فهد عبدالله
عندما أرى وتيرة سرعة الإنجازات في السعودية الجديدة التي كل يوم لنا فيها تطلّع وحلم ومشروع تتحقق على يد مجددها وقائد نهضتها الحديثة سيدي الملك سلمان حفظه الله وابنه العملي جدا ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تتملكني إندفاعه تفائلية بأن المستقبل القريب سيكون حالم وجميل وكل ما نراه الآن ماهو إلا مجرّد إرهاصات لما سوف تكون عليه عظمة هذا البلد في جميع المجالات.
يقول برنارد شو :
أنت ترى الأشياء التي تحدث وتقول : لماذا ؟
أما أنا أحلم بالأشياء التي لم تحدث وأقول : لماذا لا ؟
لذلك هذه الإنجازات المتتالية والتغييرات الإيجابية الكبيرة في هذه الفترة الوجيزة ألقت بظلالها أيضا على ديناميكية الأحلام وجعلتنا نخاطب الأحلام بترديد عبارة برنارد شو ؛ لماذا لا ، و بتلقائية ذهنية أصبح ما يمكن أن يرصده الخيال يتلقّفة الفكر مباشرة ويحاول سريعا أن يجيب على سؤال كيف يمكن تحويل الخيالات والأحلام إلى إنجازات ملموسة على الأرض؟
لذلك سأطرح عليكم حلم تناوله العقل بتلقائية إمكانية تنفيذه ولكونه حلم مرّكب وثلاثي الأبعاد اسميته حلم استراتيجي.
مشروع مدينة سينمائية سعودية من خلالها يمكن إنتاج مسلسلات وأفلام سينمائية ذات جودة عالية في المحتوى القيمي والإخراج والإنتاج والتأليف والتمثيل والتسويق و الذي يعبر عن الثقافة والموروث السعودي،ويكون هذا الإنتاج السينمائي السعودي عابر للقارات من حيث الثقافة والاستثمار ومزاحمة الإنتاج السينمائي العالمي ووضع قدم ثابتة فيه.
وفي بداية تكوين هذه المدينة السينمائية يكون أول حجر بناء فيها لتأسيس جامعة علمية متخصصة فقط في الإنتاج السينمائي والتلفازي ( الأفلام والمسلسلات و وأفلام الكرتون والإنيمي) وكل مايتعلق بها من صناعة للمحتوى ( التأليف والسيناريو والديكور والتمثيل والاخراج والإنتاج والتصوير والإضاءة )،ويتم من خلالها استقطاب القامات العلمية في هذه المجالات حتى يتم تأهيل سعوديين لديهم المواهب في هذه المجالات ويكون هناك خطة مرحلية زمنية معينه تكون من ثمارها مثلا بداية إنتاج أول فيلم سعودي قام على إنتاجه من الألف إلى الياء كوادر سعودية.
وقد يكون من المهم أيضا في بداية هذا المشروع الحالم عقد شراكات ومذكرات تفاهم مع أبرز من يقوم على صناعة السينما و المسلسلات في العالم كهوليود مثلا وإمكانية الإستفادة من تجاربهم بشكل ممنهج وواضح حتى يكون هناك تناقل للخبرات واللحاق بقطار هذه الصناعة ونبدأ بعد ذلك من حيث ابتدى و انتهى الآخرون.
ويكون من ضمن محتويات هذه المدينة بنية تحتية وفوقية لإمكانية تهيئة جميع القوالب والديكورات والأستوديهات المغلقة والمفتوحه المطلوبة لنجاح أي عمل سينمائي دون اللجوء للذهاب خارج هذه المدينة.
وتكون هذه المدينة مهيئة لأن تصبح مزارا سياحيا يحوي جوانب ترفيهية مرتبطة بصناعة السينما وجوانب التشويق والترفيه الأخرى .
فوائد هذا المشروع :
– صناعة وتوهيج اسم السعودية من خلال حيازة القوة الإعلامية والتأثير الثقافي العابر للقارات، ومايفعله مقطع سينمائي واحد قد يفوق أثره الآف المحاولات الحوارية والمؤتمرات الفكرية والعلمية، بل هو طريق ميّسر لحوار حضاري يجوب الشعوب المختلفه.
– تعدد مصادر الدخل، اذهب فقط إلى القوائم المالية الموجودة ب( box office) للأفلام السينمائية وستدرك فعلا عندما ترى الأرقام المليونية والمليارية عن مدى حجم الاستثمار الهائل في هذا الجانب.
– ارتفاع أرقام الناتج الوطني، والذي هو مؤشر اقتصادي مهم جدا يدل على الصحة و الإستدامة الإقتصادية.
– تصدير منتجات سينمائية تصحح تاريخنا المفترى عليه وترويجه من خلال زاوية النظر السعودية وكذلك تعزيز روح التسامح والتعايش والريادة الأخلاقية .
– توفير كم هائل من الوظائف تقلل من نسبة البطالة وكذلك توّلد أنواع جديدة من أشكال التوظيف.
(على قدر حلمك تتسع الأرض) هكذا قالها محمود درويش ،ويقول المواطن في السعودية الجديدة ( على قدر شغف نهضة الوطن تتسع الأحلام).
تحياتي لك أيها القارئ الكريم وأرجو لك أحلام استراتيجية محققة.
المصدر: مكة الآن