سوليوود «متابعات»
يواصل فريق عمل معمل البحر الأحمر، أحد برامج مهرجان البحر الأحمر السينمائي، التحضير للدورة الثانية التي ستنطلق يوم 3 أبريل المُقبل، حيث يُعتبر المعمل أول منصة تدريبية وتطبيقية لصناعة وتسويق السينما في السعودية.
ويغلق معمل البحر الأحمر باب المُشاركة في دورته الثانية يوم 27 فبراير الجاري، إذ يضم 5 ورش تطويرية احترافية مكثفة على مدى 8 أشهر، ستكون بمجملها افتراضية، بسبب تداعيات أزمة كورونا.
وأعربت المُنتجة جمانة زاهد، مديرة معمل البحر الأحمر، عن تفاؤلها بنموّ وتطوّر السينما في السعودية والعالم العربي، وقالت في تصريحات لـموقع «الشرق» إنّ «كل ما تحتاج إليه السينما السعودية حالياً هو الوقت لتحصين نفسها وصقل المواهب الشابة وتوجيهها لتتمرّس على سلّم الإبداع، وأنا متطلّعة لنقل الصورة الحقيقية للمملكة وسرد قصص الأفراد وتجاربهم وعكس ثقافة بلدنا».
وأشارت زاهد إلى أنّ «السينما العربية ككل، وخصوصاً في الخليج، مُقبلة على موجة أفلام جديدة، سواء في موضوعاتها أو جرأتها أو مقارباتها الفنية وأنماطها البصرية»، متابعة «إنّ وجودنا كمهرجان البحر الأحمر، في هذه المرحلة بالذات، استراتيجي لتأسيس وتشييد ثقافة سينمائية وبنية بصرية سعودية لتقريب وجهات النظر».
منصّة لصقل المواهب
وأكدت المنتجة السعودية أنّ المعمل يستهدف صنّاع الأفلام الناشئين والموهوبين الذين يريدون صناعة أول فيلم لهم خصوصاً من السعودية، ويحتضنهم ويساعدهم على صقل مشاريعهم السينمائية عبر ورش متخصّصة لتطوير نصّهم وعملهم ومقاربتهم الإخراجية والخطة الإنتاجية وتوطيد العلاقة بين فريق عمل الفيلم الواحد ليكونوا وحدة متكاملة”.
وأوضحت أنّ هناك لجنة قراءة متخصصة في البداية لكل الطلبات التي ترد إلينا، تختار لائحة لأبرز 30 مشروعاً سينمائياً، ثم تختار لجنة أخرى تضم مخرجين وكتاب سيناريو ومنتجين عرباً ونظراء لهم من «تورينو فيلم لاب»، 12 مشروعاً (منها 6 من العالم العربي و6 من السعودية) للمُشاركة في الورش والدورات التدريبية، ليفوز بعدها مشروعان فقط بجائزتي إنتاج بقيمة 100 ألف دولار لكل منهما، شرط أنّ يُقدما عرضهما الأول في «البحر الأحمر السينمائي»، ويحملا شارة المهرجان والمعمل على اعتبارهما شركاء في الإنتاج والتطوير.
وأشارت زاهد إلى أنّ المعمل لا يتدخل إطلاقاً في مضمون مشاريع الأفلام والمحتوى الإبداعي، موضحة: “فقط نوجّه الصُنّاع الجدد بدءاً من التطوير إلى ما بعد الإنتاج والتوزيع والتمويل”، فضلاً عن التركيز على تدريب هؤلاء الصنّاع على التسويق وكيفية الإعلان عن أفلامهم وتوزيعها وبيعها وحفظ حقوق الملكية.
سوق السينما السعودية
وترى مديرة معمل البحر الأحمر أنّ السينما في العالم العربي، لا سيما في دول الخليج، تعد ثقافة حديثة، لكنها تتطور رغم حاجتها إلى جهود كبيرة للحاق بالسينما العالمية، موضحة أنّ السينما في السعودية حالياً أصبحت جزءاً من حياة الناس اليومية، وعلى عكس المتوقع وأزمة كورونا، حققت الصالات هناك أرقام مبيعات عالية في 2020، وتربعت على عرش السوق في الشرق الأوسط، حسب مجلة «فرايتي» الأميركية.
وقالت إن الشعب السعودي لديه حالة تعطش لاستقبال السينما في دياره، وكذلك حالة حماس للتفاعل مع الثقافات ومدى انفتاحه واندفاعه لدعم الفن السابع، سواء من خلال الإقبال الكثيف على المشاهدة أو الصناعة أو تشجيع السينما المحلية.
وأضافت أنّ «هذا الوضع يعطينا أملاً كبيراً ويحمّلنا مسؤولية كمنتجين وعاملين في القطاع لنبذل جهوداً مضاعفة من أجل تذليل التحديات الكبيرة والمتشعّبة المتمثّلة أولاً في التأسيس لصناعة لم تكن موجودة وتحتاج إلى تشييد متين، في حين أننا الآن نستمر في الإنتاج والصناعة بالتوازي».
أما التحديات التي تراها ملحّة فهي «غياب معايير الصناعة السينمائية، فالأفراد هم من يحددون معايير السوق وآليات التسعير والنماذج والمقياس، إضافة إلى غياب مدارس تمثيل أو أكاديميات وجامعات متخصصة بالسينما»، حسب قولها.
الدعم الرسمي «أساس»
وتشدّد زاهد، على التشبيك والتعاون بين الجهات الثقافية السعودية المتعددة، وهي «نقطة لحظناها في استراتيجية المعمل والمهرجان معاً، حيث بدأنا التواصل مع مهرجان الأفلام السعودي في الدمام ونوادي السينما الموزّعة على طول المملكة، من أجل تضافر الجهود واستقطاب صناع الأفلام المحليين ودعمهم».
وأكدت أنّ هدف المهرجان، وبطبيعة الحال المعمل، أن يصبح مركزاً ومنصة حاضنة لثقافة السينما وصناعتها ودعمها في السعودية، موضحة أنّ «أهم مشاريعنا التي نفّذناها في هذا الصدد ترميم عدد من أفلام المخرج المصري خيري بشارة، ونشرنا عنه كتاباً واستضفناه في محاضرات متخصصة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك)».
وأضافت: «كما كرّم المهرجان المصور صفوح نعماني الذي كان أول المصوّرين الذين وثّقوا مدينتي جدّة ومكّة عبر الصور في ستينات القرن الماضي، وعرض بعض أعماله، كما قام المهرجان بمبادرة (تحدي الـ78 ساعة لصناعة فيلم)، بالتعاون مع القنصلية الفرنسية في المملكة».
وعما إذا كانت المبادرات الفردية والخاصة تؤسس لصناعة، تقول زاهد «لن تصفّق يد وحدة طبعاً؛ فلولا جهود وزارة الثقافة السعودية ودعهما للدراما والموسيقى والسينما لما كان المهرجان أصلاً ولا المعمل»، متابعة: «الدعم الرسمي والحكومي يبقى هو الأساس والركيزة وتلتفّ حوله مبادرات وأفكار تغني التنوع والحوار ودورة الإبداع المجتمعية ككل».