أميرة حمادة
يقال إن الكلب أوفى صديق للإنسان، ولقد تكاثرت الروايات والأفلام التي ترسخ هذه الفكرة وتدعمها بكثير من الأمثال التي تجسد هذه الأنواع من الصداقات، ومما لا شك فيه أن ما كتب وعرض على شاشات السينما لا يختلف عن الواقع، فكم من كلب وفي لصاحبه وكم من دمعة سقطت لقطة، وكم من حزن عشناه ونحن نشاهد هذه الأنواع من الأفلام، لكن هل سبق وشاهدنا علاقة صداقة قوية مع غوريلا؟! هذا ما تمحور حوله فيلم المغامرة والحركة الجديد “رامبيج”، الذي جسد صداقة البطل مع غوريلا ضحت بحياتها لتنقذه.
غوريلا كوميدية
يبدأ الفيلم مع خبير تواصل مع الحيوانات يدعى ديفيس، يؤدي دوره الممثل داوين جونسون، كان جنديا يترأس وحدة مكافحة اصطياد الحيوان، يتواصل بلغة الإشارة مع ذكر غوريلا ضخم يطلق عليه اسم جورج، يتميز جورج بروحه المرحة ونكاته التي أضفت على الفيلم حسا فكاهيا جميلا، لكن المشاهد الكوميدية لم تدم طويلا وسرعان ما انقلبت إلى مأساة بعد أن تعرض الغوريلا لحادث حيث توجد محطة فضاء مملوكة لمؤسسة «إنجن كوربوريشن»، تتعرض لكارثة بعد إفلات جرذ مصاب بمادة غريبة، ترسل عالمة مارلي شيلتون مقيمة على المحطة عينات من أبحاث علمية في كبسولات إلى الأرض قبل أن تلقى حتفها.
نجومية محدودة
يعتبر المصارع داوين جونسون الملقب «بالصخرة – the rock» النجم الوحيد الذي قدمته هوليوود في القرن الـ21، من ناحية جذب الجماهير إلى شباك التذاكر، فهو يتمتع بكاريزما جميلة ومحببة، ولديه عديد من الأفلام الناجحة أبرزها «The Mummy Returns»، و«The Scorpion King»،«Doom» و«fast and furious» و «jumanji»، إلا أن فيلمه الأخير رامبيج لم يرقى إلى مستوى الأفلام السابقة نظرا لمحدودية الدور الذي لم يظهر براعة الممثل بالشكل الصحيح، حتى إن المصارعات كانت ضئيلة مقارنة بأفلامه الأخرى.
كبسولات العداء
تسقط الكبسولات على ثلاث ولايات، كاليفورنيا حيث يعيش الغوريلا جورج في سان دييجو، وايومينج حيث تعيش الذئاب، وحديقة إيفرجليدز في فلوريدا موطن التماسيح. تصاب بعض المخلوقات بالعينات السرية في الكبسولات، وتتضخم وتتولد لديها غريزة عدائية ورغبة تدميرية، فتسارع لتحطيم كل ما حولها.
بعد هذه الحادثة يتغير الغوريلا ويصبح عدائيا نتيجة الهرمون، حتى صديقه جورج لم يعد يقوى على لجم تدميره وعدائيته، تحاول الشرطة الإمساك به وسجنه لكنها تفشل نظرا لقوته وقدرته على تدمير السجن الذي هو فيه.
المصل المضاد
في هذه الأثناء يدخل ديفيس في حيرة ويبدأ بالسؤال عن كيفية مساعدة هذه الغوريلا، تظهر الدكتورة كايت كالدويل، تلعب دورها الممثلة نعومي هاريس، وهي عالمة أقيلت من مؤسسة «إنجن كوربوريشن» وكانت مسؤولة عن تطوير تلك العينات السرية، كما أنها الوحيدة القادرة على إيجاد المصل المضاد لإرجاع المخلوقات وهي الغوريلا وذئب وتمساح إلى طبيعتها.
ولقد أدت ناعومى هاريس دورها ببراعة، فتعابيرها كانت كافية لإدخال بعض المتعة إلى عقل المشاهد، وكانت قد تألقت سابقا في أعمال عدة منها «قراصنة الكاريبي» و«سكاي فول»، كما ظهرت كنجمة بارعة خلال دورها في فيلم «مانديلا»، وشاركت خلال سلسلة جيمس بوند، وأيضا في بطولة فيلم Kind Of Traitor، كما حصلت على عدة جوائز من بينها جائزة جلامور لأفضل نجمة مسرح، ورشحت أيضا لجائزة البافتا كأفضل نجم صاعد.
تدمير المدينة
تعيش مدينة شيكاغو حالة رعب ويرسل مكتب التحقيق الفيدرالي الجنود للقضاء على هذه الحيوانات المفترسة الثلاثة في حين ديفيس وكايت يحاولان إيجاد الدواء وإعطاءه لها، فالحيوانات الثلاثة تدمر المباني وتصل إلى الطائرات التي تحلق لقصفها، وتسحق الجنود على الأرض، هذه المشاهد دلت على اقتباس الفيلم من لعبة إلكترونية تحمل الاسم نفسه «رامبيدج» ظهرت عام 1986 وتحوي شخصيات الحيوانات نفسها وكذلك تحمل الأسماء نفسها، وكان لا بد للاعب أن يدمر كل المدينة كي ينتقل إلى المستوى الثاني، وكما هي اللعبة التي لا تحوي في العادة أي عبارة أو حبكة وترتكز على التدمير فقط، جاء الفيلم ضعيفا في حبكته، يحوي في معظمه تمساحا ضخما يدخل المباني العملاقة وغوريلا يصل إلى الأعالي ليحطم الرادارات وذئبا يسحق كل الجنود ويطير ليسحق الطائرات في السماء، كأن المخرج براد بيتون جالس أمام جواله يلعب جاهدا لينتقل إلى المستوى الثاني، ما عدا التواصل الذي تم بين جورج وديفيس طيلة مدة الفيلم والذي أوجد فكرة نستطيع من خلالها القول إنه فيلم حقيقي ولسنا أمام اللعبة.
فقر إخراجي
يستمر ديفيس وكايت في البحث عن المصل المضاد الذي يهدئ من تدمير الوحوش، فيذهبان إلى شركة إنجين التي تدار من قبل شخصين فقط، وهما كلير تلعب دورها الممثلة مالين أكرمان، وشقيقها بريت، يلعب دوره الممثل جيك لاسي، يكسران الزجاج ويحصلان على الدواء لكن كلير تراهما عبر شاشات المراقبة وتتوجه إليهما رافعة مسدسها في وجهيهما مطلقة النار على ديفيس، وأخذت منهما المصل المضاد كما أخذت كايت رهينة، لم تكن هذه المشاهد ممتعة نظرا لافتقارها إلى المشاهد الحقيقية، حيث إن شركة بتلك الضخامة في الأبحاث لا يوجد فيها موظفين أو علماء، كما أنه عندما دخلت كايت وديفيس من خلال كسر الزجاج لم يظهر صوت جرس الإنذار، فبدت المشاهد فاشلة إخراجيا.
يسهل مهمة كايت وديفيس مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي هارفي، يؤدي دوره الممثل جيفري دين مورجان، الذي قدم أداءً رائعا في مسلسل «ذا ووكنج ديد»، في حين اقتصر دوره في هذا الفيلم على مشاهد بسيطة وهي عدم عرقلة ديفيس وكايت في إنجاز مهمتهما.
بداية العلاج
توجهت كلير مع كايت إلى السطوح لأخذ الطائرة التي كانت تنتظر فوق المبنى، وفي حوزتها المصل المضاد، لكنها لم تنج، فبعد معركة شرسة ظهر فيها جورج فجأة من دون تقديم أي تفسير عن الرصاص الذي أصابه وطرحه أرضا قبل دقائق، فأكل جورج كلير التي تحمل المصل المضاد وبالتالي أصبح المصل داخل جسمه ويحتاج إلى القليل من الوقت ليأخذ مفعوله، أما الذئب فلقد اختفى بعد إحدى المعارك على الأرض مع الصواريخ، وبقي التمساح، فكانت النهاية معركة شرسة بين التمساح والغوريلا انتهت بطبيعة الحال إلى قتل التمساح على يد الغوريلا من أجل حماية صديقه ديفيس.
أما المشهد الأخير فكان عاطفيا بامتياز حيث ظن ديفيس أن جورج قد مات بعد معركته مع التمساح لكنه سرعان ما عاد إلى الحياة يرمي النكات، لذلك جاءت النهاية سعيدة فاز فيها اللاعب وقضى على الوحوش لكن المؤسف أننا أمام فيلم ولم نرتق إلى مستوى آخر كما في اللعبة. تجدر الإشارة إلى أن فيلم رامبيج الذي حقق 114 مليون دولار في 61 دولة، ووصلت إيراداته في أمريكا إلى 34.5 مليون دولار، هو ثالث فيلم مقتبس من لعبة نشاهده في أقل من أربعة أشهر، البداية مع «جومانجي: مرحبا بكم في الأدغال»، ثم «تومب ريدر» .. واليوم فيلم رامبيج، مع وجود قاسم مشترك بين تلك الأفلام وهو أن دوين جونسون النجم الأمريكي مفتول العضلات في البطولة هنا كما في «جومانجي»، كما أن شركة «وورنر بروس» موزعة «تومب ريدر» و«رامبيج».
المصدر: الاقتصادية