عبدالله صادق دحلان
اقتصاد الترفيه تعتمد عليه العديد من دول العالم المتقدم والنامي وتتسابق عليه معظم الدول الصناعية، والترفيه يصنف بأنه صناعة، والداعم الأكبر لهذه الصناعة السياحة وتتنافس العديد من دول العالم على استقطاب أكبر نسب السياح في العالم.
وتصنف بعض الدول السياحية حسب مقوماتها السياحية من أجواء باردة، أو بحار وشواطئ للسباحة أو أنهار وطبيعة خضراء أو ثلوج للتزلج، وهي مقومات طبيعية من صنع الله عز وجل، وتبني بعض الدول مقوماتها السياحية بإنشاء مشاريع الترفيه العملاقة والتي تعتبر أكبر عامل جذب للسياحة الأجنبية لها، أو اكبر عامل توطين للأموال المهاجرة من بلادها.
وتعتبر الولايات المتحدة صاحبة أكبر مراكز ترفيهية عالمية، ومنها الأشهر عالميا ديزني لاند في غرب الولايات المتحدة في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، والثانية (يونيفيرسل استديو) مركز صناعة الأفلام العالمية (هوليوود) بنفس المدينة، وفي جنوب شرق الولايات المتحدة في مدينة (أورلاندو) بولاية فلوريدا، إذ مركز الترفيه الأكبر في العالم (Disney World) ومراكز الترفيه المساندة لها مثل حديقة الحيوان العالمية والأيبكوت سنتر، وفي فرنسا ثالث أكبر مدينة ترفيه بالعالم (يورو ديزني)، وفي أوروبا في ألمانيا مدينة الملاهي الأوروبية (يورب بارك)، وفي الدول الإسكندنافية في كوبنهاغن الدنمارك أكبر مدينة ملاهي (تيفولي)، وفي أقصى الشرق مدينة الملاهي (ديزني لاند) في اليابان.
وفي بقية دول العالم هناك مراكز ترفيه صغيرة منتشرة وجميعها يستهدف الترفيه عن شعوب أوطانها وجيرانها وبقية شعوب العالم، وفي المملكة برؤية 2030 تحرص القيادة السعودية على دعم إنشاء المشاريع الترفيهية لسكان المملكة وزوارها، وتعتبر هيئة الترفيه من أنجح الهيئات الناشئة ولها إنجازات عظيمة في مجال مشاريع الترفيه بما فيها إنشاء وتشغيل دور السينما.
ويعتبر مشروع (القدية) من أكبر المشاريع الترفيهية المستقبلية في العالم والتي يتطلع لها الشعب السعودي، وأجزم أنه ستكون نقطة تحول للحياة الاجتماعية في المملكة وستخدم توطين البلايين في المملكة والمهاجرة سنويا لدول استقطاب السياحة عالميا.
ونظرا لكبر حجم المملكة واتساع أطرافها وتوزع سكانها على مناطقها المتعددة فإن إنشاء مشاريع ترفيهية مختلفة في المناطق الاقتصادية ذات البنية التحتية الجيدة والتي صرف عليها البلايين قد تكون هي الأنسب لإقامة بعض مشاريع الترفيه الكبيرة.
واقتراحي اليوم هو إنشاء مدينة (ديزني لاند الشرق الأوسط) في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية غرب المملكة، ذات الموقع الإستراتيجي على البحر الأحمر والتي تحتوي على عناصر جذابة للمشروع، أهمها البنية التحتية والفنادق والمجمعات السكنية والميناء الحديث ومحطة قطار الحرمين، بالإضافة إلى بعدها الاقتصادي وتوفر المساحات غير المستغلة شمال المدينة داخل حدودها، ويعتبر موقع محافظة رابغ إستراتيجيا في منتصف الطريق إلى منطقة المدينة المنورة ومنطقة مكة المكرمة بمدنها مكة المكرمة وجدة والطائف ورابغ والقنفذة وذهبان وغيرها من المحافظات، ويرتبط مطار الملك عبدالعزيز برابغ بقطار الحرمين السريع، وأجزم أن فكرة إنشاء مدينة ديزني لاند الشرق الأوسط ستكون لها جاذبية كبيرة على المتوقع استقطابهم للعمرة والحج والتي يتوقع أن يصل عددهم إلى 30 مليون حاج ومعتمر.
كما أتوقع أن تكلفة إنشاء هذه المدينة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية سوف تكون أقل بنسبة 50% عن إقامتها في أي موقع آخر، نظرا لتواجد جميع مقومات النجاح وأهمها البنية التحتية القائمة، ومن يظن بأن إنشاء مدينة ديزني في المدينة الاقتصادية يغير من هدف المدينة يكون مخطئا لأن الترفيه صناعة ضخمة جدا ولها مردودها الاقتصادي والاجتماعي، سواء على توطين البلايين المهاجرة أو تخفيض نسب البطالة ورفع معدلات التشغيل للشباب واستقطاب أعداد ضخمة من السياح داخليا وخارجيا.
وفي الحقيقة أن ما يدفعني إلى التأكيد على أهمية إنشاء مدينة ديزني لاند الشرق الأوسط في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية هو عزم المدينة على إطلاق مدينة ترفيهية مصغرة على غرار ديزني لاند حسب تصريح أحد المسؤولين بأن المشروع تحت إجراءات الترخيص وإفادته بأن هذا المشروع سيحدث نقلة نوعية في صناعة الترفيه، وطرحي في نفس السياق لماذا لا نحاول عقد شراكة مع شركة ديزني لاند لإقامة مدينة ديزني لاند الشرق الأوسط في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
علما أن هناك محاولات سعودية مصرية لإنشاء مدينة ديزني لاند في مصر إلا أنها لم تصل إلى قرار تنفيذي، وقد يكون مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية هو الأنسب لأسباب عديدة، منها توفر البنية التحتية والخدمية.
إن عزيمة أمير الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قادرة على استقطاب شراكة مع شركة ديزني لاند الدولية لبناء مشروع ديزني لاند الشرق الأوسط في المملكة، لا سيما أن اللقاء الذي جمع ولي العهد برئيس مجلس إدارة شركة والت ديزني ورئيسها التنفيذي في لوس أنجلوس لاستعراض فرص التعاون في قطاعات الترفيه والثقافة وصناعة الأفلام، يدفعني أكثر إلى أن نحلم بمشروع ديزني لاند الشرق الأوسط في غرب المملكة.
مع الأخذ بالاعتبار بأن حجم المملكة جغرافيا وعددا لسكانها والمقيمين فيها يستوعب أكثر من مشروع ترفيهي في المملكة.
المصدر: عكاظ