سوليوود «متابعات»
في ظروف استثنائية وأجواء شديدة الحرارة، بجنوب مصر، انطلقت، مساء أول من أمس، الدورة الخامسة والمؤجلة لمهرجان أسوان السينمائي لأفلام المرأة – 24: 29 يونيو (حزيران) الجاري – وسط حضور عدد كبير من الفنانين والمسؤولين الذين عبروا عن أمنيتهم لتنظيم الدورة المقبلة في موعدها المعتاد بشهر فبراير (شباط) من كل عام، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بأسوان صيفاً، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
وأقيم حفل الافتتاح في وقت متأخر عن موعده، بمسرح مكشوف على نيل أسوان، وأشادت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، بالمهرجان باعتباره «الوحيد في مصر الذي يسعى لطرح قضايا المرأة، ويحتفي بإبداعاتها، ولتحريكه المياه الراكدة في عالم السينما أقصى جنوب مصر».
ويراهن مهرجان أسوان على جمهور المدينة من الشباب لحضور أفلام الدورة الخامسة أو «دورة النيل» من محبي السينما والمشاركين في الورش المتخصصة التي ينظمها المهرجان سنوياً لتدريبهم على صناعة الأفلام القصيرة وكتابة السيناريو ويقدمون تجاربهم الأولى، من خلالها بالإضافة إلى الحضور القوي للنساء في منتدى «نوت للمرأة» الذي يناقش قضاياهن المجتمعية.
ورد محمد عبد الخالق، رئيس المهرجان، على الانتقادات التي وجهها البعض بسبب تنظيم الدورة الأخيرة والمؤجلة من المهرجان في فصل الصيف، قائلاً، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «هدفنا إلى عدم تفويت إقامة دورة من عمر المهرجان، كانت معدة بشكل جيد، وبها فعاليات وإصدارات وأفلام مهمة كنا بدأنا نفقد بعضها بتأجيل الوقت، أما انعقاده في ظل ارتفاع درجة الحرارة بأسوان، فهذا أمر استثنائي ولا يمكن وصفه بالخطأ الفادح، فنحن نرى الشعوب التي تعيش في صقيع الشتاء تمارس حياتها بشكل عادي، هل يجب تنظيم المهرجانات في ظروف مثالية فقط، هذا كلام غير واقعي».
ويوضح: «نقيم عروضاً صباحية للأفلام بالفندق الذي يستضيف المهرجان وضيوفه، وحفلات مسائية بسينما الصداقة بعد تجديدها، وأجرينا تعديلاً خاصاً بالجولات السياحية لضيوف المهرجان من العرب والأجانب، حيث سنخرج في جولات مبكرة جداً بحيث تنتهي في العاشرة صباحاً، وجولات نيلية ساهرة ليلاً».
وعن عدم عرض فيلم الافتتاح، أكد أنه لم يتم تحديد فيلم للافتتاح لأن العرض السينمائي في مكان مفتوح غير مناسب، لذا اعتبرنا أن أول فيلم عرض بالمهرجان يعد بمثابة فيلم افتتاح.
– تكريمات
وأسرت الكلمة المسجلة للفنانة دنيا سمير غانم، جمهور وضيوف المهرجان، حيث أطلت من خلاله للمرة الأولى بعد وفاة والدها، مع استمرار مرض والدتها، وبدأت دنيا كلمتها بعرض مشاهد وصور جمعتها بوالديها، وتحدثت الفنانة الكوميدية بنبرة حزينة، واعتذرت عن عدم حضور تكريمها لوجودها مع والدتها الفنانة دلال عبد العزيز بالمستشفى، موجهة الشكر لكل مَن ساندهم في محنتهم، مشيرة إلى أن «أكثر شيء كان يوصيهم به سمير غانم هو حب الناس، وهو ما ساندهم في هذا الموقف العصيب»، وأهدت دنيا التكريم إلى (أغلى اثنين في حياتها… أبيها وأمها).
كما شهد الحفل تكريم النجمة إلهام شاهين التي تعد أحد مؤسسي المهرجان في دورته الأولى، وعبّرت شاهين عن فخرها بكل نجاح تحققه المرأة، مطالبة بتقديم أفلام تعبر عن الحضارة المصرية، فيما ثمّنت النجمة الفرنسية مارشا ماريل تكريمها بأسوان، معتبرة أنه صائب لأنها تنتمي إلى جيل غير السينما التي غيّرت بدورها العالم.
وظهرت المخرجة المصرية ساندرا نشأت، بعد غياب، لتحظى بتكريم المهرجان، فيما عبّرت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار عن سعادتها الكبيرة بالتكريم قائلة: «نعيش في بلد لا يسمع صوته، والصورة تنقل عنه مشوهة، والقصة تسرق منه، لذا نحاول أن نصنع أفلاماً تُسمع الآخرين صوتنا وتحكي قصتنا».
– دموع النساء بكل اللغات
وينحاز المهرجان بشكل أساسي للأفلام التي تتناول قضايا المرأة، سواء صنعها رجال أم نساء وفقاً للناقد أندرو محسن، المدير الفني للمهرجان، ويقدم المهرجان مسابقتين أساسيتين إحداهما للفيلم القصير، والأخرى للفيلم الطويل (الروائية والوثائقية والرسوم المتحركة) من جميع أنحاء العالم، ويشارك بالدورة الخامسة 12 فيلماً طويلاً من 16 دولة، كما تشهد مسابقة الأفلام القصيرة مشاركة 14 فيلماً تمثل 15 دولة، وترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة النجمة صفية العمري، وبعضوية كل من المخرجة الهولندية أنجريت فيتسما، والألبانية لينديتا زيتشاري، والمبرمج اليوناني أوكتافيان داتسيلا، كما تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الممثلة هنا شيحة والمخرجة اليونانية إيوانا كريونا والمخرج السوري روش عبد الفتاح.
ويعرض الفيلم السوري القصير «عنها» للمخرجة رباب مرهج لقصة امرأة تتعرض للخيانة من أجل المال ومن أجل حرية واهمة، ويطرح الوثائقي اللبناني «جذور» من إخراج ناي طيارة، عودة امرأة شابة إلى قريتها لتكتشف أنها منبوذة من العالم الذي تركته قبل عشرة أعوام، ويتناول الفيلم المصري «لما كان البحر أزرق» قصة امرأة أربعينية تشعر بأنها مثقلة بالملل فتتخذ أجرأ قرار في حياتها، فيما يطرح الفيلم الفرنسي «لا تنبس بكلمة» إخراج إيلودي والاس لقصة أليس التي تضل طريقها داخل ممرات أحد المستشفيات مدفوعة للانتقام من شخص اعتدى عليها، ويحتضر في المستشفى، ويعرض فيلم التحريك الوثائقي الإسباني «أين كنت» إخراج ماريا ترينور كولومير، للعنف ضد المرأة من خلال مجموعة من الخبرات من بلدان مختلفة، ويطرح الفيلم الياباني الروائي الطويل «أرستوقراط» للمخرجة سودي يوكيكو، قصة امرأتين من خلفيات مختلفة تتنازعان نفس الرجل، ويقدم الفيلم الوثائقي الطويل «الجنة تحت أقدامي» للمخرجة ساندرا ماضي قصة ثلاث نساء لبنانيات يكافحن من أجل الحفاظ على حقهن في حضانة أطفالهن، والفيلم إنتاج مشترك بين لبنان وفرنسا والأردن.
– استفتاء
وتشهد دورة المهرجان هذا العام الكشف عن استفتاء مهم جرى بين 70 ناقداً عربياً لاختيار أفضل مائة فيلم عربي تناول قضايا المرأة، وهو الاستفتاء الذي تم بإشراف الناقد الكبير كمال رمزي، ويصدره في كتاب مستقل، كما تشهد صدور النسخة الثانية من كتاب «صورة المرأة في السينما العربية» الذي شارك به مجموعة من نقاد السينما العرب، وطرح كل منهم رؤيته للسينما في بلاده خلال عام الجائحة وكيف عكست صورة المرأة من خلالها.