سوليوود «متابعات»
كرم مهرجان «الجونة»، في دورته الرابعة، مصمم المناظر أنسي أبوسيف عن مجمل أعماله الفنية، بمنحه جائزة الإبداع الفني… في حواره مع «الجريدة» يتحدث أبوسيف عن مسيرته الفنية والتكريم وأعماله السينمائية، فإلى نص الحوار:
• حدثنا عن تكريمك في الدورة الأخيرة لمهرجان الجونة السينمائي؟
– شعرت بسعادة كبيرة عندما تلقيت خبر الاختيار بالتكريم، فـ”الجونة” من المهرجانات السينمائية المهمة في الوطن العربي، ولشعوري أن التكريم ليس لي فقط ولكن لمصممي المناظر ومهندسي الديكور بالسينما بشكل عام، صحيح أنني حصلت على جوائز عديدة بمسيرتي الفنية، لكن التكريم منحني دفعة قوية للاستمرار في عملي وتقديم أعمال أفضل، فالسينما صناعة، وتكريمي اعتبره لجميع العاملين خلف الكاميرا.
• ما سبب إهدائك التكريم لروح المخرج شادي عبدالسلام؟
– لأني اعتبر نفسي تلميذه حتى اليوم، وهو من تربيت على يده فنياً، فالعلاقة بيننا بدأت منذ أن كنت طالبا بمعهد السينما، ونشأت بيننا علاقة صداقة استمرت حتى رحيله، واستفدت منه كثيراً في حياتي العملية، فهو من جعلني أشاهد الجمال بشكله الحقيقي، وأستطيع إخراجه وتقديمه في أعمالي.
• كيف تم الاتفاق على المعرض الخاص بالرسومات التي نفذتها؟
– تواصل معي انتشال التميمي مدير المهرجان، وعندما شاهد أعمالي من الرسومات والاسكتشات التي احتفظ بها، وهي خاصة بالأعمال التي قدمتها، اقترح عليّ أن نأخذ جزءاً منها لإقامة معرض على هامش المهرجان، وبالفعل انتقينا مجموعة منها، لأنني احتفظ بأعداد كبيرة منها، ومن الصعب استيعابها في مكان واحد للعرض، وتلقيت ردود فعل إيجابية عن المعرض خلال حضوري المهرجان من الفنانين والجمهور الذي حضر الفعاليات.
فيلم «عربي تعريفة»
• وضعت رسومات لملابس مدون عليها اسم الفنان الراحل علاء ولي الدين، فما قصتها؟
– بالفعل هذه الرسومات لاسكتشات ملابس كان يفترض أن تكون موجودة في فيلم “عربي تعريفه”، وهو آخر أفلام الراحل علاء ولي الدين الذي لم يكتمل بسبب رحيله أثناء التصوير، والفيلم توزعت مواقع تصويره بين مصر والبرازيل، ومن وقتها احتفظت بالاسكتشات لدي، والعمل لم يكتمل ويخرج إلى النور.
• في بعض الأفلام يسبق اسمك مهندس الديكور وأخرى كمنسق مناظر، فما الفرق بينهما؟
– برأيي أن التسمية الدقيقة هي “مهندس المناظر”، لأنني أكون المسؤول عن جميع الكادرات داخل العمل الفني، ويستخدم لقب مهندس الديكور عندما يعتمد العمل على التصوير في ديكور نقوم ببنائه بالكامل ونصنعه من أجل التصوير فيه، أما لقب منسق المناظر فيكون مرتبطا بترتيب مواقع التصوير بما يتناسب مع العمل الفني، وهذا الأمر يكون مجهدا أكثر في العمل، لأنه عادة يستغرق وقتا أطول في التحضير، وقد نجهز موقعاً ليتم التصوير مدة يوم واحد أو يومين على الأكثر.
• لكنك لا تفضل أن يطلق عليك مهندس الديكور، فما السبب؟
– لقناعتي الشخصية أنني اختار المناظر التي تتناسب مع العمل وقصته، على العكس من المهندس الذي يصمم مكانا فاخرا يليق بخبرته الفنية، لكن ما أقوم أنا به هو محاكاة للطبيعة التي يجب أن تدور فيها الأحداث وبما يخدمها ويتوافق مع الإمكانات المتاحة لدي.
• هل واجهتك صعوبات في بداية مشوارك الفني؟
– لا يوجد مشوار فني ليس به صعوبات بالتأكيد، أتذكر في أول عمل أكون مسؤولا عن تصميم الديكور له بفيلم “يوميات نائب في الأرياف” نقاشي مع المخرج الكبير توفيق صالح حول طريقة ظهور المتهم داخل المحكمة وغياب العدل، واقترحت عليه رؤيتي القائمة على المساواة في المستوى بين منصة القضاة وقفص الاتهام، وتحمس لوجهة نظري، وهي عكس ما اقترحه في البداية، وبعد اعتراض المنتجة آسيا على وجهة نظري وجدته يدافع عني ليخرج المشهد وفق رؤيتي.
تنفيذ الاسكتشات
• كيف تتعامل مع المشروعات الجديدة التي تدخلها فنيا؟
– كل عمل فني جديد أدخله أتعامل معه باعتباره العمل الأول، وأسعى لتكوين فكرة في البداية عن المكان الذي تدور فيه الأحداث ويعبر عن الشخصيات، وخلفيتها وطريقة حياتها، وأبدأ في تجميع الخيوط حتى أتوصل للشكل الذي يمكن من خلاله تنفيذ الاسكتشات المناسبة، وأتناقش مع المخرج لنصل إلى نقطة الاتفاق التي تجعلنا ننفذ العمل.
• وإذا حدث الاعتراض من المخرج على وجهة نظرك؟
– بالتأكيد هناك اختلاف في وجهات النظر، ودائماً ما أبحث عما يجعلني أصل معه لنقطة توافق وتلاق، فلدي مخزون كبير أسعى لتوظيفه في العمل، وبالتأكيد المخرج لديه وجهة نظر، ونحقق نقطة التوافق التي تكون في مصلحة العمل.
• هل هذه النقاشات سبب عدم تعاونك مع المخرج يوسف شاهين بعد “وداعاً بونابرت”؟
– العمل مع يوسف شاهين كان أحد أحلامي التي تحققت بالفعل، بالرغم من تحفظي في البداية على شروطه لرفضه أن اطّلع على السيناريو قبل التصوير، وتعاونا سويا بعد قدوم مساعده وقتئذ المخرج يسري نصرالله ليحكي لي السيناريو، وهذه التجربة من الاعمال السينمائية التي اعتز بها، والتعاون بيننا لم يتكرر لأسباب عديدة.
• ما سبب تعاونك مع داود عبدالسيد في أغلبية أفلامه السينمائية؟
– هناك علاقة صداقة قوية تجمع بيني وبين داود عبدالسيد الذي تعاونت معه في جميع أفلامه باستثناء فيلم “البحث عن سيد مرزوق” فعلاقتنا بدأت منذ الدراسة في معهد السينما، وتكرار العمل بيننا يرجع للتفاهم الكبير الموجود بيننا، والذي انعكس على تسهيل التعاون بيننا، فهو من المخرجين المتميزين الذين لديهم رؤية ومشروع فني يعمل على تحقيقه.