سوليوود «متابعات»
انطلق حفل افتتاح الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة المُنتج محمد حفظي، مساء الأربعاء، بحضور عدد كبير من الفنانين.
وأقيم الحفل في الهواء الطلق بدار الأوبرا المصرية، وسط إجراءات احترازية مُشددة تخوّفاً من فيروس كورونا، شملت قياس درجة حرارة الضيوف، والتشديد على ارتداء الكمامات، حسب صحيفة الشرق.
وقالت إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، في كلمتها، إن ، وهو الأمر الذي ترجمه البوستر الرسمي للمهرجان، موجهة التحية لإدارة المهرجان، كونها تحملت المسؤولية بشأن تدشين الدورة الجديدة، رغم إلغاء مهرجانات عالمية عدّة هذا العام بسبب كورونا.
مسرح جديد
وقال هشام فتحي، مُخرج حفل الافتتاح، لـ«الشرق» ، إن تنظيم الحفل في مكانٍ مفتوح خارج المسرح الكبير، تطلب جهوداً ضخمة، رغم ضيق الوقت، موضحاً أنّه جرى تأسيس المسرح بطريقة مختلفة، ووضع المقاعد بشكلٍ مُدرج.
وأكدّ فتحي، أن لديه خُططاً بديلة تحسباً لسقوط الأمطار طوال فترة المهرجان، لافتاً إلى أنّ أبرز الصعوبات التي واجهته تكمن في ضيق مساحة المكان، التي تبلغ نصف مساحة المسرح الكبير تقريباً، حيث يتسع لـ700 مقعد فقط، وهناك مساحة بين المقعد والآخر نحو مترٍ ونصف المتر.
وأوضح أنّ حفل الافتتاح لا يُكلف وزارة الثقافة ميزانية ضخمة، خاصة أنّ الضيوف الذين يصعدون على المسرح لا يحصلون على مقابل مادي، قائلاً: «هم يُدركون جيداً حجم ومكانة المهرجان، كما أنّ الوزيرة تُقدم كل السبل والإمكانات المُتاحة» .
ماذا لو؟
بدأ حفل الافتتاح، بعرض فيلمٍ قصير، عن تحديات كورونا وتأثيرها على صناعة السينما، حيث قدّم الممثل أشرف عبد الباقي، تصوراً ساخراً، للمهن الجديدة التي سيمتهنها صُنّاع الفن، حال تضرر الصناعة بالجائحة خلال الشهور المُقبلة، منها «سايس سيارات» و«نقاش» وغيرها.
وقدّم تامر حسني، أغنية حفل الافتتاح، بعنوان: «الدنيا فيلم» من كلمات منة عدلي القيعي، وألحان إيهاب عبد الواحد. ووجه محمد حفظي، رئيس المهرجان، خلال كلمته الشكر إلى تامر حسني، لمُشاركته بأغنية الافتتاح، قائلاً: فنان خطف قلوب الجماهير بأعماله، ومسيرته الفنية تُشبه مسيرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
وأكدّ حفظي، أنه لم يفقد الأمل يوماً، بشأن تنظيم الدورة الجديدة بصورتها المعتادة، رغم الضغوط والتحديات الكبيرة التي فرضتها كورونا، سواء على صناعة السينما في العالم أو على حركة الطيران.
تكرّيم وحيد حامد ومنى زكي
وكرّم المهرجان الكاتب الكبير وحيد حامد، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، إذ سلمها له المخرج شريف عرفة، وهي الجائزة نفسها الذي حصدها الكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، كما قدّمت المُمثلة منة شلبي، جائزة فاتن حمامة للتميز للممثلة منى زكي.
ووجه حامد الذي استقبل بعاصفة من التصفيق المستمر، وسط دموع بعض الفنانين، خلال كلمته الشكر إلى عُشاق السينما، وأصحاب الفضل في حياته المهنية، والذي اكتسب منهم خبرات عدّة، منهم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، المدير الفني الأسبق للمهرجان، والمخرج الإذاعي مصطفى أبو حطب، والمنتج والمؤلف سمير خفاجي.
وأضاف: «عملت مع نجوم كبار، وعِشت في زمن جميل، وأحببت أيامي، وعملت مع مخرجين كبار، مثل سمير سيف وعاطف الطيب وشريف عرفة”، متابعاً: “أنا أحببت السينما بقدر كبير من الإخلاص والتفاني» .
وفي تصريح لـ«الشرق» ، أعرب وحيد حامد، عن سعادته البالغة بتكريمه، لاسيما وأنّه نابع من مهرجان كبير، قائلاً: «أعتز بهذا المهرجان، فقد شاركت في بعض النسخ الماضية منه، وحصلت على عدّة جوائز» .
وأعربت منى زكي، عن اعتزازها الشديد بهذا التكريم، لاسيما وأنّ وقوفها على هذا المسرح، كان بمثابة حلم يراودها منذ صغرها، فضلاً عن أنّ الجائزة تحمل اسم الراحلة فاتن حمامة، قائلة: «تشرفت بسماع صوتها يوماً ما، وكانت راقية جداً، وتكريمي اليوم شيء عظيم جدآ».
وشددت على فخرها، بتكريمها في نفس الدورة التي حظي فيها الكاتب وحيد حامد، بجائزة خاصة، قائلة: «شرف عظيم، خصوصاً أنني تربيت على أفلامه، وبعض كلماته تتردد في أذني طوال الوقت» .
دورة جديدة رغم كورونا
وقال المخرج يسري نصر الله، لـ«الشرق» ، إنّ إقامة الدورة الـ42 من «القاهرة السينمائي» ، كان أمراً حتمياً حفاظاً على صناعة السينما، مُشيداً بملامح الدورة الجديدة والأفلام التي سيعرضها المهرجان، لافتاً إلى مُشاركته للحصول على دعمٍ مالي لمشروع سينمائي جديد.
ووجه الممثل شريف منير، التحية للحكومة، لحرصها على تنظيم الدورة الجديدة في ظل الظروف المُحيطة، قائلاً لـ«الشرق»: «لا مفر من العمل، والدولة تعي جيداً أهمية السينما، كما أنّ المنتجين يصرون على تقديم إصدارات فنية مع اتباع الإجراءات الوقائية» .
وأشاد أمير رمسيس، مخرج الفيلم المصري حظر تجول المُشارك في المسابقة الدولية، لـ«الشرق» بجهود إدارة المهرجان، على إقامة المهرجان، قائلاً: للمهرجان روح مُختلفة، مُعرباً عن آمله في أن يحصد فيلمه جائزة.
ونفت الممثلة نسرين طافش، لـ«الشرق»، خوفها من الحضور بشأن فيروس كورونا، إذ ستحرص على حضور غالبية فعاليات المهرجان، مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأشارت، إلى مشاركتها في موسم دراما رمضان المُقبل، بمسلسل سوري، يجرى التحضير له حالياً، بعد غياب عن الدراما السورية نحو عامين.
احتفال خاص
وفي نهاية حفل الافتتاح، احتفى محمد حفظي، بصُنّاع الفيلم المصري «ستاشر” الفائز بالسعفة الذهبية في “مهرجان كان السينمائي الدولي»، ومنح شهادة تقدير، إلى مخرجه سامح علاء، والذي وجه بدوره الشكر إلى فريق العمل، الذي بذل جهوداً ضخمة لمدة 3 أعوام، بشأن خروج الفيلم.
ودعا حفظي، الضيوف، إلى مُشاهدة فيلم الافتتاح، وهو فيلم بريطاني فرنسي، بعنوان: “الأب ــ The Father” للمُخرج فلوريان زيلر، والممثل آنتوني هوبكنز، في عرضه الأول بالعالم العربي وإفريقيا.
دورة استثنائية
ويشارك في المهرجان هذا العام 84 فيلماً من 48 دولة. وبين الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، و«عنهم» للمخرج إسلام العزازي، والفيلم التسجيلي «عاش يا كابتن» للمخرجة مي زايد.
وتشارك في الدورة أفلام حصلت على جوائز عالمية منها فيلم «لا يوجد شر» للمخرج محمد رسولوف الفائز بالدب الذهبي في مهرجان برلين، وفيلم «منفى» من إخراج فيسار مورينا الحاصل على جائزة «قلب سراييفو» في مهرجان سراييفو، وفيلم «أقلب سراييفو» للمخرج كلوي زاو الفائز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا.