سوليوود «خاص»
شهدت مدينة بريدة ولادة الطفل «خالد بن حمد الدسيماني العنزي» عام 1961م، الذي لم يكمل عقده الثاني حتى كان أحد الأسماء الفنية الخالدة في ذاكرة السعوديين، من خلال اسمه الفني الأشهر «خالد سامي» الذي كان قرينًا بجيل المخضرمين، الذين أطلقوا شرارة الفن والدراما السعودية منذ مطلع الثمانينيات الميلادية، وقد برز الفنان «خالد سامي» بأدائه لشخصيات كوميدية أبوية خلال عقود.
وبسبب موهبته اللافتة تم تقديمه بتوصية إلى «إبراهيم الحمدان» و«سمعان العاني»، اللذان أدخلانه ضمن طاقم مسرحية جمعته بعمالقة المسرح السعودي كالفنان بكر الشدي، بصحبة الفنانين ناصر القصبي وراشد الشمراني وبشير غنيم، لتنطلق بذلك مسيرته الفنية مع رائد الدراما السعودية الأستاذ «بكر الشدي»، حيث كان يصطحبه إلى سوريا لتصوير العديد من الأدوار في المسلسلات البدوية والتاريخية.
يحتل «خالد سامي» بقدراته الفنية مكانة مرموقة، في قلوب المشاهدين الذين واكبوا أداءه في مختلف الأدوار، فظل عالقًا لفترة طويلة في أذهانهم بشخصية «أبو رويشد» التلفزيونية، التي قام بأدائها في العام 1404هـ، وتلك الشخصية لم تخرج إلى النور إلا بعد أدائه وكتابته مشاهد برنامج «أوراق ملونة» بصحبة الفنان سلامة زيد، ومشاركة ناصر القصبي ويوسف الجراح، في أول أعماله عبر شاشة التلفزيون السعودي.
«خالد» لم يتوقف عند ذلك الدور بل استطاع إعادة إنتاج شخصيات أخرى، وذلك من خلال براعته الفنية التي مكنته من الإمساك بزمام الدراما والكوميديا بنفس القدر، فقدم العديد من الشخصيات الكوميدية التي نالت إعجاب الجماهير في أشهر مسلسلاته مثل مسلسل «أبو رش رش» و«أبو العصافير» ومن قبلها مسلسل «عائلة أبو رويشد».
كما استطاع بموهبته أن يحجز لنفسه أدوارًا في العديد من الأعمال الدرامية السعودية والعربية، التي بلغت أكثر من أربعين عملًا من أبرزها: مسلسل «الرحيل»، «عيون ترقب الزمن»، «أهل الطريق»، «الجوهرة والصياد»، «عودة عصويد»، «الدنيا حظوظ»، «طاش ما طاش»، «أبو العصافير»، «أبو رش رش»، «عائلة أبو رويشد»، «بيوت نادمة»، «وراك وراك»، «كلام الناس»، «الساكنات في قلوبنا»، «سيلفي».
كما عمل خلال فترة من حياته في الدراما المصرية، واستطاع إتقان اللهجة المصرية ومن أبرز أعماله المصرية: مسلسل «النوة»، «بوابة متولي»، «حارة السكري»، «سور مجرى العيون»، كما شارك في عدة مسلسلات سورية أبرزها: مسلسل «تعب الليالي»، «أغراب».
قدم «خالد» خلال مسيرته الفنية عددًا من المسرحيات منها: «تحت الكراسي»، «المهابيل»، «عويس التاسع عشر»، «المعتصم»، «أحلام سلوم»، «كازا يا عيال»، «محاكمة الحُطيئة»، وأيضًا كان له حضوره السينمائي من خلال فيلم «كيف الحال» من إنتاج شركة روتانا، ومن إخراج هيفاء المنصور، وبطولة هشام الهويش، تركي اليوسف، علي السبع، كما قدم سهرة بعنوان «عقاب وشيهانة» من إنتاج القناة السعودية عام 1988.
كُرِّم الفنان «خالد سامي» في العديد من المهرجانات أبرزها مهرجان الكوميديا الدولي، والذي أقيم في مدينة أبها عام 2010، وعندما أصيب بوعكة صحية تابعه جمهوره بقلق، وكشفت المعلمة «عائدة العتيبي» زوجة الفنان السعودي «خالد سامي»، عن تحسن حالة الفنان «خالد سامي» الصحية بعد 18 يومًا من دخوله في غيبوبة، كما علق ابنه «تركي» في تغريدة له عبر حسابه بتويتر قائلًا: «والدي بالعناية وعلى التنفس الصناعي لكن حالته مستقرة الحمد لله، وأنا عنده بشكل يومي ومتفائلين خير إن شاء الله».
يُشكِّل «خالد سامي» حالة فنية متميزة في الأداء، ومدرسة متجددة في الأدوار واللهجات التي يؤديها بأسلوبه الخاص، فقدم أعمالًا فنية خالدة استطاع من خلالها أن يترك بصمة تجعله من أهم رواد الكوميديا، ورواد الأدوار المتعددة التي لا تُنسى على شاشة التلفزيون.