سوليوود «متابعات»
في فيلم Moxie حاولت المخرجة إيمي بوهلر أن تبدع فيلماً حول فتاة مراهقة خجولة، تكتسب الثقة بالنفس لتستطيع أن تقف بصراحة مع نفسها وزملائها، تستلهم التمرد من والدتها، وتشعل فتيل الغضب والثورة في المدرسة بمجلتها السرية، حسب صحيفة الرؤية.
وحاولت مع كتاب السيناريو التوازن بين موضوعات عدة، ولكنها فشلت إلى حدما في دمجها في قصة واحدة، ما يجعل الفيلم وكأنه يسرد قائمة بموضوعات للوعي الاجتماعي.
الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم صدرت في عام 2015، ويتتبع حياة فيفيان (هادلي روبنسون) وهي طالبة ثانوي خجولة تسأم وتتمرد على التفرقة بين الجنسين والاستعلاء من جانب الطلاب الذكور في المدرسة.
وتقرر فيفيان في نوبة صحيان ألا تستسلم لسحر وإغراء وسطوة قائد فريق كرة القدم ميتشل (باتريك شوارزنيجر) الذي يطرح تصنيفاً متحيزاً مهيناً للطالبات، ويطلق عليهن ألقاباً وصفات تحط من شأنهم وتجعلهم محط سخرية الأولاد بصفة خاصة.
وتأتي نقطة التحول التي تفجر ثورة الغضب عندما تتجرأ الطالبة الجديدة لوسي (أليسيا باسكوال بينيا) على التحدث ضد ميتشل، ويتم وضعها بصورة مهينة في القائمة.
وتجد فيفيان الحافز والدافع في ماضي والدتها الجريئة المتمردة، فتصدر مجلة سرية تطلق عليها موكسي، وتلصقها في جميع أنحاء مدرستها.
ورغم أن السيناريو لم يمهد بصورة كافية لنقطة التحول واكتشاف ماضي الأم المتمرد، والسير على خطاها، إلا أننا نتعاطف مع الفتاة وهي تتطور وتتحول من زهرة عباد الشمس الخجولة إلى زعيمة تعبر عن آرائها الجريئة الصادحة أحياناً من دون الكشف عن هويتها.
وتجد «موكسي» صدى كبيراً لدى الطلاب بما فيهم الأولاد الذين بدأوا في استيعاب دعوة المجلة للعمل، ويرسمون علامات التضامن على أياديهم، وسرعان ما تتحول موكسي من منشور مجهول الهوية لطالبة واحدة إلى جماعة متكاتفة من الطلاب الذين يتجمعون من أجل هدف واحد هو التغيير.
وتبدأ المجموعة أو الحركة الطلابية في الاعتراض على كل شيء بما في ذلك موضوعات القراءة التي تنحاز للبيض الأثرياء.
لكن ربما كان أكبر ضرر للفيلم أنه يركز على قصة فيفيان أكثر من موكسي.
كما لم يوضح السيناريو كيفية تصالح فيفيان مع حقيقة أنها نفسها تتمتع بامتيازات لا يحظى بها أصدقاؤها مثل كونها بيضاء، قوية جسدياً، ومن طبقة موسرة.
كما أن التركيز كان بصورة أكبر حول الشخصية المحورية فيفيان فقط، والباقون لم يتعمق الفيلم في حكاياتهم ودوافعهم وتطوراتهم درامياً، مثل كلوديا صديقة فيفيان وهي من عائلة صينية، تكدح والدتها من أجل تعليمها، ولا تجد في نفسها الرفاهية أو المخاطرة لكي تتعرض للإيقاف مثل فيفيان.
كما أن السيناريو «همش» العلاقة بين فيفيان وأمها رغم أهميتها في السياق الدرامي للعمل.
وتحاول المخرجة بوهلر أن تسلط الضوء على لحظات انتصار الفتيات، ولكن ذلك الخيط يكاد يضيع رغم أن الفيلم في مجمله رسالة إيجابية، ولكن بوهلر ورفاقها كان في أيديهم قطعاً من شيء عظيم، ولكنهم لم يوفقوها أو يجمعوها بطريقة تحدث تأثيراً أكبر.
الفيلم من إخراج إيمي بوهلر وبطولة هادلي روبنسون، لورين تساي، أليسيا باسكوال، باتريك شوارزنجر.