سوليوود «متابعات»
رُشح الفنان المصري أمير المصري ضمن القائمة القصيرة لجوائز البافتا البريطانية عن فيلمه الأخير «التيه» الذي عرض مؤخراً بعدة مهرجانات. في حواره مع جريدة «الجريدة»، يتحدث أمير عن الفيلم وكواليسه، إضافة إلى ردود الفعل عن التجربة وغيرها، وفيما يلي التفاصيل:
• كيف استقبلتَ ترشيحك لجائزة البافتا أخيراً؟
– بالتأكيد كنت سعيدا جدا، فالترشيح لجائزة البافتا يضع أي ممثل في مستوى آخر لدى صناع السينما العالمية، فهي أكبر جائزة في أوروبا، ومجرد الترشيح لها يضع الفنان تحت بصر السينمائيين وبعد الترشيح تواصل مع وكيل أعمالي عدد من صناع السينما العالمية ومنهم في هوليوود بشأن رغبتهم في مشاهدة أعمال لي إضافة إلى التواصل بشأن مشاريع جديدة.
• هل يعني ذلك أنك لن تعود للعمل في مصر مرة أخرى قريباً؟
– على العكس، لدي حماس شديد من أجل العودة والعمل في مصر لكن الأمر مرتبط برغبتي في العثور على عمل جيد واستطيع تصويره في نفس توقيت وجودي بمصر، وكنت اقرأ بالفعل عملا دراميا لرمضان المقبل لكن مواعيد التصوير وبفارق أسبوعين فقط جعلتني اعتذر عن العمل بسبب وجود مواعيد تصوير اخرى لأعمال اتفقت عليها سيتم تصويرها ومن ثم لم أستطع التوفيق فحسب، لكن الرغبة والإرادة موجودتان بالفعل.
• كيف جاءت مشاركة فيلم «التيه» في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة مؤخرا؟
– هذه هي المرة الثانية التي يعرض فيها عمل سينمائي أشارك فيه بالمهرجان، العام الماضي عرض في البانوراما فيلم «دانيال» وهذا العام عرض فيلم «ليمبو» بالمسابقة الرسمية وقمت بتشجيع الشركة المنتجة على العرض في مهرجان القاهرة والتواصل مع القائمين على برمجة المهرجان من أجل التواجد بالمسابقة الرسمية ليس فقط لأهمية المهرجان السينمائية في الشرق الأوسط وقدمه ولكن أيضاً لرغبتي في مشاهدة الفيلم مع الجمهور المصري ومعرفة انطباعاته، فهذا الأمر له مذاق خاص أن اشاهد فيلمي مع أبناء بلدي.
• لكن بعض شركات الإنتاج العالمية تفضل العرض في مهرجانات أخرى بالمنطقة.
– لدى مهرجان القاهرة تاريخ طويل وسمعة جيدة جدا في الخارج، وشاركنا بالفعل في مهرجانات أخرى دولية مثل تورنتو وحصلنا على إشادات نقدية وجماهيرية لكن في النهاية اختير مهرجان القاهرة ليشهد العرض العالمي الأول للفيلم في الشرق الأوسط وينافس على جوائز مسابقته الرسمية.
• هل تقديم فيلم عن اللاجئين سبب حماسك لفيلم «التيه»؟
– لا اخفيك سراً أنني كنت اشعر بالتردد دوماً في تقديم دور اللاجئ لأن غالبية الأعمال التي شاهدتها كانت دائماً تركز على زاوية واحدة مرتبطة بإنقاذ اللاجئين من جانب أوروبا، لكن حماسي للفيلم يرجع لتقديم رؤية مختلفة فشخصية عمر التي أقوم بها لشاب كان سعيدا في بلده ولديه حياته التي يراها أفضل مما أصبح فيه ويتمنى أن يعود إليها، فسيناريو الفيلم جعلني أبكي واضحك في الوقت نفسه، فمن ضمن الرسائل التي يحملها الفيلم هو إيجابيات الحياة في المنطقة العربية.
• كيف تحضرت للدور؟
– لم يكن الدور سهلاً لعدة أسباب أهمها تعلم عزف العود الذي يحتاج سنوات لكي يتم اتقانه بشكل احترافي وهو أمر استغرق مني تدريبات مكثفة لأنني تحضرت للشخصية في زمن قياسي، إضافة إلى التدريب على اللهجة السورية وهو ما تم لعدة ساعات يوميا حتى أتقنها تماماً ولا تكون بها أي أخطاء، فضلاً عن جلوسي مع لاجئين في أوروبا وحديثي معهم عن رحلتهم وما قاموا بسرده استفدت منه في التعامل مع الشخصية.
• هل هناك تعديلات تم إدخالها على الأحداث بعد هذه اللقاءات؟
– بالفعل تم ادخال الجانب الكوميدي، وهو ما يمتاز به العرب بشكل عام لا السوريين فقط، فنحن في أشد المحن نضحك لنخفف عن أنفسنا، وهو ما لمسته خلال هذه الجلسات وكنت حريصاً على اضافتها بالأحداث لتكون واقعية ومعبرة عن حياتهم.
• وبالنسبة لصعوبات التصوير؟
– الصعوبة الأكبر بالنسبة لي ارتبطت بارتدائي ملابس خفيفة للغاية والتصوير في درجات حرارة شديدة البرودة، فهذا الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، لكن على المستوى الشخصي كنت اشعر بحاجتي لهذا الأمر حتى اشعر ولو بجزء بسيط من المعاناة التي يعيشونها، وهو جزء رئيسي من معايشة الشخصية.
• كيف وجدت ردود الفعل العالمية على الفيلم؟
– الفيلم حاز ردود فعل عالمية إيجابية جداً لدرجة أن بعض الكتابات النقدية اعتبرته من أهم أفلام 2020، وهذا أحد أسباب ترشحه لجوائز البافتا في نسختها المقبلة، وهناك كتابات تناولت الفيلم بإيجابية شديدة رغم أن أصحابها معروفون بصعوبة آرائهم وهو ما يجعلني اشعر بسعادة كبيرة لاسيما مع رد الفعل الإيجابي الذي المسه في كل مهرجان يشارك فيه الفيلم.