سوليوود «متابعات»
«بعض الأشياء تحدث لأن القواعد غير معروفة والعالم السيئ يستغل جهل الآخرين!».
لم يكن العقد الذي بدأ في عام 1950 عقدًا لطيفًا بشكل خاص بالنسبة للسينما الكتابية الإيطالية. فقد جعل النقاد أزمة الواقعية الجديدة رسمية؛ تلك الإنتاجات الأميركية التي لم تكن قادرة على الوصول إلى إيطاليا خلال الحرب، غمرت دور السينما، وفي هذه الأثناء حاولت السياسة بكل الطرق مقاطعة هؤلاء المخرجين (فيسكونتي، دي سيكا، روسيليني) الذين أرادوا سرد الظروف المأساوية للسينما الإيطالية ما بعد الحرب.
وبحسب صحيفة الرياض تحاول السينما أن تروي الحياة ببؤسها أو بثراء المشاعر، إنها تحفر بضراوة وبلا رحمة والدموع في أعينها في فقر إيطاليا ما بعد الحرب.
«أمبرتو د.»، مرآة لحالة بشرية، أغنية بجعة مؤلمة أصبحت حقيقية في الوحدة المأساوية وغير القابلة للحل.
یكمل «أمبرتو د.» دورة من روائع الواقعیة الجدیدة التي كانت ثمرة تعاون رائع بین المخرج السینمائي البارز «فیتوریو دي سیكا» وكاتب السیناریو «سیزار زافاتیني». هـذه السلسلة من الأفلام التي تشمل (تلمیع الأحذیة – 1946)، (لصوص الدراجات – 1948). یرسم «دي سيكا» صورة واقعیة للمجتمع في إیطالیا ما بعد الحرب، حیث یبدو أن الصعوبات الاقتصادیة جعلت الأفراد غیر مبالین بمحنة الأیتام والفقراء والعاطلین عن العمل والمسنین. الخیط المشترك بین هـذه الأفلام هـو كیف یمكن أن تمر المعاناة دون أن یلاحظهـا أحد، ومدى ضآلة المجتمع الذي یستجیب
لاحتیاجات الفرد في لحظة الأزمة الشخصیة. كل فیلم لدیه قصة بسیطة بشكل ملحوظ یرویهـا، ولكن الأسلوب الذي استخدمه «دي سيكا»، جعل هـذه القصة مؤثرة بشكل مكثف، ملیئة بالشعر والرحمة، وإظهـار فهـم عمیق للنفسیة البشریة.
يعتبر فيلم «أمبرتو د.» أحد الأركان الأساسية في تاريخ السينما الإيطالية، وهو تعبير عن تلك الواقعية الجديدة.
تدور القصة حول متقاعد – أمبرتو دومينيكو فيراري – أُجبر على العيش على معاش تقاعدي ضئيل بالكاد يسمح له بالعيش، مع فزاعة طرده من الغرفة المتواضعة التي استأجرها ولا يستطيع تحمل دفعها. «أمبرتو»، في الواقع، ليس لديه عائلة، ينظر إليه زملاؤه السابقون بارتياب (لأنه لا يفوت أبدًا فرصة لطلب قرض منهم). ولا تستطيع صاحبة المنزل الانتظار للتخلص منه. هدفه الوحيد هو البقاء على قيد الحياة يوماً بعد يوم.
المشاعر الوحيدة هي تلك الخاصة بالخادمة الشابة في المنزل حيث توجد غرفة الإيجار و»Flaik»، الكلب الذي سيلعب دورًا محوريًا في خاتمة القصة الحزينة.
«أمبرتو د.» كان الفیلم الذي كان «دي سیكا» یفتخر به، وقد أهـداه لوالده. الشخصیة المركزیة لأومبرتو یلعبهـا الأستاذ المسن من جامعة فلورنسا، «كارلو باتیستي»، إن افتقار باتیستي للتدریب كممثل یسمح له بتقدیم أداء طبیعي مؤثر بشكل مدمر، وعیناه الحزینة اللطیفة تعبران عن الوحدة والمعاناة الخافتة والیأس الهـادئ، مما یجعله خیاراً مثالیًا للاختیار.
على غرار المخرجین الواقعیین الجدد العظماء، فضّل «دي سیكا» الممثلین غیر المحترفین وذلك لتحقیق إحساس أكبر بالحقیقة والواقع في أفلامه، وكان ذلك أحد اهـتماماته الرئیسیة كمخرج.