سوليوود «متابعات»
تشهد الساحة الفنية في مصر، حالة استثنائية في موسم دراما رمضان المقبل، بعد تزايد حجم المسلسلات التي تخوض من خلالها الفنانات البطولة المطلقة، ومنهن من تتصدر العمل لأول مرة.
ويسيطر الفنانات، على نصف قائمة المسلسلات المُرتقب عرضها في شهر رمضان المُقبل تقريباً، ما يُسهم في خلق حالة من التنافسية الشديدة.
وتضم قائمة المسلسلات، ذات البطولة النسائية المطلقة، والمعلن عنها حتى الآن، 13 عملاً، لفنانات من أجيال مختلفة، على رأسهم الفنانة يسرا، التي تُشارك في الماراثون الدرامي بمسلسل «حرب أهلية».
وتشمل القائمة مسلسل «لحم غزال»، لغادة عبدالرازق، و«اللي مالوش كبير» لياسمين عبدالعزيز، و«ضد الكسر» لنيللي كريم، و«قصر النيل» لدينا الشربيني، و«خلي بالك من زيزي» لأمينة خليل، و«كل ما نفترق» لريهام حجاج، و«زي البيت الوقف» لزينة.
وتعود بعض الفنانات، للمُشاركة في موسم دراما رمضان، بعد غياب، منهن: منى زكي، بمسلسل «تقاطع طرق»، وروبي بعمل يحمل اسم «شقة 6»، ودنيا سمير غانم بمسلسل «المدينة».
وتخوض بعض الفنانات، البطولة المطلقة لأول مرة، في رمضان 2021، منهن: روجينا، بمسلسل «بنت السلطان»، وحنان مطاوع بـ«ورد».
مساحة تنافسية
وأشاد الكاتب بشير الديك، في تصريح خاص لموقع الشرق، بخوض الفنانات تجربة البطولة المطلقة بشكل مكثف هذا العام، الأمر الذي يُسهم في وجود مساحة تنافسية بينهن، على حد قوله.
ونصح الديك، الفنانات الشابات بضرورة الاهتمام بتنمية مهاراتهن، حتى لا يخسرن فرصة البطولة المطلقة وتسقط نجوميتهن سريعاً، مشيداً بأداء واختيارات المُمثلة دينا الشربيني، قائلاً: «نجحت في تقديم نفسها كبطلة، وتبذل مجهوداً كبيراً في الإعداد للشخصية التي تقدمها”.
ومن جانبه، قال المخرج محمد النقلي إن تلك الظاهرة تُتيح فرصة لتغيير الواقع، الذي يفرض فيه الفنانين السيطرة على البطولة مقارنة بالفنانات، موضحاً أنّ «كثيراً من النجمات وجدن في الدراما بعد سطوع نجوميتهن سينمائياً».
وأكد أن خوض فنانات للبطولة المطلقة، يُسهم في حدوث حالة من التنوع، لافتاً إلى أن المُمثلة ياسمين عبدالعزيز، نجحت في تلك التجربة بشكل كبير.
دور الكتّاب
ويمتلك السيناريست مجدي صابر، رؤية مختلفة، إذ يرى أن الفنانين ما زالوا يسيطرون على البطولة المطلقة، قائلاً إنّ «كل الأحوال وجود القوة النسائية يُعد أمراً جيداً ويصب في مصلحة الدراما والفن».
وأكد صابر، أنّ نجاح النجمات وخاصة الشابات يؤهلهن إلى البطولة المطلقة سواء في الدراما أو السينما، مشدداً على دور الكتّاب في إبراز الوجوه النسائية وتصدرهن للمشهد.
ويعتبر أن الفنانة يسرا ذات قيمة فنية كبيرة، كونها تهتم بالدور الذي تشارك به وتتمتع بالذكاء الفني، مطالباً الشباب بالتعلم منها كيفية الحفاظ على النجاح.
نضج فني
وقال الناقد خالد محمود، إن هذه الظاهرة ملامحها ظهرت طوال العام الماضي، سواء في موسم دراما رمضان أو غير ذلك، موضحاً أن البعض خاض تجربة البطولة المطلقة، في وقتٍ مبكر، رغم حاجتهم إلى نضج فني أكبر، منهم مي عمر، وياسمين صبري وريهام حجاج، قائلاً إنّ: «أعمالهن غير مكتملة النضج، والأنسب لهن البطولات الجماعية، وبالتأكيد لا يمكن مقارنتهن مثلاً بالثلاثي ياسمين عبدالعزيز، ويسرا ونيللي كريم، إذ يجدن اختيار أدوارهن».
وبعث رسالة إلى الفنانات الشابات اللواتي يرغبن في خوض البطولة المطلقة مبكراً، بقوله: «إذ أردتم المغامرة، فابقين بعيداً عن موسم رمضان»، لافتاً إلى أن دينا الشربيني، تُعد الوحيدة من البطلات الجدد التي قدمت تجربة جيدة أضافت لها.
ويرى محمود أن المُمثلة روجينا تخوض تحدياً كبيراً، باقتحامها عالم البطولة المطلقة لأول مرة، في رمضان المقبل من خلال مسلسل بنت السلطان، قائلاً: “عليها الاختيار بعناية، لإثبات نفسها كبطلة جماهيرية، كونها حققت نجومية كبيرة في الأدوار الثانية».
طفرة كبيرة
ووصفت الناقد ماجدة خير الله تزايد حجم البطولة النسائية في موسم رمضان المُقبل، بـ«الطفرة الكبيرة»، لافتة إلى تخوّف المُنتجين سلفاً من خوض مغامرات إنتاجية، بإسناد البطولة لفنانات، موضحة أنّ تلك النوعية من البطولة، تعد مكسباً للدراما، وتفتح المجال لمناقشة قضايا المرأة.
وقالت «السنوات الماضية، تألق عدد كبير من النجمات في أعمالهن الدرامية، منهن دينا الشربيني، وأمينة خليل التي بذلت جهوداً ضخمة لإثبات نفسها وإبراز موهبتها الفنية، حتى وصلت لتقديم أعمالٍ من بطولتها المطلقة، وكذلك الفنانة ياسمين عبدالعزيز التي تحملت كل المخاطر، وصنعت قاعدة جماهيرية كبيرة».
وشددت على ضرورة تدريب الفنانات الصاعدات، للوقوف على إمكانتهن الحقيقية واستغلالها بشكل صحيح على الشاشة، إذ نصحت الشابات بأهمية دراسة تجربة الفنانة يسرا، كونها حافظت على نجاحها كل هذه السنوات.
وأشادت باختيارات الفنانة نيللي كريم، إذ تحرص على التغيير طوال الوقت، ونجحت في جذب الجمهور لها في تجربتها الدرامية الكوميدية «بـ100 وش»، العام الماضي.