سوليوود «متابعات»
أعلنت إدارة مهرجان صندانس السينمائي، برنامجها الكامل لعام 2021، الذي كشفت فيه عن اختيارها لـ 72 فيلما طويلا يمثل 29 دولة، من بينهم 66 من الأفلام الروائية التي تُعرض لأول مرة في العالم، والمؤهلة للفوز بجوائز الأوسكار المرتقبة في 25 أبريل المقبل، إلى جانب ضمها لـ 38 مخرجا وذلك لأول مرة في تاريخ المهرجان.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الشروق، فقد وقع الاختيار على هذه الأفلام من بين 14092 عرضا بما في ذلك 3500 فيلم روائي طويل، من بين الأفلام الروائية المقدمة، وهي تنقسم ما بين 1377 فيلم من الولايات المتحدة، و2132 من الأفلام الدولية.
ونجحت جائحة فيروس كورونا في التأثير السلبي على مختلف الأحداث الحيوية في العالم، التي تمثلت في تأجيل المهرجانات العالمية أو إقامتها افتراضيا، وذلك بعد أن قررت إدارة مهرجان صندانس السينمائي إقامة نسخته القادمة لعام 2021 بصورة شبه افتراضية، حيث تم الاتفاق على حضور الجمهور إما من داخل السيارات وفقا لنظام “Drive-In”، أو من خلال دور سينما صغيرة مستقلة؛ للتواصل مع الفنانين في حوار افتراضي.
كما انخفض عدد الأفلام المقرر عرضها في المهرجان من 118 فيلما في العام الماضي إلى 72 فيلما؛ نظرا لتقليص أيام “صندانس” من 11 يوما إلى 7 أيام، حيث قرر منظمو المهرجان إقامة هذه الدورة من 28 يناير إلى 3 من فبراير 2021.
وتتنوع مجموعة صُناع الأفلام المكونة من 72 فيلما طويلا؛ حيث أن 47% منها من إخراج امرأة واحدة أو أكثر، و42%، منها من إخراج ذو البشرة السمراء، بينما 15% منهم ينتمون إلى رابطة المثليين جنسيا.
ولأول مرة في تاريخ المهرجان، تم اختيار أكثر من 30 مخرجا أبرزهم الممثلة والمخرجة الأمريكية، روبن رايت، والإنجليزية ريبيكا هول، اللذين تم اختيار أفلامهم ضمن أفلام العرض الأول.
وتشمل العروض الأولى فيلم “الأرض – Land”، للمخرجة روبن رايت، التي تلعب فيه دور البطلة، وتركز أحداثه على امرأة تقترب من حافة الموت في الحياة البرية القاسية، وتسعى جاهدة لاستعادة حياتها المريحة، ويشارك “رايت” في بطولة الفيلم كل من ديميان بشير، وكيم ديكينز.
كما تشمل قائمة العرض الأول فيلم “اجتياز – Passing”، للمخرجة ريبيكا هول، وهو فيلم درامي يستند إلى رواية تحمل نفس الاسم من تأليف نيلا لارسن، وتدور قصته حول أصدقاء طفولة من أعراق مختلفة، يجتمعون في مرحلة البلوغ ويصبح لديهم هوس بحياة بعضهم البعض، ويشارك في البطولة كل من الكسندر سكارسجارد، وبيل كامب، تيثا طومسون، أندريه هولاند.
ويشمل البرنامج أحد أفلام الإثارة والحركة، الذي وقع عليه الاختيار للعروض الأولى عالميا، وهو فيلم “Prisoners of the Ghostland – سجناء أرض الأشباح “، من بطولة النجم نيكولاس كيدج، ومن إخراج سيون سونو، وتدور أحداثه حول إرسال مجرم سيء السمعة لإنقاذ امرأة مخطوفة، ولكنه يعلق في لعنة شريرة ويختفى في عالم خارق للطبيعة ومُظلم.
ويشارك “كيدج” في البطولة كل من صوفيا بوتيلا، نيك كاسافيتس، بيل موسلي، تاك، ساكاجوتشي، يوزوكا ناكايا.
ومن الأفلام الوثائقية للسينما العالمية، فيلم “فايا داي – Faya Dayi”، وهو إنتاج مشترك بين إثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو من إخراج وتأليف جيسيكا بشير، وتدور قصته حول رحلة روحية إلى مرتفعات هرار، ينغمس فيها بعض الأشخاص في طقوس القات، وهي ورقة يمضغها المسلمون الصوفيون لقرون من أجل التأملات الدينية، والحصول على المحاصيل النقدية الأكثر ربحا في إثيوبيا اليوم.
لم يقتصر تأثير فيروس كورونا على التغيير في نظم وقواعد مهرجان صندانس فقط، ولكنه لعب دورا هاما في ترشيحات الأفلام أيضا، من خلال اختيار أفلام تتحدث عن أزمة الوباء العالمي لعرضها في افتتاحية الدورة القادمة من المهرجان، مثل فيلم “في الأرض – In The Earth”، للمخرج بين ويتلي، الذي تمكن من إنتاجه سراً أثناء فترة الغلق بسبب الوباء، وتدور قصته حول فيروس قاتل.
والفيلم من بطولة كل من جويل فراي، إلورا تورشيا، هايلي سكوايرز، ريس شيرميث.
وتشمل قائمة أفلام كورونا أيضا، الفيلم الوثائقي “في نفس النفس – In The same Breath”، للمخرج نانفو وانج، وهو سرد للروايات المباشرة عن فيروس كورونا، وتدور أحداثه حول استكشاف محاولات الحكومة الصينية تحويل التستر على الوباء في مدينة “ووهان” الصينية (منبع الوباء)، إلى انتصار للحزب الشيوعي.
وعلى الرغم من تغيير الوباء العالمي للشكل المعتاد للمهرجان، من حيث الفترة الزمنية وعروض الأفلام، إلا أن منظمي صندانس كان لديهم وقت أطول للتكيف معه، وفقا لمديرة المهرجان، تابيثا جاكسون، التي أكدت أنهم رأوا في الأزمة فرصة لاختبار عدد من المبادرات الجديدة؛ لهذا تم وضع سياسات وإجراءات مختلفة لتقديم مشاريع الأفلام لمهرجان 2021.
وكان من ضمن هذه التغييرات نقل سجادة المهرجان الحمراء إلى “بارك سيتي” بولاية يوتا، وقوة الأفلام المُرشحة للاختيار من بينها، بالرغم من تقليص عددها بشكل ملحوظ؛ لتتناسب مع الفترة الزمنية المحددة للمهرجان.
وتعتبر “صندانس” مؤسسة غير ربحية، تقدم مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات للفنانين المستقلين، ورواة القصص العاملين في السينما والمسرح والوسائط الرقمية، حيث تساعد الرسوم التي يتم جمعها من عمليات تقديم المهرجان في الحفاظ على استقلاليته وعمله بشكل ديمقراطي؛ لدعم المجتمع الإبداعي المستقل.