سوليوود «خاص»
لم يكن مشوار «عامر بن فيصل الحمود» الذي نشأ وترعرع بمدينة الزبير، مشوارًا عاديًا في مختلف محطات حياته، فقد كان «الحمود» صاحب بصمة كلاسيكية اعتاد عليها الجمهور واحبها في أعماله الفنية والوطنية، التي احتلّ من خلالها مكانة رفيعة في عالم الدراما السعودية.
استطاع الحمود في مرحلة المتوسطة أن يستغل غرفة مهجورة في بيت والده، في تصوير ومونتاج الفيديوهات ليشتعل شغفه بالكاميرا، وتخرج من معهد الفنون الجميلة بالبصرة في العام 1400هـ، ليعود بعدها إلى الرياض ويقدم أشهر أعماله «طاش ما طاش»، «أبو رويشد»، «ليلى»، ببصمات خالدة في تاريخ الدراما الخليجية، ليلقب بعدها بعامر الفن والإبداع.
سجل «الحمود» حضوره الأول عبر الشاشة التلفاز، من خلال عمل جمعه مع الفنان «بكر الشدي» والملحن «محمد شفيق»، من خلال أوربريت «سندباد الحارة»، وحينها نزل اسمه في «جريدة الجزيرة» لأول مرة عام 1985.
خاض «الحمود» أول أعماله المسرحية من خلال مسرحية «صباح الخير يا عربان»، من تأليف «راشد الشمراني» ليكون أول عمل يجمعهما، كما قدم أول سهرة تلفزيون بعنوان «عودة حمود ومحيميد»، والتي جمعت «ناصر القصبي»، «عبدالله السدحان»، «راشد الشمراني».
«الحمود» شغل العديد من المناصب منها رئيس مجلس إدارة مؤسسة ليالي للإنتاج الفني، وعضو لمجلس إدارة هيئة الأفلام السعودية، كما يشغل منصب عضو مجلس إدارة هيئة الأفلام السعودية، ومدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، في منطقة الرياض منذ يناير 2019م.
حقّق «الحمود» حضورًا لافتًا في التسعينيات، وتألّق كمخرج في المسلسل الأشهر «طاش ما طاش» في جزئه الأول والثاني، ليسجل في تاريخ الدراما السعودية كعلامة كوميدية بارزة في الخليج والوطن العربي، حيث عرض العمل عبر الشاشة منذ عام 1993م وحتى عام 2012م، وقد صرح «الحمود» في بعض حوراته أن البطل الحقيقي للمسلسل، هو الوزير السابق للإعلام السعودي «علي بن حسن الشاعر»، الذي قدم لهم كامل الدعم لعرض حلقات العمل.
استطاع «الحمود» بموهبته إخراج أكثر من 12 عمل مسرحي، كان أبرزها «مع الخيل يا عربان»، «أحلام سلـــوم»، «ولد الديرة»، «عويس التاسع عشر»، «مدينة الحظوظ» ، «عودة حمود ومحيميد»، «ابن رزيق ليمتد»، «الشرطية الحسناء»، وكان آخرها مسرحية «الخـوّاف».
تطورت حرفة الإخراج عند «الحمود» ليقدم 26 عملًا دراميًا كان أبرزها مسلسل «طاش ما طاش»، «أبو مشعاب»، «عائلة أبو رويشد»، «العولمة»، «جرح الزمن»، «درب المحبة»، «ليلى»، «وجع الانتصار»، «ملحق بنات».
كما سجل حضوره بعدد من الأوبريتات الوطنية منها أوبريت «سندباد الحارة» في العام 1995م، وأوبريت «ديرة أمجاد»، «ما ننساك أمير الشباب»، «بوابة الحرمين».
وكان للسهرت التلفزيونية حضورها في أعمال «الحمود» بسهرات مثل «حمود ومحيميد»، «من غير ليش»، «دردبنا»، «راحت علينا نومه»، وسلسلة «رفاقة درب» وغيرها.
وكان للأفلام الوثائقية أيضًا دور في مسيرته المهنية، ليقدم أكثر من سبعة أفلام وثائقية منها فيلم «التطـوع»، وفيلم «دوران عجلة الإنتاج» وهو فيلم لوزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية.
حصد «الحمود» الكثير من الجوائز والتكريمات طيلة مسيرته الفنية، فحصل على جائزة أفضل مخرج مسرحي، من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، والجائزة البرونزية من مهرجان الخليج الثامن للإنتاج بمملكة البحرين، وشهادة تقدير من مهرجان دمشق العاشر للفنون المسرحية، وشهادة تقدير من الهيئة العامة للرياضة.