سوليوود «متابعات»
استفادت صناعة السينما من الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية الحالية، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي رقمًا فاعلًا في نجاح الأفلام العالمية، وأثّرت الصورة الرقمية بشكل مباشر في كل خطوات الإنتاج السينمائي، حتى ظهرت الأفلام التفاعلية التي تسمح للمشاهد بالتدخُّل في اختيار الأحداث التي يُفضلها، ولا تجعله خاضعًا بشكل كامل لأفكار يفرضها عليه المؤلف والمخرج، كذلك ظهرت أفلام تعتمد بشكل كامل على العنصر الرقمي دون استعانة بممثلين بشريين، وما زال روّاد صناعة السينما في العالم يأملون في الاستفادة بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة.
الفيلم التفاعلي
ووفقا لما نشرت صحيفة اليوم يقول رئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت، الباحث والناقد السينمائي د. محمد غزالة: تحظى السينما التفاعلية بإقبال لافت من مختلف شرائح المشاهدين في الآونة الأخيرة، حيث تعتمد في بنيتها الدرامية على خيارات مفتوحة تتيح للمشاهد تحديد مجريات الأحداث والنهاية التي يرغبها، مما يؤهلها لمنافسة الأفلام الكلاسيكية التي تكون نهايتها محسومة بقرار المؤلف والمخرج، فالفيلم التفاعلي هو في الأساس عبارة عن لعبة فيديو تحتوي على مقاطع مسجلة مسبقًا بصورة سينمائية، تُمكّن المشاهد «اللاعب» من اختيار بعض السيناريوهات والأحداث، على سبيل المثال حينما تصبح الشخصية الرئيسة في خطر، يمكن للمشاهد أن يقرر ما إذا كان عليها الهرب أو استخدام السلاح، وكلا الاختيارين يتبعه مشهد مسجَّل من قبل، وهي الأمور التي تحتاج إلى طاقم إنتاجي مختلف يكون أكثر إدراكًا للصناعة التكنولوجية الحديثة، والإبداع الجرافيكي والرقمي ومحتواه المتطور.
نموذج مرن
وأضاف: يبحث الجمهور الآن عن تجارب جديدة ليذهب أبعد من المسرح التقليدي أو صالة العرض المعروفة، وأعتقد أن هذا الجمهور يبحث عن طريقة جديدة لفهم الثقافة وسر السينما، ويبدو أن هذه الرغبة تتزايد مع ظهور تكنولوجيات جديدة، كما تخترق السينما التفاعلية القيود المفروضة في المسارح التقليدية، وتتطور إلى نموذج عمل مرن للغاية، مما يجعل الأفلام تجربة أكثر تماهيًا مع ذائقة المتفرجين وفقًا لاحتياجاتهم وأفكارهم، وهذا التقدم اللافت الذي تشهده صناعة السينما نتاج طبيعي لتكنولوجيا المعلومات التي نعيشها، فمعظم الناس يحبون ألعاب الفيديو لأنها تفاعلية، ويريدون أن تكون قصصها أقرب إلى الواقع، ويستبعدون الألعاب التي تعتمد على عنصر الخرافة.
التصوير الذكي
فيما تحدث الكاتب والمخرج السينمائي عبدالمحسن المطيري، قائلًا: الذكاء الاصطناعي أصبح مهمًا لأي صناعة، وهو تقنية مفيدة جدًا لصناعة السينما بخطها التجاري، حيث يقلل من تكاليف صناعة الفيلم، خاصة مع تطور التصوير الذكي، كذلك فهو مهم لتطوير صالات السينما، لكن أهميته الكبرى تظهر أثناء تصوير المَشاهد الخطرة، فيمكن لأجهزة الذكاء الاصطناعي الآن أن تحلَّ محل الإنسان في المشاهد التي تُشكّل خطورة على حياة الممثل، كذلك مشاهد الخلفيات الخضراء، والمَشاهد التي لا يمكن تنفيذها من قِبل الإنسان.
الشخصيات الروبوتية
ويستكمل حديثه قائلًا: لكنني أعتقد أن الشخصيات الروبوتية لا يمكن بالضرورة أن تنجح في أن تحلَّ محل العنصر الإنساني في القصة بشكل كامل، وذلك رغم أن التفاعل مهم مع الجمهور من الناحية النفسية، لكن هذا التفاعل لم يتحقق في فيلم «أفاتار» مثلًا، حيث نسي الجمهور أغلب شخصياته، على عكس الأفلام الأخرى التي تعتمد على العنصر البشري مع الاستعانة بالتقنيات بشكل غير كامل، وبهذا يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي مهم للصناعة، لكنه لا يمكن أن يحلَّ محل الشخصيات البشرية في الأفلام.