سوليوود «متابعات»
حوّل السينمائيون الملل والقلق الناجمين عن تدابير الحجر الصحي الطويلة أفلاماً ذات مواضيع مروعة تتعلق بكوارث أو بنهاية العالم، بينها اثنان، أحدهما فيلم رعب على خلفية انتشار فايروس، والثاني كوميديا عن اليوم الأخير على الأرض، كُتبا وصُوّرا ونفذا بالكامل خلال جائحة كوفيد – 19، وعُرضا خلال مهرجان سندانس السينمائي، حسب صيحفة العرب.
وينطلق مهرجان «سندانس السينمائي الدولي»، افتراضيًا مع تخصيص عدد من الفعاليات للجمهور مع تطبيق الإجراءات الاحترازية بسبب فايروس كورونا، وذلك خلال الفترة من 28 يناير 2021 وحتى يوم 3 فبراير القادم، في ولاية أوتاه بالولايات المتحدة الأميركية، ويعرض في فعاليات دورته الـ39، حوالي 72 فيلمًا.
يعرض مهرجان سندانس السينمائي، أفلامًا تم إنتاجها خلال جائحة كوفيد – 19، وكذلك أفلامًا تتناول هذه الأزمة الصحية التي أرهبت العالم.
فيلم رعب
بن ويتلي: أفلام الرعب والأفلام عموماً يجب أن تعكس اللحظة الراهنة
قال مخرج فيلم «إن ذي إيرث» بن ويتلي على إثر العرض الأول لفيلمه الجمعة «عانيت نوبة هستيريا صغيرة بعد أسبوع من الحجر. كنت بحاجة إلى الهدوء، فبادرت إلى الكتابة علّها تعينني على ذلك».
وشكّل انطلاق سندانس الذي يُعتبر من أبرز المهرجانات السينمائية المستقلة في الولايات المتحدة ويقام هذه السنة بالصيغة الافتراضية حتى 3 فبراير، فرصة لكي يروي السينمائيون ما بذلوه من جهد كبير ليتمكنوا من تصوير أفلامهم بأمان تام رغم الظروف الاستثنائية.
فالعمل في مشروع «إن ذي إيرث» انطلق في بريطانيا بعد مرحلة الإقفال العام الأول في مارس، وتدور أحداثه في غابة يجري فيها عدد من العلماء تجارب غامضة، في وقت يجتاح أحد الفايروسات مختلف المدن.
وروى بن ويتلي أن «ضغطاً غريباً كان يخيّم» على فريق العمل عندما بدأ التصوير. فيومها كانت كل البروتوكولات المتعلقة بالإجراءات التي ينبغي اتباعها «جديدة تماماً في المرحلة».
ومع أن كوفيد – 19 ليس محور فيلمه الروائي، فمن الواضح أن الوباء يشكّل خلفية لمختلف أحداثه. ورأى المخرج في حوار عبر الإنترنت أن القيود الجديدة تجعل الأفلام الروائية التي تم إنتاجها قبل الوباء تبدو وكأنها «من زمن آخر».
وأضاف ««من يشاهد فيلماً تظهر في مشاهده حشود كبيرة، يشعر بأن ما يشغل هؤلاء الناس هي أمور تعود إلى ما قبل عامين». وشدد على أن «أفلام الرعب على وجه الخصوص، وكذلك الأفلام عموماً، يجب أن تعكس اللحظة الراهنة».
مطاردة وجودية
الوباء يشكل خلفية لمختلف الأعمال
أما الفيلم الكوميدي «هاو إت إندزن» فيتخيل وقائع اليوم الأخير على الأرض في لوس أنجلس، قبل أن يسقط كويكب على كوكب الأرض.
وتؤدي المخرجة المشاركة زوي ليستر جونز دور لَيزا التي تنطلق بحثاً عن الذين سببوا لها الأذى، وجميعهم كانوا يتوجهون إلى حفلة كبيرة هي الأخيرة.
وُضع سيناريو الفيلم خلال الأسابيع الأولى من الحجر في كاليفورنيا وصُوّر خلال الصيف، وهو الآخر تدور كل أحداثه تقريباً في الخارج، في شوارع المدينة المشمسة وحدائقها وأحواض السباحة.
وأشارت ليستر جونز إلى أن فريق العمل اضطر إلى الإسراع لإنهاء الفيلم وإطلاقه «بينما كان الصراع متواصلاً مع حقل الألغام العاطفي هذا”، في إشارة إلى الوباء، واصفة العمل على الفيلم بأنه نوع من “علاج”، في خضم “مرحلة من القلق الكبير».
ومن الوجوه الشهيرة التي تحدثت مِن بُعد خلال الفيلم مع الشابة أثناء «المطاردة الوجودية» التي نفذتها، الممثلون هيلين هانت وبرادلي ويتفورد وأوليفيا وايلد، فيما تم تصوير الكثير من المشاهد أمام المنازل الحقيقية لهذه الشخصيات.
وشهد المهرجان الجمعة أيضاً العرض الأول لفيلم «ذا بينك كلاود» الذي يُضطر فيه غريبان إلى التعايش بينما تنتشر سحابة سامة فوق كل أنحاء العالم، مما يجعل الهواء الخارجي قاتلاً. وكُتبت قصة هذا الفيلم وصُوّرَت مشاهده قبل عام من ظهور كوفيد – 19.
أفلام الجائحة
السينمائيون حولوا الملل والقلق الناجمين عن تدابير الحجر الصحي أفلاما ذات مواضيع مروعة تتعلق بكوارث أو بنهاية العالم
من الأفلام التي أنتجت خلال الجائحة نجد أيضا فيلم «لايف أن.أي داي 2020» وهو تتمة للفيلم الوثائقي الذي أنتج عام 2011 لريدلي سكوت وكيفن ماكدونالد، ويهدف إلى رسم صورة شاملة للحياة على كوكبنا.
استخدم الفيلم الآلاف من لقطات الفيديو التي صورها أفراد من الجمهور خلال يوم واحد في يوليو 2020 خلال الجائحة.
ونجد أيضا الفيلم الوثائقي In the same breath للمخرج نوفو وانغ، يستكشف محاولات الحكومة الصينية تحويل التستر على الوباء في ووهان إلى انتصار للحزب الشيوعي، ويسجل مدة 76 يومًا التي خدع فيها النظام الصيني العالم بشأن فايروس كورونا مما تسبب في انتشار الوباء.
ورغم أن أغلب فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان سندانس تأتي افتراضيا، فإن إقبال الجمهور على شراء التذاكر والتسجيل في الفعاليات المختلفة يمكن وصفه بأنه تاريخي، لاسيما بعد اتساع النطاق الجغرافي للمهرجان.