طارق الشناوي
هل كان الجمهور في قاعة «لومير» بمهرجان «كان» بعد انتهاء عرض فيلم المخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار يصفق لفيلمه «صورة الكتاب» أم لتاريخه المرصع بالكثير من العلامات الفنية؟ إجابتي هي أن أكثر من خمس دقائق من التصفيق مستحقة قطعاً للشريط السينمائي، إنه الإبداع الاستثنائي الذي يتحدى عوامل الزمن، ويجبرك على أن تُعلن انحيازك المطلق له، هذا المخرج والذي يقترب من عامه التسعين، يُقدم على الشاشة حالة شديدة التمرد، فهو لا يزال قادراً على التجريب، إنه الإبداع في أنقى صورة، عندما لا يعترف أبداً بحاجز اسمه الوصول للذروة.
كُثر من كبار الفنانين يخشون الدخول في منافسة، عندما يُصبح لديهم إنجاز ضخم، ومشهود لهم بالكفاءة، إلا أن هناك من لا يتعالى أبداً على التنافس، قبل أربع سنوات شارك جودار بفيلمه «وداعا للغة» داخل المسابقة الرسمية في «كان» وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، الفنان يظل حتى اللحظة الأخيرة في الملعب، يترقب تصفيق الناس، وشهادة النقاد، وجائزة لجنة التحكيم.
كان المخرج البرتغالي إيمانويل أوليفييرا والذي تجاوز من العمر 100 عام يشارك حتى رحيله قبل بضع سنوات بأفلامه في المهرجانات، إلا أن السينما التي يُقدمها، كانت تميل كبناء فني ناحية الرصانة والكلاسيكية في التعبير، بينما جودار أحد رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية والتي أعلنت عن نفسها قبل نحو 60 عاماً، لا يزال يبحث عن الجديد بعد «الموجة الجديدة»!.
مرور الزمن للمبدع بقدر ما يمنحه من خبرة، فإنه قد يخصم الكثير من التمرد والألق، جودار على العكس تماماً، يزداد تمرداً وألقاً كلما أوغل أكثر في العمر، البعض في مرحلة زمنية يشعر أن دخوله لحلبة الصراع قد ينتقص منه، مثلاً يوسف شاهين في السنوات العشر الأخيرة، عندما كانت تشارك أفلامه في المهرجان القومي للسينما المصرية، كان يطلب تجنيب اسمه من التنافس على جائزة الإخراج، مؤكداً أنه لن يُصارع أحفاده، البعض يرى أنه لا يجوز مثلاً لأساطير فن التمثيل في العالم مثل ميريل استريب وجاك نيكسلون وآل باتشينو انتظار نتائج لجان التحكيم، عندما تنافست ساندرا بولاك في أوسكار أفضل ممثلة مع ميريل استريب قبل بضع سنوات، قالت بولاك معقبة: «ستريب ينبغي أن ترصد لها جائزة خاصة تحمل اسمها فهي لا تنافس أحداً»!
رأي «بولاك» بالطبع مغلف بحب وتقدير، لأن هناك نجوماً في مجالهم قد أصبحوا عناوين مضيئة لهذا الفن، إلا أنهم ليسوا أبداً فوق التسابق، الفنان دائماً في حالة صراع مع الآخرين، ولولا وجود الآخرين، ما كان هناك مجال للإبداع، الغيرة الإيجابية هي وقود الفن.
هذه هي الاحترافية، الكل يقف في نفس الملعب وعلى نفس الرقعة، لأننا لا نستطيع مهما كان حجم الفنان أن نضمن حالة واحدة لا تتغير من الإبداع، هناك مؤشر صعود وهبوط، ولمحات وومضات قد تبرق أو تخفت، توجد مواهب استثنائية في حياتنا الإبداعية، ولكن هؤلاء حتى يستمر تدفقهم ينبغي أن يشعروا أن هناك آخرين أيضاً بجوارهم، ومن حقهم أن ينتزعوا الجوائز، مساء السبت المقبل تعلن كيت بلانشيت رئيسة لجنة التحكيم أسماء الفائزين في الدورة رقم 71 من «كان»، الكل يترقب أن يحصل جودار على جائزة مستحقة، فلقد تمرد سينمائياً في فيلمه «صورة الكتاب»، تجاوز في شبابه الفني حتى تلاميذه وتلاميذ تلاميذه!.
كُثر من كبار الفنانين يخشون الدخول في منافسة، عندما يُصبح لديهم إنجاز ضخم، ومشهود لهم بالكفاءة، إلا أن هناك من لا يتعالى أبداً على التنافس، قبل أربع سنوات شارك جودار بفيلمه «وداعا للغة» داخل المسابقة الرسمية في «كان» وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، الفنان يظل حتى اللحظة الأخيرة في الملعب، يترقب تصفيق الناس، وشهادة النقاد، وجائزة لجنة التحكيم.
كان المخرج البرتغالي إيمانويل أوليفييرا والذي تجاوز من العمر 100 عام يشارك حتى رحيله قبل بضع سنوات بأفلامه في المهرجانات، إلا أن السينما التي يُقدمها، كانت تميل كبناء فني ناحية الرصانة والكلاسيكية في التعبير، بينما جودار أحد رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية والتي أعلنت عن نفسها قبل نحو 60 عاماً، لا يزال يبحث عن الجديد بعد «الموجة الجديدة»!.
مرور الزمن للمبدع بقدر ما يمنحه من خبرة، فإنه قد يخصم الكثير من التمرد والألق، جودار على العكس تماماً، يزداد تمرداً وألقاً كلما أوغل أكثر في العمر، البعض في مرحلة زمنية يشعر أن دخوله لحلبة الصراع قد ينتقص منه، مثلاً يوسف شاهين في السنوات العشر الأخيرة، عندما كانت تشارك أفلامه في المهرجان القومي للسينما المصرية، كان يطلب تجنيب اسمه من التنافس على جائزة الإخراج، مؤكداً أنه لن يُصارع أحفاده، البعض يرى أنه لا يجوز مثلاً لأساطير فن التمثيل في العالم مثل ميريل استريب وجاك نيكسلون وآل باتشينو انتظار نتائج لجان التحكيم، عندما تنافست ساندرا بولاك في أوسكار أفضل ممثلة مع ميريل استريب قبل بضع سنوات، قالت بولاك معقبة: «ستريب ينبغي أن ترصد لها جائزة خاصة تحمل اسمها فهي لا تنافس أحداً»!
رأي «بولاك» بالطبع مغلف بحب وتقدير، لأن هناك نجوماً في مجالهم قد أصبحوا عناوين مضيئة لهذا الفن، إلا أنهم ليسوا أبداً فوق التسابق، الفنان دائماً في حالة صراع مع الآخرين، ولولا وجود الآخرين، ما كان هناك مجال للإبداع، الغيرة الإيجابية هي وقود الفن.
هذه هي الاحترافية، الكل يقف في نفس الملعب وعلى نفس الرقعة، لأننا لا نستطيع مهما كان حجم الفنان أن نضمن حالة واحدة لا تتغير من الإبداع، هناك مؤشر صعود وهبوط، ولمحات وومضات قد تبرق أو تخفت، توجد مواهب استثنائية في حياتنا الإبداعية، ولكن هؤلاء حتى يستمر تدفقهم ينبغي أن يشعروا أن هناك آخرين أيضاً بجوارهم، ومن حقهم أن ينتزعوا الجوائز، مساء السبت المقبل تعلن كيت بلانشيت رئيسة لجنة التحكيم أسماء الفائزين في الدورة رقم 71 من «كان»، الكل يترقب أن يحصل جودار على جائزة مستحقة، فلقد تمرد سينمائياً في فيلمه «صورة الكتاب»، تجاوز في شبابه الفني حتى تلاميذه وتلاميذ تلاميذه!.
المصدر: الشرق الأوسط