أكد نقاد فنيون ان فيلمي «مش أنا» و«ماما حامل»، الذي يعرضان حالياً في دور العرض السينمائي العربية، يعطيان بارقة أمل بعودة الجمهور مرة أخرى إلى مقاعد السينما لا سيما وأن العملين يشهدان إقبالاً جماهيرياً على مشاهدتهما، الأمر الذي ينبئ بقرب تجاوز السينما العربية كبوة كورونا.
وتباينت آراء نقاد في حديثهم مع صحيفة «الرؤية» حول المستوى الفني للفيلمين، حيث يرى البعض أن فيلم مش أنا لتامر حسني مجرد عمل لتسلية الوقت، مشيرين إلى أن تامر يعتمد فيه على بعض الإفيهات وعلى جمهور من الشباب وبعض الأسر التي تابعت أفلامه الناجحة، بينما يرى آخرون أنه أجود أعمال تامر شكلاً وموضوعاً، حيث وصل فيه إلى أقصى درجات النضج والحضور التمثيلي.
مشروع جيد
يرى الناقد مصطفي الكيلاني، أن ما فيلم تامر حسني قدَّم مشروعاً سينمائياً تجارياً على مستوى عالٍ، ولاقى قبولاً من الجمهور، لاسيما وأن وأنه فيلم جيد كما أن طريقة بنائه معقولة، لذلك جاءت الإيرادات في الأيام الأولى جيدة جداً، خاصة في ظل ظروف كورونا، وهو ما يؤكد قدرة السينما العربية على تجاوز تداعيات كورونا.
وأشار إلى أن السينما المصرية شهدت في الفترة الماضية أفلاماً ذات إنتاج متوسط أو ضعيف، لكن فيلم «مش أنا» يحظى بإنتاج ضخم، الأمر الذي شجع الناس على النزول إلى دور العرض.
وأكد الكيلاني أنَّ اختيار وقت العرض كان جيداً، لأنه عرض في موسم يعتبر وقت ذروة العروض السينمائية، وهو موسم عيد الأضحى، لكن نزول الفيلم في هذا التوقيت بسبب ثقة القائمين على الفيلم في أنّه سيستطيع أن يجذب الجمهور إليه.
وعن فيلم «ماما حامل»، أوضح أنّ إنتاجه كان متوسطاً، حيث تباينت الآراء حول الفيلم، خاصة أن السيناريو به عدد كبير من الشباب المشهورين لدى جمهور الكوميديا، لكنه استطاع بالفعل أن يساهم في عودة الجمهور للسينما.
واعتبر كيلاني الفيلم بداية لعودة النجوم الكبار إلى دور العرض السينمائية، خاصة بعد تأثر السينمائية الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا، ووجدنا الكثير من الأفلام ذات الإنتاج الضعيف، والتي لم تجذب الجمهور إليها.
تسلية للوقت
وذهب الناقد عمرو الكاشف إلى أنَّ فيلم «مش أنا» لتامر حسني، عبارة عن تسلية؛ فالقصة ضعيفة، لكن تامر يعتمد اعتماداً كلياً على جمهوره من الشباب، وبعض الأسر لنجاح أفلامه، خاصة أن مجموعة من كبار الفنانين تشاركه في الفيلم مثل سوسن بدر التي لا تظهر كثيراً في الأعمال السينمائية، والفنان الكبير ماجد الكدواني وحلا شيحة، مضيفاً أن الفيلم يجمع بين الكوميديا والتراجيديا لكنه مجرد تسلية للوقت.
وذكر الكاشف أن المؤلف تامر حسني، يريد توصيل رسالة حب من ابن لأمه ولكن بطريقة كوميدية، مشيراً إلى أن عرض الفيلم في جميع دور السينما العربية والمصرية، ساعد على تحقيقه لإيرادات فضلاً عن اسم تامر حسني الذي ساعد كثيراً على، لكن الكاشف يرى أن الفيلم لن يعيش في ذاكرة الجمهور.
واعتبر فيلم «ماما حامل» للفنانة ليلى علوي، مفاجأة جيدة وجميلة لعودة فرعونة السينما المصرية إلى الساحة مرة أخرى، حيث يشاركها فنان قدير مثل بيومي فؤاد، في فيلم كوميدي يقدم بطريقة جميلة، مشيراً إلى أن الجمهور كان متحمساً لرؤية ليلى علوي بعد انقطاعها عن السينما لفترة وصلت إلى خمس سنوات، كما أنها لم تشارك في دراما رمضان العام الماضي.
وتابع أنَّ اسم الفيلم جميل وجاذب للجمهور، واختيار الأبطال كان موفقاً جداً، ويقدم الفيلم دراما اجتماعية في قالب كوميدي، وذلك على الرغم من أنه كان يتمنى أن يكون العمل أقوى من ذلك؛ مشيراً إلى أن الجمهور متعطش لأفلام ليلى علوي التي قدمتها الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
عمل مبهج
ومن جهته يري الناقد محمد الصناديلي، أنَّ فيلم مش أنا من أقوى الأفلام التي قدمها تامر حسني شكلاً وموضوعاً، إذ وصل فيه إلى أقصى درجات النضج والحضور التمثيلي، وهو ما يتضح للمشاهد من الوهلة الأولى، من خلال الشخصية التي يجسدها «حسن» رسام الفنون التشكيلية، الذي يمتلك أحلاماً كبيرة يجد صعوبة في تحقيقها لحظه السيئ أحياناً وفقره الذي يعتبره أحد أسباب المعوقات التي تمنعه من الوصول إلى حلمه.
وأضاف أنّ حسن يضطر إلى العمل في مهن مختلفة مثل عامل في فندق، لكن إصابته بأحد الأمراض، تورطه في العديد من المشكلات الكبرى، وتكون عائقاً أمامه للعيش حياة طبيعية.
وقال الناقد إنَّ فيلم ليلى علوي حقق نجاحاً مهماً للسينما المصرية، خصوصاً أنّه يصنع حالة من البهجة، بداية من اسمه، مروراً بالقصة المليئة بالضحك والكوميديا المحترمة، وحتى مجموعة العمل في الفيلم بالكامل.
بروباجندا زائفة
في البداية يؤكد الناقد الفني أحمد سعد، أنَّ «البروباجندا» التي صُنعت حول فيلم «مش أنا» بها مبالغات كثيرة؛ فعندما طُرح الفيلم قال الموزع إن إيرادات الفيلم في مصر تجاوزت في اليوم الأول 17 مليون جنيه، مشيراً إلى أنَّ هذه «البروباجندا» غير حقيقية وزيادة عن اللازم، وأنَّ تامر حسني يستخدم هذا الأسلوب دائماً، وكذا يفعل محمد رمضان في الدعاية للأفلام الخاصة به، من خلال استخدام السوشيال ميديا لجذب الجمهور.
وأوضح أن حسني ورمضان يحرصان دوماً على الإعلان أن إيرادات أفلامهما وأعمالهما في المقدمة، مؤكداً أنّ السينما في مصر والوطن العربي لن تصل أبداً إلى هذه الإيرادات الكبيرة في يوم واحد، ولا شك أن شعبية تامر كبيرة جداً والفيلم جيد، ولكنه لم يكن يحتاج إلى هذا الأسلوب من الدعاية، خصوصاً وأن تامر مطرب معروف وله جماهيره الكبيرة، ولكن ما يعيب الفيلم، أنه عن قصة وسيناريو وحوار تامر حسني، وتامر مطرب لا خبرة له في مجال الكتابة السينمائية.