سوليوود «متابعات»
بين الخيال والأساطير والمغامرات يذكرنا فيلم شركة ديزني الأخير «Raya and the Last Dragon» أو رايا والتنين الأخير أن التسامح قوة والثقة بالنفس فضيلة، والأمل ما زال موجوداً ويستحق أن نبحث عنه ونتمسك به، وأن الاتحاد هو درب النجاح، بحسب صحيفة الرؤية.
والحقيقة أنه مع دخول ديزني العقد التاسع في عالم الرسوم المتحركة أصبحت أكثر وعياً وانفتاحاً تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية، واضعة أميراتها كبطلات مستقلات. فكانت زوتوبيا رمزاً واضحاً وإن كان ناقصاً عن العنصرية؛ وفي فروزن حرضت الأميرة شقيقاتها ضد الإرث الاستعماري لمملكتهن.
وفي «رايا والتنين الأخير»، تدور الأحداث في منطقة دمرها الوباء أو الطاعون، والأمل الوحيد يكمن في الوحدة والتغلب على القبلية التي قسمت الأمة.
الفيلم يجمع بين الخيال والأكشن والمغامرة، ورايا «كيلي ماري تران» ليست فقط الزعيمة المستقبلية لأرضها، بل أيضاً فنانة قتالية شرسة تدربت لكي تحمي الجوهرة التي تحتوي على آخر سحر في عصرها.
ويتعين على رايا أن تسافر إلى أراضٍ مختلفة لكي تجمع الأشياء السحرية وتتفادى الأخطار التي تتعرض لها، ولكنها تدرك أن معركتها الحقيقية هي التخلي عن غضبها وميلها للثأر والانتقام بعد أن تعرضت للخيانة.
يخبرنا الفيلم أن الثقة فضيلة وجمال ونعمة تتطلب التخلي عن ذكريات أذى الماضي، وأن نمنحها للآخرين.
تخوض رايا مغامراتها وعلى كتفها الملاك سيسو «أكوافينا» أو آخر تنين التي تحثها على المغفرة والسماح، وهي التي أنقذت العالم من الدمار من قبل الدرون، عبر خلق الجوهرة التي كانت رايا وعائلتها تحرسانها.
درون هنا شخصية خيالية شريرة تتكون من نصف فيروس ونصف وحش، تحول أي شيء تتصل به إلى حجر، وعندما هزمت من 500 عام، عاد كل ضحاياها ما عدا التنين أصل سحر الكوماندرا الذين ظلوا مجمدين.
يحاول والد رايا أن يزيل الخلاف والصراع بين المناطق الخمسة التي تتألف منها البلاد، ويدعوهم للحوار، ولكن ناماري «جيما تشان» ابنة الزعيم المنافس، تتدبر لكي تصاحب رايا من أجل سرقة الجوهرة، ما يؤدي إلى إطلاق سراح الدرون مرة أخرى لينشر الفساد والدمار في العالم.
وبعد 6 سنوات، تطارد رايا باستماتة أسطورة تقول إن سيسو ما زالت موجودة. ويتكاتف البعض مع رايا مثل الطفل بون، وتوك توك الحشرة التي تتحول إلى كرة عند الضرورة.
رايا والتنين الأخير فيلم يذكرنا بالأشياء التي تستطيع ديزني القيام بها ببراعة من تصميم الشخصيات، إلى بناء العوالم الأسطورية والاختيارات الذكية، فيلم يقدم لنا عالماً غنياً من جنوب شرق آسيا يسمى كوماندرا، يتكون من الصحاري الصخرية وغابات الخيزران الثلجية والأسواق العائمة والمدن المحمية بالقنوات.
برعت أكوافينا بصوتها الكوميدي المحبب في أن تقدم لنا شخصية أسطورية ولكنها تحمل قدراً من البراءة والسذاجة، تحلق في السماء، ولكنها تدرك أن قوتها الحقيقية في رأب الانقسامات.
بينما تعد ناماري أمراً جوهرياً للآخرين، شكلت علاقتها المشحونة بالعواطف مع رايا العلاقة المحورية للفيلم، وهما تحاولان تحقيق مصالح شعبهما.
ربما في لحظة ما كانت الشابتان عدوتين، لكنهما تشتركان في القدرة على إدهاشنا.
والفيلم في النهاية وفي الجوهر ليس سلسلة من المعارك، ولكنه لحظة تتذكر فيه ناماري أن العالم ليس كله صراعاً من أجل البقاء – وأنه لا يزال لديه القدرة على المفاجأة وتحقيق الأمل.