سوليوود «متابعات»
صدر حديثا عن دار «فضاءات» الأردنية، كتاب «صناعة الصخب: ستون عاما من تاريخ السينما المصرية» للناقد محمود الغيطاني، ويتناول الكتاب بالبحث والتحليل الفترة التاريخية من 1959- 2019م.
يُعد الكتاب الصادر هو الجزء الأول من مشروع نقدي موسع سيصدر على خمسة أجزاء متتالية بمعدل جزء كل ستة شهور، كما صرح المؤلف.
يؤكد الغيطاني أنه لم يسع إلى التأريخ للسينما المصرية في هذا الكتاب، وقد يظن القارئ، بل كان الكتاب بحثيا، يتناول هذه الفترة الزمنية التي رآها في مجال بحثه، حيث قسمها إلى حُقب تاريخية وتناول بعض الظواهر والمُميزات السينمائية التي كانت سائدة في كل حقبة من هذه الحقب، لكنها سرعان ما اختفت من تاريخ الصناعة، لتظهر مجموعة من الظواهر الأخرى في الحقبة التي تليها، كما حرص المؤلف على أن يلي كل جزء بحثي تطبيق نقدي على مجموعة من الأفلام السينمائية التي تم إنتاجها في هذه الحقبة بمعدل فيلم واحد لكل عام.
قال الغيطاني في كلمة الغلاف إن المُتتبع لتاريخ السينما المصرية منذ بدايتها قد يلحظ أنها تكاد أن تكون سينما استاتيكية- باستخدام مُصطلحات الفيزياء- أي أنها تكاد أن تكون سينما ثابتة، غير مُتحركة، راكنة في مكانها، راكدة بشكل ظاهري، ورغم أن هذه المُلاحظة لا يمكن أخذها بشكل مُطلق، أي أنها ليست يقينية الثبات أو الركود- فثمة حركة فيها، لكنها لبطئها لا يمكن مُلاحظتها بسهولة، وإن كانت تعمل على تشكيلها- إلا أن الشكل العام للسينما المصرية كان هو الثبات والتأمل فقط.
وبما أن السينما هي أكثر الفنون تأثرا بما يحيطها، لما تتميز به من حساسية شديدة تجعلها هي الأقدر والأسرع على التعبير عما يمور داخل المُجتمعات، أي أنها المرآة الأنصع للمُجتمع؛ فلقد كانت سريعة التأثر بما يحدث من حولها من تغيرات سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي- لا سيما الاهتزازات السياسية- وهذا يعني أن حركتها وديناميكيتها لا تتأتى لها إلا من خلال مؤثر خارجي، وهو ما يؤكد أن المؤلف بصدد قضايا خلافية في السينما المصرية ومسيرتها منذ بدايتها.
يذكر أنه قد صدر لمحمود الغيطاني عدة كتب في مجال النقد السينمائي، منها: «السينما النظيفة» 2010، و«غسان عبد الخالق: سيرة سينمائية» 2014م، وكتاب مُشترك مع الناقد السوري صلاح سرميني بعنوان “«سينما الطريق: نماذج من السينما العربية» 2007م، كما صدر له في مجال النقد الأدبي كتاب: «زيف النقد ونقد الزيف/ احتضار النقد العربي» 2017م، و«الفساد السياسي في الرواية المغاربية» 2019م، وكتب في مجالي الرواية والقصة القصيرة، حيث صدر له رواية «كائن العزلة» 2006م، ورواية «كادرات بصرية» 2011م، وهي الرواية الفائزة بجائزة ساويرس عام 2012.
وفي مجال القصة صدر له: «لحظات صالحة للقتل» 2008م، و«اللامنتمي» 2018، كما صدر له في مجال الحوارات الأدبية والصحفية كتاب «جنة الممسوسين» 2018م، عمل الغيطاني في مجال الصحافة الثقافية، لكنه تفرغ فيما بعد للكتابة النقدية، والعمل في مجالي السينما والنقد الأدبي.