سوليوود «متابعات»
تنطلق يوم 8 أبريل الجاري، الدورة الخامسة الافتراضية، من «ملتقى بيروت السينمائي»، الذي تنظمه سنوياً جمعية «بيروت دي سي». وهو ملتقى للإنتاج المشترك يجمع المنتجين والمخرجين العرب المستقلين وأصحاب مشاريع الأفلام الطويلة (الروائية والوثائقية) مع عاملين إقليميين ودوليين في هذا المجال، حسب ما ذكر موقع الشرق بلومبيرغ.
«مدار بيروت دي سي»
هذه التظاهرة الفنية، التي غابت العام الماضي بسبب وباء كورونا والانهيار الاقتصادي في لبنان، تجتمع في العادة مع «أيام بيروت السينمائية» لعرض باقة من أبرز الأفلام الروائية والوثائقية المستقلة في صالات السينما. وجرى تعويض ذلك هذا العام، ببرنامج افتراضي بعنوان: «مدار بيروت دي سي» ، الذي يعرض عبر منصة «أفلامنا» 11 فيلماً روائياً ووثائقياً عربياً دُعمت فنياً أو مادياً أو تسويقياً، من قبل جمعية «بيروت دي سي» وشركائها، وذلك بشكل مجاني، بين 27 مارس و2 مايو المُقبل.
مديرة الملتقى المنتجة والمخرجة اللبنانية ميريام ساسين، قالت لموقع الشرق إن الجمعية «قررت هذا العام ألا تحرم المشاهد العربي من متابعة أهم الأفلام الجديدة التي دعمتها «بيروت دي سي» بشكل أو بآخر، والتي وصلت إلى مهرجانات عالمية ونالت جوائز مرموقة ولم تحظ بانتشار جماهيري واسع».
وأضافت: «ابتكرنا (مدار بيروت دي سي) لنعرض عبره 11 فيلماً من دول مختلفة، تجمع جديد السينما العربية، التي تناقش قضايا إنسانية اجتماعية بشكل جريء وتتطرق لمواضيع العدالة الاجتماعية واللاجئين في إطار جمالي وفني عربي معاصر».
السينما اللبنانية
يحتلّ لبنان المركز الأوّل في البرنامج الذي يعرض فيلماً كل أسبوع، وذلك برصيد 6 أفلام، من بينها: «شعور أكبر من الحب» للمخرجة اللبنانية ماري جيرمانوس سابا، و«نحن من هناك» لوسام طانيوس.
ويتناول فيلمان من القائمة وهما: «جدار الصوت» لـ أحمد غصين، و«1982» لـوليد مونّس، موضوع الحرب والاجتياح الاسرائيلي للبنان، وسبق أن رشحت الدولة اللبنانية الفيلمين لجوائز الأوسكار في عامي 2019 و2020.
وتدور أحداث «جدار الصوت» في فترة الاعتداء الإسرائيلي على لبنان عام 2006، حين حوصِرت مجموعة من المواطنين اللبنانيين داخل منزل في إحدى القرى الجنوبية بعد أن احتل جنود إسرائيليون الطابق العلوي منه، بينما يروي الفيلم الثاني قصّة مجموعة من الطلاب في مدرسة لبنانية وَجدوا أنفسهم وسط هجوم إسرائيلي أثناء اجتياح لبنان عام 1982.
ويستعرض فيلمان وثائقيان آخران ضمن البرنامج شرائح أخرى من المجتمع اللبناني، وهم الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر، مثل فيلم «تحت التحت» لـسارة قصقص، والثاني بعنوان: «نَفَس» لريمي عيتاني، إذ يقدم هذان الفيلمان وجهاً مختلفاً للبنان السفلي غير المألوف لدى المشاهد العربي والعالمي.
مشاركة عربية
وتُشارك بعض الدول العربية، في «ملتقى بيروت السينمائي»، من بينها سوريا، التي تتمثل بفيلم «قفص السكّر» للمخرجة زينة القهوجي، فيما توجد تونس بفيلمين، الأول بعنوان: «بيك نعيش» لمهدي برصاوي، وآخر وثائقي بعنوان: «عالبار» للمخرج سامي التليلي، الذي يروي كيف أنقذ فوز المنتخب التونسي لكرة القدم في كأس العالم 1978 النظام السياسي بعد مجزرة تعدّى عدد ضحاياها 500 عامل.
ومن فلسطين يشارك الفيلم الشهير “200 متر” لأمين نايفة، والذي حصد 12 جائزة في مهرجانات عدة حول العالم، آخرها جائزة أفضل فيلم في «مهرجان القدس للسينما العربية».
وتدور أحداث الفيلم، حول عامل بناء من الضفة الغربية يسابق الزمن للاعتناء بابنه المريض والمقيم مع زوجته على الجانب الآخر من الجدار الفاصل.
ويحضر السودان، بفيلم «ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلا، وهو اقتباس أدبي عن«النوم عند قدمي الجبل» للأديب السوداني حمّور زيادة، ويروي قصّة شاب يكبر وهو يظنّ أنه سيموت عندما يبلغ سن العشرين وفقًا لما تنبّأه له أحد الشيوخ بعد ولادته بوقت قصير، ويتناول العمل قضية حرية الفرد في مواجهة العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية.
جلسات نقاش وجوائز
وتبثّ منصة «أفلامنا»، بدءاً من الاثنين المقبل، 4 حلقات نقاشية للمخرجين المشاركين في «مدار بيروت دي سي» أدارها وسجّلها مبرمج الأفلام ربيع خوري.
وترصد الجلسات النقاشية تحديات صناعة فيلم روائي طويل، وكذلك الذاكرة الجماعية في السينما العربية، ومقاربة توثيق الأحداث السورية من خلال النزوح أو البقاء تحت القصف، وتصوير حياة المهمّشين ساكنو الطبقات السفلى.
وفي ختام ورش الملتقى، التي يشارك فيها 13 مشروعاً سينمائياً، ستوزّع ستّ جوائز للأفضل بينها جائزتان نقديتان قيمة كل منها 8 آلاف يورو، وجائزة قيمتها 5 آلاف دولار، فيما يقدم كل من مهرجان «أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية» و«الجونة السينمائي» و«روتردام السينمائي» جوائز للمشاركة في دوراتها المقبلة ومختبراتها.