سوليوود «متابعات»
السينما جزء من الواقع، وفي ظل اهتمام العالم بقضايا تغير المناخ والكوارث البيئية، وفقدان النظام البيئي مساحات شاسعة من الغابات، وزيادة معدلات الانبعاثات والاحتباس الحراري، ظهر مصطلح جديد يطلق على نوعية تلك الأفلام اسم السينما الخضراء «Green Cinema»، أو السينما البيئية «Environmental Cinema»، وتناقش موضوعاتها التحذير من تجاهل القضايا البيئية التي تؤثر سلباً على حياة الإنسان، نتيجة الممارسات الجائرة ضد البيئة والطبيعة عبر تناول فني يجمع بين الإبهار البصري، والمتعة الفنية، وفقا لصحيفة البيان.
وفي وقت قدمت فيه ما يقرب 7200 عمل فني، حول القضايا البيئية، تبدو السينما العربية فقيرة تماماً في هذا الجانب من الإبداع. ويُعد الفيلم الصامت «روزفلت في أفريقيا»، أول فيلم سينمائي يتناول البيئة، وتم إنتاجه عام 1910، ولعب بطولته الرئيس الأميركي تيودور روزفلت، ودارت أحداثه حول رحلة صيده في إحدى الغابات الأفريقية، لتتوالى بعد ذلك الإفلام التي حقق بعضها نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
«San Andereas»
تدور أحداث الفيلم حول أكبر كارثة طبيعية تتعرض لها أميركا، بسبب حركة القشرة الأرضية، نتيجة وقوع زلازل مدمرة، انهيارات أرضية ضخمة، الفيلم صدر عام 2015، وشارك في بطولته Dwayne Johnson.
«Erin Brockovich»
تدور أحداثه حول أمّ تحاول العثور على وظيفة متدربة قانونية، وتكتشف أن مستقبل أولادها في كاليفورنيا في خطر، جراء ممارسات خطيرة خاطئة لشركة كبيرة للطاقة تلوث البيئة ومصادر المياه في المدينة التي تعيش فيها، الفيلم صدر عام 2000، وشارك في بطولته Julia Roberts، وحصد على العديد من الجوائز العالمية.
«The Human Element»
يتناول الفيلم قضية التغير المناخي، وتسليط الضوء على خطورة انتشار ظاهرة كبير حرائق الغابات والأعاصير التي تعطل التوازن بين الإنسان والطبيعة، وإيصال رسالة أنه يجب على الإنسان إعادة النظر في علاقته بالطبيعة. الفيلم صدر عام 2018، وشارك في بطولته James Balog.
«Volcano»
تدور أحداث الفيلم حول كيفية التصدي لاندلاع أحد البراكين الخامدة، وما الأخطار التي يواجهها البشر بسبب ذلك البركان. الفيلم صدر عام 1997، وشارك في بطولته Tommy Lee Jones.
«Never Cry Wolf»
يتناول الفيلم رحلة عالم أحياء، يتم إرساله إلى منطقة متجمدة فى كندا، لدراسة ظاهرة انقراض حيوانات الأيائل، وبعد بحثه يكتشف اعتقاده الخاطئ بأن الذئاب هي المتسببة في ذلك، وأن أسباب الانقراض بسبب الصيد الجائر من بني الإنسان. الفيلم صدر عام 1983، وشارك فى بطولته Charles Martin Smith.
«The Day After Tomorrow»
يتناول الفيلم قصة عالم مناخ يتعين عليه القيام برحلة من واشنطن إلى نيويورك لكي يصل إلى ابنه الذي طلب منه المساعدة بسبب وقوعه في منطقة إعصار هائل يمكن أن يعيد الأرض إلى العصور الجليدية مرة أخرى، ويجد العالم صعوبة كبيرة في إقناع السلطات بالخطر المدمر الذي تواجهه المنطقة، ورغم مهتمه المستحيلة، إلا أنه يواصل رحلته لمواجهة غضب الطبيعة وترويضها وإنقاذ كوكب الأرض. الفيلم صدر عام 2004، وشارك في بطولته Dennis Quaid.
«The Ivory Game»
يتناول الفيلم قضية الصيد الجائر للفيلة بحثاً عن العاج من أنيابها، وتسليط الضوء على تجريم هذا الصيد، والتحذير من الانقراض لحيوان الفيل، إذا لم تتصدّ الحكومات لتلك الممارسات الجائرة في صيده. الفيلم صدر عام 2016، وشارك في بطولته Prince William، دوق كامبريدج.
«Cowspiracy»
يتناول الفيلم الصناعات المرتبطة بالحيوانات، ويشرح الآثار الكارثية للزراعة الحيوانية، مثل إزالة الغابات وتلوث المياه وتآكل التربة السطحية. الفيلم صدر عام 2014، وشارك في بطولته Kip Andersen.
«Flood»
يتناول الفيلم وقوع عاصفة هائلة مع موجات مد كبيرة في البحر تنتقل بجوار ساحل إنجلترا وصولاً لنهر التايمز، مدمرة كل شيء في طريقها، وتغرق مدن بريطانيا كاملة، في حين يصارع المسؤولون من أجل إنقاذ من بقوا أحياء من تلك الكارثة. الفيلم صدر 2007، وشارك فى بطولته David Suchet.
«Before the Flood»
يتناول الفيلم الوثائقي خطر ظاهرة الاحتباس الحراري، وعرض روايات مؤثرة عن كيفية تأثر أصحاب المصلحة المختلفين بتغير المناخ، من خلال إزالة الغابات، وارتفاع منسوب مياه البحر والأنشطة البشرية الهدامة الأخرى. ويدعو الفيلم قادة العالم إلى الكفاح من أجل ضمان مستقبل أكثر استدامة وتسليح المشاهدين بحلول يمكنهم تنفيذها في حياتهم، من تقليل استهلاك اللحوم، الفيلم من إنتاج مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وصدر عام 2016، وشارك في بطولته Leonardo DiCaprio.
طبيعة خاصة في التصوير
مدير التصوير جلال الذكي، قال لـ «الاتحاد» الأسبوعي، إن الأفلام التي تتناول البيئة تحتاج إلى طبيعة خاصة في التصوير، والاعتماد على المؤثرات البصرية والحركية بشكل كامل، مما يتطلب مهارة خاصة لمصور تلك الأعمال، حيث بعض المشاهد قد تستغرق شهوراً من العمل المتواصل لتنفيذه على الشاشة، وهذا أمر لا تتوافر امكاناتيه بالوقت الحالي في السينما العربية.
الصيد جريمة
الدكتور حسام أبو بكر الخبير البيئي يقول لـ «الاتحاد» الأسبوعي، إن السينما العالمية تناولت الأفلام التي تناقش البيئة وعلاقة الإنسان بها كانت في منتهى القوة والحزم وإيصال رسالتها بالشكل الذي ينبغي، وإن تلك الأفلام جعلت من الحكومات إصدار الكثير من القوانين التي تحرم الصيد الجائر مثالاً كصيد الحيتان والدلافين، ورفعت بعض الدول مستوى جريمة صيدهم إلى مرتبة قتل إنسان، وإن أهم ما يميز تلك الأفلام ليست طرحها فقط القضية المثارة سواء كان الاحتباس الحراري أو الصيد الجائر، بل وضع حلول علمية وعملية في كيفية التصدي لتلك القضايا، وإن هذا هو دور السينما الحقيقي في توعية وتثقيف الجماهير من أجل الحفاظ على ثروات الكوكب من الاختفاء.
غياب الوعي
الناقد الفني محمد نبيل، قال لـ«الاتحاد» الأسبوعي، إن أسباب غياب الأفلام المتعلقة بالبيئة من السينما العربية يرجع إلى غياب الوعي الكافي لدى صناع السينما في القضايا البيئية بشكل عام؛ لأنها لاتهم المشاهد التقليدي، وبالتالي إنتاج نوعية تلك الأفلام التي تتمتع بتكلفة إنتاجية كبرى مصيرها الخسارة الفادحة.
قلة الإنتاج العربي
المنتج كريم أبو ذكري أرجع، ضعف إنتاج السينما الخضراء بالمنطقة العربية لعوامل رئيسية، منها الإمكانات المادية الباهظة لتلك الأفلام، وثقافة الإنتاج بالوقت الحالي، حيث لا يستطيع المنتج المجازفة المادية في ظل المنافسة الغربية والتي لها باع طويل في إنتاج نوعية هذه الأفلام، بالإضافة إلى نوعية تلك الأفلام تستغرق وقتاً طويلاً في تحضيرها، وغياب الإمكانات على المستوى التقني داخل المنطقة العربية لخروج الفيلم بشكل مبهر للمشاهد، والعامل الأهم عدم وجود كتاب لنوعية متخصصين مثل الغرب بالمنطقة العربية.
معالجة هامشية
الناقد الفني علاء عادل، أوضح أنه بالرغم من أننا نمتلك إرثاً حضارياً يتمثل في البيئة الصحراوية والزراعية، إلا أن تناول السينما اقتصر على تقديمها بشكل هامشي دون التعمق في علاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به، وكيف يؤثر عليها ويتأثر بها، عكس السينما العالمية والتي تناولتها بشكل أعمق وأوضح، بجانب الأمور الإنتاجية المكلفة لنوعية تلك الأفلام، وافتقار القائمين على كتابتها إلى خيال السينما الخضراء بالمنطقة العربية، إلا في بعض الأفلام التي تحمل الطابع الوثائقي أو القصيرة وليست الجماهيرية.