سوليوود «متابعات»
رغم نجاحه في بث الرعب في قلوب وعقول الصغير والكبير، وفرضه على الناس الحجر المنزلي وسجنهم في بيوتهم، إلا أنه لم يقو على مواجهة سطوة الدراما الرمضانية التي تأبى أن تسمح بمرور الشهر الفضيل دون أن تحجز لها مقاعد في الصفوف الأمامية في أمسياته الجميلة. فانضمت جيوش نجوم الدراما وصناعها إلى معركة مجابهة فيروس كورونا الرهيب وجائحته القاتلة، ووقفوا جنبا إلى جنب مع الجيش الأبيض من أطباء وممرضين، وقاموا بإنتاج وتمثيل مسلسلاتهم، متسلحين باتباع تعليمات وإجراءات الاحترازات الصحية المعمول بها، حسب صحيفة الإقتصادية.
ها هو الماراثون الدرامي في رمضان 2021 ينطلق حافلا بالنجوم التي ينتظرها بشغف عشاق الدراما حول العالم، تشارك فيه كوكبة من النجوم بأعمال جديدة وأخرى أجزاء مكملة لأعمال سابقة، وسط تنوع لافت في الموضوعات التي تطرحها تلك الأعمال، وفي هذا العام تنطلق المسلسلات الخليجية كشهب يضيء سماء الدراما الرمضانية، إضافة إلى عديد من الأعمال السورية والمصرية واللبنانية.
الدراما الخليجية تتصدر رمضان
عام بعد عام تلمع الدراما الخليجية في سماء الدراما الرمضانية، وازدهرت في الأعوام القليلة الماضية إلى أن أصبحت محل انتظار بشوق واهتمام من عديد من المتابعين، وفي هذا العام يطل علينا الفنان السعودي ناصر القصبي الذي اعتدنا على برامجه الهادفة والمشوقة بمسلسل «ممنوع التجول»، وهو يرصد من خلاله بشكل كوميدي تأثير فيروس كورونا وتداعياته على المجتمع الخليجي، ولقد أصبح الفنان ناصر القصبي «ترند» في مسلسلاته، إلا أنه يواجه عديدا من الانتقادات التي طالت مسلسل «منع التجول» فور صدور الفيلم الدعائي التشويقي، لكن الحقيقة تبقى رهان الأيام التي ستظهر المسلسل إذا ما كان تكرارا لأعمال القصبي كما يشاع أم أنه مسلسل درامي مميز ومشوق كباقي الأعمال.
نهضة للدراما الكويتية
من السعودية إلى الكويت، التي شهدت نهضة كبيرة في مسلسلات رمضان 2021، تبدأ مع الفنانة العريقة الكويتية حياة الفهد التي اعتدنا عليها أن تظهر بدراما تليق بمستوى أدائها، لكن شخصيتها الآن في مسلسل «مارجريت» مختلفة تماما، وهي شخصية جديدة لها في مشوارها الفني، وتدور أحداث «مارجريت» حول امرأة بريطانية من أصول عربية تدعى «مارجريت»، عاشت في منطقة الخليج العربي في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتتزوج بشاب عربي وبعد وفاته تتعرض لمشكلات عديدة.
وتطل الكاتبة الكويتية آمنة الغنيم هذا العام لتنقل حكاياتها من عمود صحافي كانت تكتبه في الصحافة لعدة أعوام تحت عنوان «مع الحرملك» إلى مسلسل يتناول قصصا حقيقية لنساء من الخليج وبالتحديد من الكويت، عبر أحداث جرت قبل أكثر من 30 عاما، يتم تجسيدها دراميا في حلقات منفصلة ومتصلة في الوقت نفسه، تتناول كل ثلاث حلقات قصة مختلفة، بإجمالي 30 حلقة، تضم عشر قصص متنوعة، كل قصة بشخصيات مختلفة وأجيال مختلفة، ومأخوذة من حكايات واقعية كما روتها بطلاتها.
اجتماعية خليجية
كما ينطلق هذا العام عديد من المسلسلات الاجتماعية، أبرزها المسلسل الخليجي «نبض مؤقت» بطولة هيا عبدالسلام وروان العلي، ومسلسل «الناجية الوحيدة» بطولة الممثلة العراقية هدى حسين، كما ينطلق العمل الدرامي الاجتماعي «الوصية الغائبة» للمثل جاسم النبهان، إضافة الى المسلسل الكوميدي الكويتي «وأنا أحبك بعد» والمسلسل الكوميدي «أبو طار» والمسلسل الكويتي «أمينة حاف»، إضافة الى مسلسل «شليوي ناش».
باب الحارة .. علامة فارقة في الدراما السورية
على مدى عشرة أعوام، سيطر مسلسل «باب الحارة» على الدراما السورية، إلى أن أصبح مرافقا دائما للجلسات الرمضانية، وفي هذا العام ينطلق الجزء الـ11 تحت عنوان «حارة الصالحية» وسيتميز هذا الجزء بوجود أوجه جديدة وأيضا عودة آخرين كانوا قد غابوا عن الأجزاء الأخيرة، أما جاسوس الحارة لهذا الموسم فهو امرأة.
الحارات السورية تتكاثر، أما المسلسل السوري الأكثر انتظارا لهذا العام فهو مسلسل الدراما الاجتماعية «حارة القبة»، الذي يصور البيئة الشامية خلال القرن الـ19، عندما كان العثمانيون يحكمون فيها بلاد الشام أو كما تسمى زمن «السفر برلك»، ويسلط الضوء على واحد من أحياء العاصمة دمشق وما كانوا يعانونه من جوع وفقر وتشرد، ويشارك في بطولته كل من عباس النوري، وسلافة معمار، والقديرة صباح الجزائري، ومحمد حداقي، وفادي صبيح.
ولم يغب الممثل عابد فهد عن سباق رمضان 2021 حيث يطل علينا في مسلسل “350 جرام” وسيشاركه البطولة كل من سلوم حداد وكارين رزق الله، ويحكي قصة حياة محام في الأربعينيات من عمره يدعى نوح الريس، يهوى التلاعب بالقانون وحل جميع القضايا الصعبة، لكن وعكة صحية تقلب حياته رأسا على عقب.
كما سينطلق مسلسل «كندوش» الذي يشهد عودة الممثلة السورية القديرة سامية الجزائري بعد غيابها عن الساحة الفنية لنحو سبعة أعوام، والفنان الكبير أيمن زيدان، العائد للدراما بعد غياب خمسة أعوام، إضافة إلى سلاف فواخرجي وشكران مرتجي وكندة حنا.
كما سيكون محبو المسلسلات الرومانسية أيضا على موعد مع مسلسل درامي رومانسي من الطراز الرفيع وهو «خريف العشاق»، أما باقي المسلسلات السورية فهي أجزاء مكملة مثل مسلسل «بروكار2» و«سوق الحرير2» الذي لقي رواجا كبيرا العام الماضي.
خفوت وهج الدراما المصرية
منذ نعومة أظافرنا، كنا ننتظر المسلسلات المصرية والفوازير الرمضانية، لكن في الأعوام الأخيرة مع السيطرة الخليجية والسورية تراجع ذلك الاهتمام، لكن الإنتاج ازداد، حيث تنطلق باكورة واسعة من الأعمال في رمضان 2021، يستهلها محمد رمضان في مسلسل «موسى» ويجسد شخصية شاب صعيدي يدعى موسى، يحاول مقاومة الاحتلال الإنجليزي، كما سيتم عرض الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار» الذي يحكي عن بطولات شهداء الشرطة المصرية، من بطولة كريم عبدالعزيز، في حين يجتمع أحمد السقا وأمير كرارة في مسلسل درامي اجتماعي من قصص المجتمع الصعيدي المصري في مسلسل “نسل الأغراب”، ويعود مصطفى قمر في مسلسل «فارس بلا جواز»، وكذلك منى زكي في «لعبة نيوتن»، ويشهد رمضان 2021 عودة مميزة ليحيى الفخراني في مسلسل «نجيب زاهي زركش»، إضافة إلى ذلك، ينتظر كثيرون عملا مشوقا يجمع كلا من الممثلة القديرة يسرا والممثل السوري باسل خياط تحت عنوان «حرب أهلية».
ولم تغفل الدراما المصرية عن الأحداث الاستثنائية التي تعصف بالعالم، حيث سينطلق أيضا مسلسل «كوفيد 19» الذي يدور في عام 2025، عندما يتجدد الفيروس ويحاول الناس مقاومته، كما سيعرض مسلسل «الطاووس» للمثل جمال سليمان، يدور حول إحدى قضايا التحرش والاغتصاب وتدخل أصحاب النفوذ والشباب الأثرياء المدللين بعد تورط أحدهم في هذه القضية، إضافة إلى عديد من المسلسلات الأخرى.
إطلالة لبنانية خجولة
مقارنة بالإنتاجات الخليجية والعربية، توصف المسلسلات اللبنانية في رمضان 2021 بالخجولة، حيث تنطلق ثلاثة مسلسلات فقط، هي «راحوا» من بطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا، ومسلسل «2020» من بطولة نادين نسيب نجيم، قصي خولي، كارمن لبس، فادي إبراهيم، حسين مقدم، رولا بقسماتي، جنيد زين الدين، وماريتا الحلاني، ومسلسل «للموت» من بطولة ماجي بوغصن، دانييلا رحمة، وباسم مغنية.
ويبقى أن نشير إلى تميز الموسم هذا العام بمشاركة نجوم الصف الأول، وعودة بعضهم بعد غياب لعام أو أكثر، حتى إن بعضهم يجتمعون في عمل مشترك، إضافة إلى حضور لافت للدراما النسائية وخوض عدد من النجمات المارثون بأعمالهن من خلال بطولة مطلقة. كما أنه يحظى الموسم الرمضاني هذا العام بغزارة الأعمال الدرامية التي تتجاوز أعمال العام الماضي، ويأتي ذلك تعويضا عن الحضور الخجول للدراما في رمضان الماضي، بسبب ما آلت إليه الظروف من جائحة كورونا، وإيقاف التصوير لعدد من الأعمال العربية.