سوليوود «متابعات»
حققت السينما التونسية خلال الأعوام القليلة الماضية قفزات نوعية أوصلتها إلى العالميَّة، سواء من خلال الجوائز التي حققتها، أو تلك التي ترشحّت لنيلها، فضلاً عن بروز جيل متميز من السينمائيين الشباب، حسب ما ذكرت صحيفة الخليج.
فيلم «آخر واحد فينا» للمخرج علاء الدين سليم الذي حصد جائزة «أسد المستقبل» من قبل مهرجان البندقية، هو نموذج من النجاحات التي حققتها السينما التونسية، ويُرجع بعض النقاد السينمائيين هذه القفزة السينمائية، سواء على مستوى الأعمال الوثائقية أو الروائية أو غيرها، إلى الثورة التونسية التي نقلت البلاد إلى مرحلة جديدة، وفتحت الآفاق أمام المزيد من الإبداعات.
إنجاز تاريخي
من بين الأفلام المهمة التي شكلت طفرة في مسيرة السينما التونسية، فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، «زينب تكره الثلج»، «على كف عفريت» وغيرها، كما لمعت أسماء في سماء «الفن السابع»، مثل المنتج حبيب عطية، المنتج نديم الشيخ روحو، المُخرجة كوثر بن هنية وغيرهم.
ويعتبر ترشيح فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمُخرجة كوثر بن هنية، إلى القائمة النهائية لجائزة أوسكار كأفضل فيلم طويل، من أبرز الإنجازات التي حققتها السينما التونسية، وسابقة تاريخية.
ويتناول الفيلم قصة مهاجر سوري غادر بلده هرباً من الحرب إلى لبنان على أمل السفر منه إلى أوروبا حيث تعيش الفتاة التي يحبها، وفي سبيل ذلك يقبل أن يرسم له أحد أشهر الفنانين المعاصرين وشماً على ظهره، ليتحول جسده إلى تحفة فنية، ولكنه يدرك بعد ذلك أنه فقد حريته من جديد بسبب القرار الذي اتخذه.
والفيلم من بطولة السوري يحيى مهايني والفرنسية ديا ليان والبلجيكي كوين دي باو والإيطالية مونيكا بيلوتشي، وشارك خلال عام 2020 في مهرجانات سينمائية عديدة، سواء التي أقيمت على أرض الواقع أو افتراضياً، ومنها مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان الجونة في مصر.
هذا الإنجاز دفع السينمائيين التونسيين إلى اعتبار وصول الفيلم إلى منافسات الأوسكار، بمثابة استحقاق للسينما التونسية، وبأنها «لحظات تاريخية»، فهل ستشهد المنطقة العربية ميلاد «عملاق سينمائي» جديد على غرار مصر؟.