سوليوود «متابعات»
مع اقتراب موعد الجوائز السينمائية العالمية، يتوقع بعض النقاد أن يدخل الممثل الأميركي الراحل تشادويك بوزمان التاريخ في حفل توزيع جوائز الأوسكار بمدينة لوس انجليس في 25 أبريل بدلا من الموعد المعتاد في فبراير بسبب تأثير فيروس كورونا على صناعة السينما.
وكان نجم فيلم «بلاك بانثر» الذي حقق نجاحا عالميا كبيرا، توفي في 28 اغسطس الماضي عن 43 عاما بعد معركة ضد سرطان القولون خاضها بصمت لأربع سنوات.
وقد شُخصت إصابته بسرطان القولون سنة 2016 لكنه لم يعلن يوما عن حالته الصحية واستمر في تصوير الأعمال السينمائية في أهم استوديوهات هوليوود بموازاة خضوعه “لعمليات لا تُحصى وعلاج كيميائي”، وفقا لعائلته التي وصفته بأنه «مقاتل حقيقي».
ووفقا لموقع ميدل إيست أونلاين تولى بوزمان مؤخرا بطولة فيلمين، «دا 5 بلادز» للمخرج سبايك لي، و«قاع ما ريني الأسود» أو «ما رينيز بلاك بوتوم» للمخرج جورج وولف.
وبحسب موقع «يونلاد» البريطاني، إذا تم ترشيح بوزمان في حفل توزيع جوائز الأوسكار لأي من الأداءين، فسيكون الممثل السابع في التاريخ الذي يفوز بترشيح بعد وفاته، وإذا فاز فسيكون ثالث ممثل يحصد الجائزة بعد بيتر فينش أول ممثل يفوز بالأوسكار بعد وفاته، حيث حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام 1977، وهيث ليدغر الذي توفي في بداية العام 2008، ومع إطلاق فيلم «فارس الظلام» في يوليو من العام نفسه نال ليدغر جائزة أفضل ممثل مساعد في عام 2009، واستلمت عائلته الجائزة نيابة عنه.
وأضاف الموقع أنه إذا حصل بوزمان على ترشيحين لجائزة الأوسكار، فسيكون أول ممثل في تاريخ الأوسكار يحقق هذا السبق.
وبحسب بعض النقاد فإن بوزمان في حال ترشحه للأوسكار على جائزة أفضل ممثل فسيواجه منافسة شرسة من بلود ليندو وأنتوني هوبكنز عن فيلم «الأب» وستيفن يون عن فيلم «ميناري» وريز أحمد عن فيلم «ساوند اوف مينتال».
«دا 5 بلادز»
في الفيلم الذي يعرض حاليا على نتفليكس يطرح سبايك لي موضوعا ينسجم تماما مع مجريات المرحلة الراهنة في ظل الزخم المتزايد لحركة مناهضة العنصرية في الولايات المتحدة إثر وفاة جورج فلويد، رغم ارتباط الفيلم الوثيق بحرب فيتنام.
ويروي الفيلم قصة عودة أربعة أميركيين سود من المقاتلين السابقين إلى فيتنام لتسلم رفات قائد دوريتهم الذي قضى في معركة في الأدغال وللبحث عن شحنة ذهب مخبأة نزولا عند نصيحة أحد رفاق السلاح السابقين.
غير أن هذه المهمة لا تحصل وفق الخطة المرسومة ويتحول الفيلم من عمل استكشافي عابق بالحنين إلى الماضي إلى فيلم تشويقي.
ويضم العمل كوكبة من الممثلين اللامعين إضافة لبوزمان بدور قائد صاحب كاريزما عالية يظهر دائما في مشاهد استعادية، وحفنة من الممثلين الكهول بأدوار ثانوية.
ويتطرق «دا 5 بلادز» إلى مواضيع متفجرة عدة، وقد شكل هذا الاستكشاف المشوّق لتاريخ منطقة كانت تعرف بالهند الصينية مقدمة للخوض في مكانة السود في التاريخ الأميركي.
ويذكّر سبايك لي طوال الفيلم بأن الأميركيين السود شكّلوا مدماكا أساسيا في سائر المراحل الكبرى في التاريخ الأميركي وقد دفعوا بالدم فاتورة باهظة نتيجة هذه التحولات.
فمنذ تأسيس البلاد إلى سلسلة الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، لطالما كان السود يدفعون ثمنا باهظا في مقابل النهوض بالأمة.
ويرمز الذهب الذي يسعى الجنود القدامى إلى استرجاعه إلى التعويضات التي يطالب فيها جزء من السود، وأبعد من ذلك إلى الاستعباد والتمييز العنصري الذي تعرض له الأميركيون السود على مدى 400 سنة.
«قاع ما ريني الأسود»
ويروي الفيلم المتاح للمشاهدة أيضا على نتفليكس، قصة الانقسامات العرقية في الولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، وربما كتبت قصته قبل نحو 40 عاما لكنه خرج للنور في توقيت يقول فيه الكثير عن عالم اليوم.
ويلعب بوزمان دور عازف بوق في فرقة مطربة البلوز السوداء ما ريني التي تقوم الممثلة الشهيرة فايولا دافيس بتجسيد شخصيتها، ويعرض الفيلم بينما تواجه هوليوود والولايات المتحدة بوجه عام معضلة قوية عن العنصرية.
تدور أحداث الفيلم في يوم حار في شيكاغو خلال جلسة تسجيل في عام 1927 خيم عليها التوتر عندما تدخل المغنية في صراع إرادات مع مديرها الأبيض وفرقتها بشأن المال والتحكم في موسيقاها.
والفيلم مقتبس عن مسرحية لأوغست ويلسون تحمل ذات الاسم وجرى تصويره في يوليو قبل اندلاع احتجاجات في الشوارع في أنحاء الولايات المتحدة بسبب عمليات قتل مواطنين سود على أيدي الشرطة.
لا بديل لبوزمان في «بلاك بانثر» الجديد
أثارت وفاة بوزمان شكوكاً في شأن مستقبل “بلاك بانثر” (2018) الذي حاز إعجاب النقاد والجمهور، وأصبح أول فيلم عن الأبطال الخارقين يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وحقق أكثر من مليار دولار من إيرادات شباك التذاكر.
لكن شركة ديزني المنتجة للفيلم اكدت مؤخرا أنها لن تستعين بأي ممثل ليكون بديلاً عن بوزمان، وبالتالي لن يتولى أحد دوره في تتمة هذا الفيلم التي تُعرض سنة 2022 بمشاركة الممثلين الآخرين.
واعتبر رئيس شركة «مارفل استديوز» كيفن فيج في عرض تقديمي لمستثمري مجموعة “ديزني» أن الطريقة التي أدى بها بوزمان شخصية تشالا في «بلاك بانثر» كانت فريدة، ولذلك لن يُسنَد الدور إلى أي ممثل بديل.
وأوضح إن تتمة الفيلم ستأخذ مجراها رغم ذلك، بمشاركة الشخصيات الغنية والمتنوعة التي ضمّها الفيلم الأول، معتبراً أن الجزء الجديد «تحية» لعمل تشادويك بوزمان. ويتولى إخراج الفيلم أيضاً راين كوغلر، ومن المقرر عرضه في صالات السينما في يوليو 2022.