سوليوود «متابعات»
كان إنتاج الأفلام صعبا على صناع الفن السابع خلال أزمة الوباء العالمي، ولكن ليس بالنسبة لدوغ ليمان، المخرج المخضرم الذي قاد أفلاما شهيرة مثل «السيد والسيدة سميث» للثنائي أنجلينا جولي وبراد بيت، والعديد من المغامرات السينمائية الناجحة مع توم كروز .
في سبتمبر/أيلول الماضي وفي أثناء ذروة انتشار فيروس كورونا المستجد، وضمن فريق محدود جدا بدأ ليمان في تصوير فيلم (لوكد داون) «الإغلاق» مع الممثلين آن هاثاواي وشيواتال إيجيوفور، وتتناول قصته عالم الحجر الصحي، حيث يقدم مجموعة من المواقف الكوميدية وسط التزام الناس في البيوت خلال الحجر الصحي، حسب موقع ميدل إيست.
الفيلم الذي يدور في قالب كوميدي، يلقي الضوء على مجموعة من التغيرات التي طرأت في زمن كورونا كالاعتماد في التواصل على الانترنت والتطبيقات المختلفة وتغير وسائل الترفيه والعمل والدراسة عن بعد.
ويعد عمل ليمان الذي كتبه ستيفن نايت من أوائل الأفلام التي تم إنتاجها حول الأزمة الصحية، وسيطرح في 14 يناير/كانون الثاني على شبكة «إتش بي أو ماكس» على أن يطرح في الخامس من مارس/آذار في صالات السينما.
يركز الفيلم بشكل رئيسي على توتر علاقة زوجين (آن هاثاواي وشيواتال إيجيوفور) خلال الحجر الصحي في الأيام الأولى من انتشار الفيروس، فقيود كورونا والاحباط والاكتئاب المرافق لحجر الناس في المنازل يدفع الزوجين للتفكير في سرقة ماسة بقيمة 4 ملايين دولار من متاجر التجزئة الفاخرة هارودز، مما يحول علاقتهما المتوترة داخل المنزل إلى معضلة أخلاقية كبيرة.
والفيلم أول عمل يتم تصويره في أشهر متجر في العالم، ويقول ليمان إنه لم يكن متاحا له التصوير في هذا الموقع لو لم يغلق الوباء كل المتاجر في لندن.
وبحسب موقع «فارايتي» الأميركي يقول ليمان عن «الإغلاق»، «هذا الفيلم ليس فقط عن هذه اللحظة من الزمن؛ إنه نتاج هذه اللحظة»، مضيفا «أنا متأكد من أن ستيفن سبيلبرغ سيحصل على جائزة الأوسكار في غضون ثلاث سنوات عن الفيلم الذي يصنعه عن الوباء، لكن هذا الفيلم يحمل مرآة لما مررنا به»
آن هاثاواي بطلة فيلم «الإغلاق»
فيلم يشبه الصمود
استمر التصوير الشاق قرابة ثلاثة أسابيع، حيث قام الممثلون أمثال ميندي كالينغ وبن كينغسلي ودولي هيل وستيفن ميرشانت بتسجيل مشاهدهم على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، ويشارك النجم بن ستيلر في دور رئيس هاثاواي لأن الشخصية (مثل الممثل) كانت والد لمراهقين، وكان ستيلر يصور مشاهده في حجرة مع أطفاله في لوس أنجليس.
ويقول المخرج الأميركي (55 عاما) المقاومة التي كنت أشعر بها في أوقات أخرى خلال مسيرتي لم تكن موجودة، سافرت بنفسي إلى لندن على متن طائرة مروحية من مارثا فينيارد، ‘جزيرة تقع جنوبي رأس كيب كود في ولاية ماساتشوستس الأميركية’ تلك الروح المتمردة غُرست في كل خطوة من خطوات الرحلة التي استغرقت يومين.
ويعرب ليمان عن امتنانه لكل الظروف التي سمحت لفيلمه بأن يكون خصبًا وملموسًا في مناخ مستحيل، فمحلات هارودز وفرت للتصوير موقعًا لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر، فالمشاهد التي تم تصويرها داخل قاعات الطعام الأسطورية ستجعل الكثيرين يبكون في ذكرى الحياة قبل الوباء.
ويصف ليمان سعادته بقبول المتاجر الشهيرة تصوير مشاهد من الفيلم داخلها «لقد تواصلنا مع هارودز على تطبيق زوم، ونظرا لأنهم يمرون أيضا مثل كل العالم بأزمة الوباء، فقد وافق القائمون على المتجر باستضافتنا للتصوير، وقد قفزنا جميعا فرحين بهذا الخبر».
من قيود كورونا إلى الفضاء
ولن تكون مهمة ليمان القادمة أقل تعقيدًا من فيلم «الإغلاق» فسيتوجه في مهمة تاريخية مع النجم توم كروز لتصوير أول فيلم على الإطلاق في الفضاء الخارجي، حيث سيكونان على متن واحدة من مركبات شركة «سبايس إكس» المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، لينفذا مهمة جديدة مختلفة.
الكبسولة التي ستسافر في أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى محطة الفضاء الدولية لتصوير فيلم جديد، تدعى «طاقم التنين» (كرو دراغون)، وهي الرحلة السياحية الأولى التي ستحمل كروز والمخرج ليمان.
وسيقود الرحلة رائد الفضاء مايكل لوبيز أليجريا من وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي اعلنت في مايو/أيار الماضي أن الممثل والمخرج الشهيرين ان معها لتصوير فيلم سينمائي في الفضاء.
وقال جيم برايدنستاين مدير ناسا على تويتر “ناسا متحمسة للعمل مع السينمائييْن في فيلم على متن محطة الفضاء الدولية.
ومن المقرر أن يرسو المخرج والنجم في محطة الفضاء الدولية في أكتوبر/تشرين الاول وستقوم شركة يونيفيرسال بيكتشرز بتوزيع الفيلم الذي يسعى إلى جذب انتباه الجمهور العالمي لكونه أول فيلم روائي طويل يجري تصويره في الفضاء.
ولم يُعرف سوى القليل عن خطط ليمان وكروز للتصوير في الفضاء باستثناء أن المخرج صاغ مسودة سيناريو للمشروع.
وسبق أن تعاون كروز وليمان في أفلام سابقة مثل «أميركان ميد» عام 2017 و«إيدج أوف تومورو» عام 2014.