودورة تصميم الإنتاج، وإنتاج المؤثرات البصرية، وأساسيات أفلام الأنيميشن ثُلاثية الأبعاد، وأساسيات إدارة الإنتاج السينمائي، وخطوط الإنتاج لمديري الإنتاج، وما هي المحاسبة في الإنتاج؟ وأساسيات المحاسبة في الإنتاج، التي تقدمها الهيئة بالتعاون مع مجموعة من الجهات التدريبية والمعاهد السينمائية العالمية والمحلية من أبرزها: «Le Femis ،London Film School ،National Film & Television School NFTS». كما راعت الهيئة في تصميم البرنامج، الثراء والتنوع وشمولية البناء وإعداد المشاركات، بحيث تغطي كافة المجالات المتعلقة بعالم صناعة الأفلام، وذلك اتساقًا مع جهود وزارة الثقافة الرامية إلى تطوير القطاع السينمائي في المملكة. كذلك دعت الهيئة الراغبين والمهتمين بصناعة الأفلام إلى المبادرة، وإلى التسجيل في البرنامج للحصول على أعلى المستويات من التدريب والتأهيل، على يد المحترفين والمختصين وذوي الخبرة في المجال.
دورات تأهيلية
أتاحت «هيئة الأفلام» دورة تتناول الحوار في الأفلام والمسلسلات، وتهتم بالهواة والمبتدئين، من خلال العمل على تمكين المشاركين من العمل على مشاريع سينمائية متنوعة، والعمل على مشاهد الحوار في أفضل فيلم قصير مشارك في الدورة التدريبية، وتخصيص فترة تدريبية للمشاركين. كما قدمت الهيئة برنامجًا رقميًا لدعم وتطوير المواهب الإبداعية، إذ يقدم البرنامج فُرصًا تدريبية فريدة من نوعها، لتنمية الشغف السينمائي والارتقاء بصناعة الأفلام المحلية. وأخيرًا أطلقت هيئة الأفلام مسابقة «ضوء» لدعم الأفلام، إذ شارك في المسابقة 28 موهبة. وتهدف المسابقة إلى دعم وتمكين المواهب السعودية في المجال السينمائي، ودعم وتطوير صناعة الأفلام بالمملكة العربية السعودية. وتتخذ المسابقة عدة مسارات مثل: النصوص المكتملة، والنصوص تحت التطوير، ومشاريع طلاب صناعة الأفلام، وأخيرًا الأفلام المُكتملة.
إعفاء الأفلام المحلية من المقابل المالي
استجابة لمبادرة سمو وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبد الله الفرحان، التي تهدف إلى دعم مُنتجي الأفلام السينمائية المحليين والفنانين وصـُنَّاع المحتوى المحلي، قرر مجلس إدارة هيئة الإعلام المرئي والمسموع، إعفاء الأفلام المحلية من أي مقابل مالي للهيئة على التذاكر، بمختلف صالات العرض في مناطق المملكة. ويهدف القرار إلى التشجيع على مشاهدة الأفلام المحلية في صالات السينما، إذ إن مشاهداتها تعتبر الأقل مقارنةً بالأفلام الأجنبية أو حتى العربية؛ مما أدى إلى تضخم أسعار التذاكر مقارنةً بأسواق أخرى إقليمية، وهو ما يُصَعِّب من مهمة مُنتجي الأفلام المحلية، في مواجهة الأفلام العالمية الإنتاج، في أن تملك الأفلام المحلية قاعدة سينمائية قادرة على المنافسة!
ندوات افتراضية
في خطوة نحو إثراء المحتوى السينمائي، نظمت هيئة الأفلام ندوة افتراضية بعنوان: «عام 2020 سينمائيًا». وتناقش الندوة ظروف العام المنصرم من زاوية سينمائية، إذ أقيمت الندوة بتاريخ 3 فبراير الماضي، وقد كان الحديث عن الإنتاج السينمائي أحد المحاور الأساسية في الندوة. ونظمت أيضًا ندوة بعنوان: «النقد الفني والدراما الموسمية»، إثراءً للحراك الدرامي المحلي بالمزيد من النقاشات النقدية مع المختصين. كما نظمت هيئة الأفلام ندوةً افتراضية تحت عنوان: «النقد الفني والدراما الموسمية»، بالإضافة إلى ندوة أخرى بعنوان: «فن وحرفية الإنتاج»، سلَّطت الضوء على القيمة الحقيقية للمنتجين في صناعة الأفلام، إذ تقدم شرحًا مُفَصَّلًا لدور المُنتج في كل مرحلة من مراحل عملية الإنتاج. وأقامت أخيرًا ورشة بعنوان: «المكياج السينمائي» قدَّمت المعرفة والخبرة اللازمتين لطرق تنظيم قسم المكياج، وكيفية استخدام مجموعة من الخدع والمؤثرات الخاصة