سوليوود «متابعات»
ها قد مضى تقريبا أسبوع من شهر رمضان الكريم، ما يعني 7 حلقات على الأقل من كل مسلسل معروض خلال هذا الموسم الأهم في الدراما التلفزيونية العربية، وسريعا ما ظهرت الأعمال التي تستحق المشاهدة، والأخرى التي انتقدها الجمهور بشكل ساخر أو جدي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأحد أهم العوامل التي أصبحت مؤثرة مؤخرا في تقييم الأعمال التلفزيونية الأزياء أو الملابس، خاصة بعد انتشار العديد من المسلسلات التي تنتمي إلى الدراما التاريخية؛ لكن هل خرجت مسلسلات رمضان 2021 بملابسها بلا أخطاء؟
الدراما التاريخية والأزياء
الدراما التاريخية نوع من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تعتمد بشكل أساسي على تقديم أحداثها في زمن سابق، سواء كانت القصص الخاصة بها مبنية على حقائق تاريخية أم من الخيال بشكل كامل؛ لكن الزمن هنا عامل مهم، سواء في الدراما نفسها والحبكة، أو في الصورة.
بدون الكثير من التوصيف والشرح النظري، الدراما التاريخية نوع من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تعتمد بشكل أساسي على تقديم أحداثها في زمن سابق، سواء كانت القصص الخاصة بها مبنية على حقائق تاريخية أم من الخيال بشكل كامل؛ لكن الزمن هنا عامل مهم، سواء في الدراما نفسها والحبكة، أو في الصورة.
ومن أهم عوامل تميز الدراما التاريخية الأزياء، التي تظهر الزمن الذي تدور فيه الأحداث بشكل مكمل لأساليب السرد في العمل، وباقي مكملات الصورة.
والدراما التاريخية لا يشترط أن تكون لأعمال مغرقة في القدم، فعلى سبيل المثال الأعمال التلفزيونية التي تدور أحداثها في مصر القديمة دراما تاريخية، والتي تدور أحداثها في الثمانينيات والتسعينيات كذلك هي دراما تاريخية.
أخطاء ملابس مسلسلات رمضان 2021
منذ عرض مسلسل «غراند أوتيل» عام 2016 اكتشف صناع المسلسلات التلفزيونية منجما ذهبيا في الدراما التاريخية، فالعمل استحوذ على انتباه الجماهير، وكان الحصان الذهبي في ذلك الموسم، وأطلق نجومية أبطاله أمينة خليل وعمرو يوسف ودينا الشربيني ومحمد ممدوح، وكان من أهم عوامل نجاحه الحقبة الزمنية القديمة التي دارت فيها الأحداث، حيث أصبحت ديكورات الفندق القديم، وملابس الشخصيات جاذبة للغاية للجمهور، وسببت اهتماما واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الأعوام التالية، بدأت مسلسلات أخرى تسير على الطريق نفسه للحصول على النجاح ذاته، على سبيل المثال «ليالي أوجيني» و«حواديت الشانزليزيه» و«ليالينا 80»، وها نحن نشاهد هذا العام «قصر النيل»، وكان من المفترض كذلك عرض مسلسل «الملك» الذي تدور أحداثه في مصر القديمة.
وعلى الرغم من اعتبار الأزياء عامل جذب في هذه المسلسلات؛ إلا أنها في أغلب الأحيان لم تكن عاملا يستحق الكثير من العناية بالنسبة لصناعه؛ بل الاهتمام كان منصبا في كونها جذابة، وتبدو «قديمة» حتى لو لم تكن مناسبة للفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث.
وما حدث مع مسلسل الملك أحمس كان نتيجة لهذه السلسلة الطويلة من التهاون في التعامل مع أهمية الأزياء في الدراما التاريخية، فظهرت الملابس في البرومو الخاص بالمسلسل غير مناسبة مع الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، مع تفاصيل أخرى مثل الشعر والأكسسوارت وكلها متعلقة ببعضها البعض، فكانت النتيجة هذه المرة -لأن المسلسل يتماس مع فترة تاريخية مهمة ولأن الكثيرين مطلعون عليها- تأجيل عرض المسلسل وإعادته للجنة المراجعة؛ لكن كيف هو الحال مع باقي مسلسلات الموسم الرمضاني التي عرضت بالفعل؟
مسلسل قصر النيل ينتمي بوضوح إلى الدراما التاريخية، تدور أحداثه في ستينيات القرن الـ20، وعن طريق «الفلاش باك» نعود إلى الأربعينيات، وطفولة البطلة كاميليا، ومن أهم عوامل جذب المسلسل كان الطابع البصري الخاص به من أزياء ومكياج وأكسسوارات، وبدأ الأمر منذ الإعلانات الدعائية الخاصة به قبل رمضان.
ولكن على الرغم من الاهتمام بالترويج بهذه العوامل؛ إلا أنه لم يتم الاهتمام بها على الإطلاق، فنجد أن الملابس الخاصة به لا تبدو مشابهة للواقع في الستينيات على الإطلاق، وهو أمر غريب في ظل أن هذه الحقبة الزمنية ليست بعيدة، وكذلك هناك الكثير من الوسائل التي تساعد على معرفة الأزياء في هذه الحقبة، مثل الأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية.
فعلى سبيل المثال ملابس البطلات لا تنتمي إلى شكل وطراز ملابس النساء في الستينيات بمصر، التي كانت أميل للبساطة؛ بل في المسلسل نجدها أقرب إلى الأزياء المنتشرة في السينما الأميركية خلال هذه الحقبة، هذا بالإضافة إلى الشعر المستعار المنتشر في المسلسل خاصة الفنانة ريهام عبد الغفور ومريم الخشت الذي لا يشبه أيا من قصات شعر بطلات أفلام هذه الحقبة؛ مثل شادية وفاتن حمامة، أو ارتداء القبعات بشكل مكثف والتي تبدو بوضوح أجنبية دخيلة على الثقافة المصرية.
أما عن ملابس الممثل «نبيل عيسى» و«صبري فواز» فكذلك جانبتها المنطقية تماما، وبالعودة إلى سينما الستينيات نجد أن الرجال من الطبقات العليا كانوا يرتدون البذلات العادية، وليست تلك المطعمة بأربطة عنق ومحارم من الساتان اللامع.
ويمكن بسهولة اكتشاف أخطاء مسلسل قصر النيل في الأزياء بمقارنته بمسلسل آخر ينتمي إلى نوع الدراما التاريخية هو «ذات»، الذي عرض خلال رمضان 2013، وبدأت أحداثه من خمسينيات القرن الـ20، فنجد أن الملابس أميل للبساطة وأقرب لما كان بالفعل معتادا في الحقب الزمنية، التي مر عليها، والأهم في ذات أن الأزياء لم تكن مجرد حلية أو عامل جذب للمشاهدين؛ بل استخدمت ببراعة في إظهار التحولات التي حدثت للشعب المصري خلال الفترة التي تدور فيها الأحداث.