سوليوود «وكالات»
– (1949) Adam’s Rib
– زوبعة في فنجان
– التقييم: (***) جيد
شهدت مهنة المخرج جورج كوكر، طوال الأربعينات والخمسينات وحتى مطلع الستينات، نشاطاً كثيفاً مكّنه من تحقيق فيلم واحد على الأقل في كل سنة. على الأقل لأنه في بعض السنوات، مثل 1942 و1944 و1950 و1960 أنجز أكثر من فيلم في العام الواحد وفقًا لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
«ضلع آدم» كان الفيلم الثاني له سنة 1949 بعد «إدوارد، ابني» وعلى عكسه نال تقديراً واسعاً صاحبه حتى اليوم. ما وجده النقاد الأميركيون في الفيلم ذروة بين أفلام الـ«سكروبول كوميدي» الأخرى (الكلمة التي توصف بها كوميديات تلك الفترة القائمة على حوارات ساخنة ومشادات كوميدية التأليف والتنفيذ تنطوي على الصراع بين الجنسين). بعض هذا الاعتبار مفهوم: «ضلع آدم» حمل لمشاهديه وجهاً آخر من صراع الأزواج حول من يملك الكلمة الأخيرة لا في البيت فقط، بل في العمل أيضاً.
آدم (سبنسر ترايسي) وأماندا (كاثرين هيبورن) تزوّجا عن حب وما زال الحب رابطهما المتين، لكن المواجهات بينهما لا تكاد تتوقف في هذا الفيلم، خصوصاً أن عملهما واحد، فهما محاميان وعادة ما يتواجهان في المحاكم هو مدافعاً عن متهم، وهي مدافعة عن ضحية أو العكس. هنا تقف أماندا للدفاع عن امرأة (جودي هوليداي) أطلقت النار على زوجها (توم إيوَل). تجد في الجريمة ثغرات تنطلق منها للدفاع عن وضع المرأة وحقوقها الزوجية المستهان بها. لكن زوجها يرى عكس ذلك، ولا يأخذ الفيلم وقتاً طويلاً حتى يتبادل الزوجان انتقادات تطال كل منهما وعلى نحو شخصي.
بالمختصر المفيد، وبالقصد، تتحوّل المحاكمة إلى محاكمة تتداول قضاياهما الشخصية والاجتماعية واستمرار لما بدأت حياتهما الزوجية في البيت بالمعاناة منه بسبب موقف كل منهما في تلك القضية.
يستخرج كوكر من ممثليهما أفضل ما يستطيعان توفيره من أداء. ما زال مفتعلاً في أوجه كثيرة لكنه موظّف جيداً ضمن توليفة الكوميديا المطلوبة. سيناريو روث غوردون وكارسون كانن مبني على افتراضات كثيرة تضعف سياقه، لكن خبرة كوكر في مثل هذه الأفلام التي تتطلب قراءة مختلفة للشخصيات تغطي الضعف، أو معظمه على الأقل، بتطوير المواقف بحيث تصبح تحقيقاً حول مفاهيم اجتماعية راسخة يريد الفيلم تجاوزها ومنها التنميط الذي تعاني منه المرأة والموقع الافتراضي للرجل كقائد فعلي في المجتمع. في الناحية الأولى يدين المخرج، عبر فيلمه، النظر إلى المرأة كتابع (ضلع آدم كما العنوان) واعتبار المجتمع قائم فقط على أكتاف الرجال.
هذا الفيلم كان اللقاء الثاني بين المخرج جورج كوكر وبطليه ترايسي وهيبورن من بعد «المحافظ على الشعلة» (Keeper of the Flame) سنة 1942. وكان اللقاء الخامس بين هذين الممثلين اللذين كوّنا ثنائياً شعبياً ناجحاً. لجانب «المحافظ على الشعلة» ظهرا معا في «امرأة العام» (لجورج ستيڤنز، 1942) و«بلا حب» (هارولد بيوكر، 1944) و«وضع الاتحاد» (State of the Union) (فرانك كابرا، 1948).
النهاية في هذا الفيلم الكلاسيكي من نوعه (والذي مدحه النقاد حينها فوق ما يستحق قليلاً) نموذجية في منوالها. يتصالح الزوجان كما لو أن شيئاً لم يقع. هي تهدي زوجها قبّعة وهو يبكي أمامها مستعطفاً. الجمهور أحب هذه النهاية مما قاد لفيلم سادس بين كوكر وهيبورن وترايسي عنوانه «بات ومايك» سنة 1952.