سوليوود «متابعات»
عما قريب، يعلن الفيلم في مطلعه، انضمام جمهورية سلوڤاكيا إلى معاهدة شينغن الأوروبية. حينها، والكلمة لا تزال للفيلم، سيتم التحكم بالحدود الفاصلة بين سلوڤاكيا وأوكرانيا التي عرفت عمليات تهريب واسعة النطاق لكل شيء مخالف للقانون بما في ذلك تهريب البشر.
ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط هذا ما حدث بالفعل إذ انضمت سلوڤاكيا، منذ حين، إلى نظام شينغن، ومن المفترض، أن يكون هذا الانضمام قد وضع حداً لعمليات التهريب وما يصاحبها من مآس.
«الخط» فيلم مفاجئ لمخرج من جيل سلوڤاكي جديد فاز – عن استحقاق – بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كارلوڤي ڤاري ويتقدم الآن لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
هذا الفيلم الرابع لمخرجه هو، انتماء، فيلم غانغسترز تقع أحداثه كلها على الحدود الفاصلة بين الدولتين المذكورتين إنما في الجانب الأوكراني. كونه فيلم عصابات يجعله مثيراً بحد ذاته لأن ما يحدث في إطار الحكايات في هذا النطاق، هو دوماً مثير للاهتمام، لكن الأكثر أهمية هو أن المخرج أراد لفيلمه تصويراً صادقاً لشخصياته ومشاهد مشحونة بالمواقف الإنسانية. هناك الفرد والعائلة والشخصيات التي تنتظر مصيرها والصراع بين مجموعاتها، وكل هذه العناصر ليست متوفرة في هذا الفيلم كترفيه، بل كدراسة لما يحدث وإمعان في دخول شخصية رئيسية تتفرع منها المواقف المذكورة.
تقع الأحداث سنة 2007. الشخصية المحورية هي شخصية آدم (توماس ماستالر)، الذي لديه عائلتين يعيلهما. الأولى عائلته الأسرية المؤلفة من زوجته وبناته ووالدته، والثانية هي العائلة المهنية، تلك التي يرأس أعمالها في التهريب عبر الحدود. في مطلع الفيلم نراه إنساناً محبا وفي النهاية لا نعد نراه مطلقاً… ربما أُنقذ من الموت وربما جاء الإنقاذ متأخراً. لا نعرف. الكاميرا بعيدة جداً وعن قصد. كل ما نشاهده منها هو إخراج البعض له من تحت ماء عميقة بعدما رُمي مقيداً ليموت.
الأمور تتعقد لأن آدم يرفض المهام الجديدة. هو وعصابته تجار تهريب بضائع مثل مهاجرين أفغان ولاجئين غير شرعيين ومثل السجائر والمشروبات الروحية، لكن الشخص الذي يسند إليه المهام يونا (ستانيسلاڤ بوكلان)، يريده أن يبدأ بتهريب المخدرات. حين يرفض آدم يقودنا الفيلم إلى تبعات رفضه.
هناك بضع دقائق قبل نهاية الفيلم تشعر معها أن السيناريو بدأ ينكمش في إطار الجريمة وحدها، لكنها دقائق محدودة ليعود السرد فيها إلى قوته المنسوجة جيداً. عين المخرج تعي الجماليات وتعرف تماماً إلى أين تريد توجيه دفة الاهتمام والكاميرا، منجزة أحد أفضل الأفلام الآتية من أوروبا هذه الأيام.