سوليوود «متابعات»
يسعى بعض «نجوم الشباك» المصريين إلى تعويض غيابهم عن السينما، عبر بوابة الإعلانات التلفزيونية التي تتيح لهم الانتشار الواسع لدى جمهور التلفزيون والمواقع الإلكترونية.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فقد سيطر نجوم الكوميديا على الإعلانات التلفزيونية في مصر أخيراً، ومن أبرزهم الفنان محمد هنيدي، الذي ظهر في ثلاثة إعلانات مختلفة لصالح شركات متنوعة، خلال ثلاثة أشهر فقط. كان آخرها إعلانه مع شركة لخدمات الهاتف المحمول.
ونشر هنيدي صورة له من الإعلان عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أخيراً، وظهر فيها بصحبة آخرين من قصار القامة، وعلق عليها ساخراً: «الميزة الكبرى في هذا الإعلان، أنني وفرت على الشركة أموالاً كثيرة في الغرافيك، لأنّهم لو استعانوا بآسر ياسين مثلاً كان سيكلفهم نحو مليون دولار على الغرافيك فقط لضبط فرق الطول».
ويعد غناء هنيدي العامل المشترك الأبرز في الإعلانات الثلاث، فيما أطل على الجمهور بأشكال وأنماط مختلفة مغلفة بإطار كوميدي.
وظهر هنيدي في إعلان لشركة أجهزة إلكترونية مصرية قبيل نهاية العام الماضي، وقدم فيه دوراً تمثيلياً بجانب بعض الرقصات، كما ظهر في إعلان لإحدى شركات الأغذية، وقام هنيدي بالغناء خلاله لأول مرة على طريقة الراب.
ويرى نقاد مصريون أنّ حرص بعض النجوم على الوجود في الإعلانات التلفزيونية يؤكد أنّ «السوق لم تعد تستوعب كل الفنانين بمن فيهم نجوم الصف الأول».
ويقول الكاتب والناقد محمد رفعت لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كان يتسابق كل هؤلاء الفنانين من نجوم الشباك على إيرادات السينما كانوا يرفضون الظهور في الإعلانات رغم المقابل المادي الضخم المعروض عليهم، وذلك من أجل تقليل ظهورهم على الشاشة حتى لا يمل الجمهور منهم، ولكن مع تراجع عرض الأفلام وإخفاق الكثير من نجوم الصف الأول في تحقيق إيرادات كبيرة، مقارنة ببداياتهم لجأوا إلى الإعلانات».
ويؤكد رفعت أنّ الإعلانات تساهم في استمرار وجود هؤلاء النجوم على الشاشة، ليتذكرهم الجمهور، بالإضافة إلى كسب مقابل مادي جيد يعوض ابتعادهم عن العمل بسبب أزمات الصناعة وبسبب الجائحة»، مشيراً إلى أنّ السينما الكوميدية تعيش في مأزق منذ سنوات بسبب حرص نجوم الشباك على الظهور بمفردهم في أعمال لا تتضمن نصاً جيداً، وغير مناسبة لسنهم».
ويضيف رفعت: أنّ «محمد هنيدي على سبيل المثال لا يزال يقدم دور الشباب الذي يبحث عن شريكة حياته، كما لم يحاول محمد سعد التجديد من نفسه والإصرار على استهلاك شخصية اللمبي التي قدمها منذ نحو 20 سنة، ورغم أن أحمد حلمي يعد أكثرهم ذكاءً في التجديد واختيار أعمال مختلفة، فإنّه لم يحقق النجاح المنشود في أعماله الأخيرة».
وأطل أحمد حلمي الذي ظهر سينمائياً لآخر مرة عام 2019. عبر فيلمه «خيال مآتة»، على الجمهور كثيراً خلال العامين الماضيين عبر الإعلانات، وبات أحد وجوه شركة هاتف محمول، وظهر حلمي خلال الإعلان الجديد للشركة وهو يؤدي شخصية موسيقار يعزف على العود والطبلة، ويغني بصحبة فرقته الموسيقية كلاماً غير مفهوم.
ولفت حلمي الأنظار إليه كشخصية كوميدية من خلال برامج الأطفال التي قدمها في نهاية تسعينات القرن الماضي، حتى اختاره المخرج شريف عرفة للمشاركة في فيلم «عبود على الحدود» 1999 ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته.
ويشير رفعت إلى أنّ تامر حسني وأحمد عز وكريم عبد العزيز من بين الفنانين الذي استطاعوا تحقيق إيرادات كبيرة في السنوات الأخيرة، والتفوق على سعد وهنيدي وحلمي ومكي، مؤكداً أن «غياب النص والسيناريو الجيد، والاعتماد على نظرية (الشللية) في عملية اختيار السيناريوهات، بالإضافة إلى الاستسهال من أبرز أسباب تراجع الأعمال الكوميدية أخيراً».
كما غاب الفنان الكوميدي محمد سعد عن الظهور سينمائياً منذ عام 2019 بعد مشاركته في فيلم «الكنز2»، وقدم سعد إعلان تلفزيوني لصالح إحدى شركات الهاتف المحمول بالتعاون مع الفنانة دينا الشربيني، وقدم فقرات تمثيلية قصيرة، وظهر بأكثر من شخصية بجانب الغناء بطريقة الراب، وحقق إعلانه انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وبدأ سعد مشواره الفني بدور صغير في مسلسل «ما زال النيل يجري»، وتلاه عدة أدوار صغيرة في العديد من الأفلام منها «الطريق إلى إيلات» و«الجنتل»، ومسلسل «مين مايحبش فاطمة» مع الفنان أحمد عبد العزيز، لكن انطلاقته الحقيقية كانت مع شخصية «اللمبي» التي قدمها لأول مرة في فيلم «الناظر»، من ثمّ انتقل بها وقام بأول بطولة مطلقة له في فيلم «اللمبي»، وتوالت أدواره بعد ذلك في أفلام «عوكل»، و«بوحة»، و«تتح»، و«بوشكاش»، وغيرها.