سوليوود «خاص»
أوضح الممثل والمنتج السعودي مشعل المطيري أن صناعة الدراما السعودية تمر بحالة انتعاش وذلك بفضل الدعم الذي تجده من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من خلال رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تمكين المواطن السعودي، وتهدف إلى دعمه في مختلف القطاعات وفي جميع المجالات الثقافية والاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى تذليل الصعوبات التي جعلتنا نتخلف عن مواكبة الدراما العالمية فضلا عن منافستها.
مؤكدا خلال استضافته من قبل المركز السعودي للمسؤولية الاجتماعية في حلقة نقاش حملت عنوان “ريادة الأعمال في صناعة الدراما” أن الشغف بالعمل الدرامي والتضحية من أجله من أهم عوامل النجاح فيه، مشيرا إلى أن مجال صناعة الدراما في الجانب الاقتصادي ينطبق عليه ما ينطبق على جميع المجالات التجارية الأخرى من شروط وقواعد في كل مكان، ومن أهم تلك القواعد والشروط التسويق الجيد للعمل الدرامي ليصل للمستهلك الأخير وهو المشاهد، وذلك لا يكون إلا بكسب ثقته من خلال تقديم أعمال ذات معايير فنية عالية، تصل إلى مستوى المعايير الفنية للمشاهد السعودي الذي لا يرضى بالأعمال الرديئة، ويكون ذلك من خلال تطوير المواهب ودعمها من قبل الجهات الخاصة والعامة.
وعن حجم سوق الدراما والتحديات التي واجهته أكد المطيري أن الوضع الراهن اختلف كثيرا عن ما كان عليه في السابق من قلة الجهات المشترية للأعمال، إذ يعتمد المنتجون وصناع الدراما فقط على التلفزيون السعودي، ولاحقا بعض القنوات مثل mbc، وغيرها من القنوات في الوطن العربي، ولكن في الحقيقة لم تكن الأعمال بالجودة التي يسمح لها بمنافسة المنتجات العربية الأخرى، مشيرا إلى أن الوضع اختلف الآن مع الدعم المقدم من الجهات الخاصة لمواكبة الرؤية الطموحة للمملكة 2030، وأيضا توفر الجهات المشترية للأعمال مثل المنصات الإلكترونية وغيرها من القنوات، ما يفتح فرصة الاسثتمار أمام الجميع، خصوصا إذا ما علمنا أن جميع عناصر الدراما يمكن أن تكون عملا تجاريا مستقلا، إذ يصنع العمل الدرامي الكثير من المشاريع الصغير.
ونصح المطيري المهتمين بالاستثمار في مجال صناعة الدراما البدء مبكرا لإنه مجال كبير وواعد، خصوصا إذا تم تنفيذ الخطط الموضوعة للسينما في المملكة، فحينها سيصبح سوق الدراما في السعودية الأكبر في الشرق الأوسط، مستشهدا بالنجاح الكبير الذي حققته أفلام مسامير وشمس المعارف التي وصلت إلى عوائد تجاوزت عشرات الملايين خلال فترة قصيرة من عرضها على الرغم من الظروف المحيطة بالسينما على خلفية أزمة كورونا التي فرضت حضور عدد محدود في صالات السينما لا يتجاوز نصف الطاقة الاستيعابية لها.
وحول احتياجات الدراما السعودية أوضح المطيري أن الدراما في حاجة إلى شركات ومؤسسات متخصصة في العمل الفني تساعد المنتج لانهاء المشروع بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن هناك بعض المشاكل ولكنها مع كثرة الإنتاج ودوران العجلة ستنقشع، وستفرز الإبداعات بدلا منها مع استمرار العمل، كما نحتاج إلى بيئة فنية مساندة وهذه البيئة تصنع بكثرة الإنتاج والعمل الفني الجيد، بجانب الدعم الحكومي الذي يجب أن يعتبر العمل الدرامي منتجا وطنيا لا بد من دعمه أسوة بالمنتجات والقطاعات الأخرى، وأيضا انشاء بنية تحتية لمعالجة نقص الكوادر، من خلال معاهد وأكاديميات لديها مخرجات على مستوى عالي، بجانب سوق واعد يستقطب هذه تلمواهب والكفاءات ويقوم بدعمها، مؤكدا أنه راض بشكل كبير عن الأعمال التي أنتجها مع قلتها، على الرغم من كونه منتجا لفترة طويلة ما يؤكد على صعوبة الإنتاج لمن يريد تقديم العمل الجيد للمشاهد.
وختم المطيري الحلقة بالحديث عن أهم الأمور المساعدة على النجاح في مجال الإنتاج الدرامي وهي، البحث عن المجال المناسب للشخص والذي يرى نفسه فيه، بجانب البحث عن جهة للعمل معها سواء على مستوى الشركات والأفراد، وأيضا ايجاد العناصر المكملة له والتي تساعده على تنفيذ العمل الذي يقوم بإنتاجه، وأخيرا الصبر والجلد لتحقيق الهدف المنشود.