صالح الخليف
لا يمكن تسطيح قدرات الثلاثي سعد الفرج وعبدالله السدحان وسعيد صالح الفنية وتصغيرها واستنقاصها، لكن وكما تشهد عشرات الأعمال ظلوا مجرد طرف مساعد إن صح التعبير للعمالقة عبدالحسين عبدالرضا وناصر القصبي وعادل إمام..
على هامش العمل الكوميدي المصري عاش سعيد صالح طوال مرحلة انفصاله عن الزعيم ولم يستطع تقديم عمل يتيم واحد يقنع فيه المشاهدين العرب أنه فعلاً ممثل يمكنه أن ينقل من معه من الصاعدين والكومبارس إلى باحات النجومية..
استمر كالعبء حتى على أصدقائه ورفقائه ومن لديه مساحة وفاء وأراد مجاملته ومداراة خاطره بدور ليس بالضرورة أن يليق تمامًا بواحد من نجوم مدرسة المشاغبين الكبار.. كان سعيد صالح فنانًا ماهرًا يجيد لعبة الخروج عن النص، لكن مجرد خروجه من جلباب عادل إمام في السينما راح إلى المجهول مع محاولات خجولة في المسرح؛ ليؤكد فقط أنه لا يصلح أن يكون سوى اسم مساند حتى رحل تغمده الله بواسع مغفرته ورحمته ورضوانه..
أيضًا سعد الفرج تشكل في أذهان الناس والمشاهدين الخليجيين بأنه يشكل ثنائيًّا مغايرًا مع أبو عدنان عقب درب الزلق الذي يوحي للوهلة الأولى أن نسبة الإبداع والنجاح والتألق مشتركة وموزعة بين عبدالحسين والفرج وخالد النفيسي وعلي المفيدي رحمهما الله.. أكمل سعد الفرج المشوار ويعد ـ ولا جدال ـ أحد رموز الشاشة في المنطقة، لكن كافة الأعمال التي لعب فيها دور البطولة دون مشاركة عبدالحسين لم تترك لها مكانًا في ذاكرة الفن باستثناء مسرحية حامي الديار..
أما عبدالله السدحان فكان هناك شبه خلاف متواصل بين المتلقين السعوديين على أيهما أكثر نجومية وحضورًا وكوميدية، حينما ارتبط مع ناصر القصبي قرابة العشرين عامًا متواصلة.. انفك ذاك الرباط الوثيق بخلاف عاصف بينهما وجاهد السدحان طويلاً في كل حوار تلفزيوني، محاولاً إعادة المياه إلى مجاريها لولا أن الطيور طارت بأرزاقها، ورفض القصبي كل مساعي التصالح وأغلق الباب ورمى المفتاح الوحيد في البحر..
وفي كل مرة يظهران على الشاشة يثبت القصبي أنه بطل الفن السعودي بلا منازع أو منافسين؛ فيشتهر من معه ويقفزون عاليًا نحو القمم، ويثبت السدحان أنه فنان جيد ومجتهد ويملك شخصيته الخاصة المتمثلة في إجادة تلبس كاركتارات يصعب على غيره وسواه تطبيقها، ويثبت أكثر أنه من دون القصبي لا يبدو كبيرًا بما يكفي.. ليس هناك عمل برز فيه السدحان بعيدًا عن القصبي، وليس هناك خلاف قائم الآن عن الأفضل والأبرز والأهم بين نجوم الفن السعوديين..
المصدر: الرياضية