سوليوود (وكالات)
تنافس 9 أعمال فنية سعودية تتنوع بين أفلام الخيال والاستعراض الغنائي والرسوم المتحركة، في مهرجان كان السينمائي الدولي، في دورته الحادية والسبعين، التي تشارك فيها السعودية لأول مرة.
ووصف مسؤولون في الجناح السعودي، مشاركة المملكة بأنها “تاريخية”. وقال أحدهم وقد رفض الكشف عن اسمه: “وجودنا هنا وجود تعارف وبناء شبكات. ليس لدينا ما نقدمه الآن، لكننا في بداية المشوار”.
ويتوسط الجناح السعودي معرض سوق الأفلام في المهرجان، قريبًا من الجناحين اللبناني والفلسطيني.
ويشهد الجناح السعودي حركة كبيرة؛ فهو لا يتوقف عن استضافة الزوار والمهتمين، وكان منهم -قبل أيام- وزيرة الثقافة البريطانية، فضلًا عن عدد من شركات الإنتاج الساعية إلى الاستثمار في المملكة.
ويحرص المسؤولون على الحديث عن مستقبل الصناعة السينمائية السعودية. وكشف الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة أحمد المزيد، عن تخصيص هبات ومساعدات لإنتاج أفلام السعوديين، وعن قرب الإعلان عن صندوق دعم لإنتاج الأعمال السينمائية السعودية.
وتشرف الهيئة العامة للثقافة على القطاع السينمائي في المملكة، وعلى المجلس السعودي للأفلام الذي تأسس في شهر مارس ليطلق عددًا من المشاريع الخاصة بالسينما، بحسب “فرانس برس”.
وينتهج المسؤولون السعوديون راهنًا، في ظل سياسة الانفتاح التي يعتمدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ سياسة تحفيز لإنتاج الأفلام في المملكة من جانب شركات عالمية دُعيت إلى زيارة السعودية ومعاينة أماكن التصوير فيها.
وأكد أحمد المزيد أن “الهدف بالنسبة إلينا تأسيس صناعة متكاملة”، مشيرًا إلى أن المبالغ المخصصة لدعم الإنتاج “تتغير مع المعطيات”.
وقال إنه سيتم منح مبلغ يتمثل في “35% من كلفة الأفلام التي تنتج في السعودية، كما أن كل 100 ريال تصرف على تقني أو سينمائي سعودي يشارك في تصوير فيلم عالمي في المملكة، سيرد منها 50 ريالًا للمنتِج”.
ويوضح الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام فيصل بالطيور، الأهمية التي توليها المملكة “لتطوير القدرات الفنية والمهارات”، فيما يعتبره المجلس استثمارًا في التنمية المستدامة، عبر مجموعة مبادرات منها برنامج منح وطنية للمبدعين السعوديين، وبعثات إلى الخارج بهدف تطوير المنتج الفني المحلي، بحسب “فرانس برس”.
وتم أخيرًا توقيع اتفاقيات لتدريب 80 طالبًا في مختلف مجالات السينما ضمن ورش داخل المملكة وفي فرنسا والولايات المتحدة.
وأوضح أحمد المزيد أن السعودية أطلقت برنامجًا صيفيًّا لتدريب الشباب على كتابة السيناريو والمونتاج وإدارة الممثلين مع دفعة أولى من 80 طالبًا موزعين مناصفةً بين الذكور والإناث.
وقال فؤاد الخطيب مدير التطوير في شركة “نبراس” -وهي أول استوديو سينمائي سعودي- في تصريحات لـ”فرانس برس”: “ما قامت به هوليوود في غضون قرن من الزمن، علينا أن ننجزه في غضون 10 إلى 20 سنة”.
وأضاف أنه بانتظار تأسيس أكاديمية للسينما في السعودية؛ حيث ثمة 10 آلاف من الشباب السعودي في الولايات المتحدة وحدها، يتابعون دروسًا في مجال الفنون، ولا سيما السينما، في إطار برنامج واسع للمنح الجامعية، مؤكدًا: “نحن نجهز لصناعة كاملة يقوم بها السعوديون”.
ويروي فيلم “تعايش” للمخرج مصعب العمري أحد الأفلام السعودية القصيرة التسعة المعروضة في كان؛ قصة طالبين يتشاركان السكن في الولايات المتحدة ويصبحان صديقين قبل أن يكتشفا أن أحدهما سني والآخر شيعي.