سوليوود «متابعات»
كثيرة هي الأفلام التي صنعت عن أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، ومنها الفيلم الروائي الأميركي «بيليه: مولد أسطورة»، والوثائقي البرازيلي «بيليه إلى الأبد»، وأحدثها الوثائقي «بيليه» الذي أنتجته شبكة نتفليكس، وبدأ عرضه خلال الأسبوع الأخير من فبراير الماضي، وهو من إخراج البريطانيين ديفيد تريهورن وبين نيكولاس.
وبحسب صحيفة الرؤية يتناول الفيلم خلال 108 دقائق رحلة صعود «ملك كرة القدم» منذ أول بطولة كأس عالم شارك فيها عام 1958، وعمره لا يتجاوز الـ17، وحتى آخر كأس عالم شارك فيها عام 1970.
قبل 1958، لم تكن البرازيل بلداً يشتهر بكرة القدم، وبعد 1970 أصبح أول شيء يخطر ببال أحد عندما يذكر اسم البرازيل هو كرة القدم، وذلك بفضل حصولها على كأس العالم 3 مرات، وأسلوب لعب فريقها المميز، ولاعبيها الموهوبين، وعلى رأسهم بيليه، الذي كان صاحب الفضل الأول في هذه الإنجازات.
إدسون أرانتس دو ناسكيمنتو، الشهير باسم بيليه، ظل لعدة عقود أفضل لاعب كرة قدم في العالم، وحمل ألقاباً كثيرة، حيث يرى كثيرون حتى الآن أنه أفضل لاعب كرة قدم ظهر في تاريخ اللعبة.
يتميز فيلم «بيليه» بمادته الوثائقية، حيث يضم لقطات نادرة ليس فقط لبيليه وأسرته، ولكن للبرازيل بشكل عام منذ بداية الخمسينيات وحتى السبعينيات، كما يتميز بوجود بيليه نفسه، الذي يبلغ من العمر الآن 80 عاماً، يشاهد ويتحدث عن طفولته وحياته واللحظات التاريخية الأبرز في مسيرته الكروية، إضافة إلى عدد من الشخصيات التي عاصرته، مثل أخته وزملائه.
ومن أطرف وأمتع لحظات الفيلم المشاهد التي تجمع بيليه بزملائه حيث يتبادلون المزاح والمشاكسات، كما لو أنهم لا يزالون في الـ20 من عمرهم.
ويظهر بيليه معظم الوقت حاملاً صندوق تلميع الأحذية الذي عمل عليه خلال طفولته الفقيرة، ليذكرنا بصعوبة الرحلة التي قطعها في الحياة، ليصبح أنجح وأشهر وأغنى لاعب كرة قدم في عصره، ولأكثر من مرة في الفيلم، يضطر بيليه إلى التوقف عن الكلام والبكاء وهو يستدعي ذكريات حياته.
ويبدأ الفيلم بلقطات من كأس العالم 1970، الذي أقيم في السويد وكان أول كأس عالم يصور بالألوان وبعدد معقول من الكاميرات أتاحت للجماهير مشاهدة مباريات كرة القدم بشكل أفضل وأكثر إثارة.
وبعد هذه البداية المشوقة يعود الفيلم إلى البدايات، وبالتحديد كأس العالم 1950، عندما خسرت البرازيل في المباراة النهائية على أرضها أمام فريق الأورغواي، والحزن واليأس الذي أصاب الملايين بعدها، وتسبب في عقدة شعبية، فوالد بيليه الذي كان يهوى لعب كرة قدم أيضاً، بكى بحرارة، ولكن ابنه الذي لم يكن يتجاوز العاشرة قال له: «لا تبكي يا أبي، سأحصل لك على كأس العالم».
وبالفعل، بعد 8 سنوات، يشارك بيليه في كأس العالم ويحرز 6 أهداف في المباريات النهائية ضمنت لفريقه الحصول على الكأس لأول مرة.
يتتبع الفيلم مسيرة بيليه بعد ذلك: تحوله إلى أيقونة وأشهر لاعب كرة قدم في العالم كله، في الجزء الأفضل والأكثر إثارة من الفيلم يتتبع المخرجان مسيرة بيليه على خلفية الأحداث السياسية الكبرى في البرازيل.
«أكبر مكافأة تحصل عليها بعد الفوز ليست الكأس، ولكن الشعور بالارتياح»، هكذا يقول بيليه في نهاية الفيلم، وبالفعل فإن أهم ما يبينه هذا الفيلم هو أن النجاح ليس شيئاً سهلاً بالمرة، حتى بالنسبة إلى العباقرة.