سوليوود «متابعات»
بعد مشوار طويل من العطاء الفني، كرّم مهرجان الجونة الفنان المصري خالد الصاوي بجائزة “الإنجاز الإبداعي”، وفي حوار أجراه معه موقع “العربية.نت”، تحدث الصاوي عن الجائزة وفرحته بالتكريم ودور الفنان العربي والدروس المهمة التي تعلمها في حياته المهنية واضطراره للعمل بدلا من السلف في بعض الأوقات تجنبا للأزمات المادية.
*صف لنا مشاركتك في مهرجان الجونة بدورته الرابعة والتي أقيمت رغم تحديات كورونا؟
**أستطيع أن أصفها بأنها “دورة الأبطال”، نظرا لإقامتها في ظل ظروف صعبة، فهذه الدورة الرابعة التي أصر صنّاع المهرجان على إقامتها رغم مخاطر كوفيد-19، تعتبر دورة استثنائية في تاريخ الفن لما تحمله من جرأة ومخاطر ومسؤولية في ذات الوقت، وحقيقي هي مهمة فدائية ومن قاموا بها فدائيون أيضا لأنهم يحاربون ضد التيار، وما يزيد إعجابي بإدارة المهرجان هو قدرتهم على تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي شهدها المهرجان واهتمامهم الدائم بالتعقيم حتى خرجت الدورة بسلام.
*ألم تخش إصابتك بكورونا رغم كل الاحتياطات؟
**نحن معرضون في أي مكان للإصابة، وهذا يسمى “القدر”، وطالما نقوم بالاحتياطات فهذا كاف، وأعتقد أن المهرجان مارسنا فيه حياتنا العادية وحرصنا على التباعد وإجراء كل الاحتياطات.
*كيف ترى تكريمك وحصولك على جائزة “الإنجاز الإبداعي” في مهرجان الجونة؟
**بدون مبالغة أعتبر هذا التكريم أقرب حدث لقلبي وأهم ما حدث في حياتي وأسعدها، لأنه تكريم لي وأنا حي أرزق وعلى قيد الحياة، ولم ينتظر المهرجان حتى أموت ليدركوا أني فنان جيد وأستحق التكريم، لهذا فأنا أشعر بسعادة بالغة من هذا الحدث الجلل في نظري، خاصة أن التكريم يضع الممثل في دائرة الضوء والمسؤولية أمام نفسه وجمهوره.
*لمن تهدي هذا التكريم على وجه التحديد؟
**أهدي هذا التكريم لصديق عمري وحبيبي وأخي وزميلي وشريك رحلة كفاحي الفنان الراحل خالد صالح، وأهديه أيضا لكل النجوم الكبار الذين أثروا الفن وهم على قيد الحياة الآن وأقول لهم شكرا على كل شيء.
*قلت في المؤتمر الصحافي بالجونة إنك تريد الاعتذار للبعض فمن هم؟
**حقيقي قد أكون سببت مشكلات لغيري بدون قصد، وهذا ما أردت أن أعتذر عنه، وأخص بالذكر جمهوري على السوشيال ميديا وبعض الصحافيين والإعلاميين لأني قد أكون أزعجتهم بسبب تلقائيتي الشديدة وعشمي في الردود، حيث كنت أرد بدون تفكير وأكتب ما يأتي على خاطري، وفي كثير من الأحيان كان ما أكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي ردود انفعالية وغير موفقة وليست في محلها.
*صرحت بأنك غير راض عن بعض أعمالك الفنية رغم خبرتك الطويلة وقبلتها لأسباب خاصة فما معنى هذا التصريح؟
**لابد من الاعتراف وبدون خجل بالحقيقة الواضحة في حياة الكثير من الفنانين، ومنهم أنا، وهي أني سبق وقدمت أدورا لم تكن بالمستوي المطلوب ولم أوفق فيها أو أرضى عنها وأعلم أنها أقل من قدراتي ومكانتي، لكني قبلتها بدافع مادي فأنا مثل أي إنسان لديه احتياجات، ولابد من تلبيتها وقد يكون ضرر قبول عمل غير مرضي بشكل كامل بالنسبة لي، أرحم من أن أدوّر لأطلب نقود سلف من الأشخاص أو الأقارب، فلن أقبل ذلك، وأعترف أني قبلت فيلما مثل “اطلعولي برة” في وقت ما بسبب مروري بضائقة مالية.
*هذا يعني أنك تعلن مسؤوليتك عن أعمالك غير المرضية رغم أن ذلك قد يكون اعترافا صادما للجمهور؟
**الجمهور له قلب ويشعر ويقدّر وقد رأى نجاحات واجتهادات ولن يذبح الممثل من أجل دور أو دورين قد يكونان لا بأس بهما ولكنهما أقل من مستوى الفنان، عموما أنا معترف ومسؤول مسؤولية كاملة عن كل أعمالي مهما كانت قوية أو ضعيفة، ولم يجبرني أحد على أي شيء بل قبلت بإرادتي كل أعمالي، وبالتالي أنا لست ضحية خداع منتج أو مخرج ضحك علي وأعطاني دورا وفوجئت به بعد ذلك أنه غير مرضي.
*بعد تكريمك هذا هل يمكن أن تقبل أدوارا دون المستوى لنفس الاحتياج المادي؟
**لا طبعا أنا اعترفت بأخطائي، ولكني لن أكررها بأي حال من الأحوال، ولدي خط أحمر يعني أني لن أسمح بوضع نفسي في دور لا يليق بي، لكن وجدت أنه يجب أن أعتذر عن بعض هفواتي وردود أفعالي العنيفة في بعض الأحيان.
*هل هناك أدوار في مشوارك قبلتها وكنت خائفا وجاءت نتيجتها فوق توقعاتك من حيث النجاح؟
**يجب توضيح نقطة وهي أن النجاح قد يكون مفاجئا وبدون مقاييس وحسابات، بينما الفشل قد يظهر من الإطلالة الأولي للسيناريو والدور.
وهناك أدوار فعلا كنت متخوفا من قبولها ولم أتوقع نجاحها المذهل، مثل أدوار “عمارة يعقوبيان” و”الفاجومي” وشخصية “عبدالناصر”، وفيلم “الفيل الأزرق”، وقد قدمتها رغم الخوف والحمدلله أني تجرأت وقبلت التحدي وإلا كنت سأشعر بالندم، فأتتني هذه الأدوار حيث أعتبرها علامات حقيقية في تاريخي.
*رغم مشوارك الفني الطويل ما الأدوار التي لازلت تحلم بتجسيدها؟
**هناك عشرات الأدوار والشخصيات المعاصرة والتاريخية التي أتمنى تقديمها ولازلت أحلم بالكثير من النقلات في مشواري الفني، ولكني حاليا أتمنى تجسيد شخصيات “محمد علي” أو نجله “إبراهيم باشا”، لأن سيرتهم الذاتية ثرية جدا من الناحية الإنسانية والدرامية والفنية، وهم شخصيات مؤثرة في الوطن العربي ومصر والتاريخ بأكمله.
*هل صحيح أنك عرضت نفسك على طبيب نفسي وفشل في علاجك؟
**نعم حدث بالفعل، ولكن ليس بالصورة المتداولة، فقد استعنت بصديق لي يعمل طبيبا نفسيا ليفرغ شحنات الغضب التي تنتابني أحيانا وأحاول التحكم فيها، وللأسف لم ينجح العلاج، وأنا قررت التعامل مع الأمر بنفسي ونجحت فيه والحمدلله، وعموما أنا شخص مسالم ولكن لا أحب الظلم، وربما هذا أكثر ما يثير غضبي خاصة إذا وقع الظلم على شخص ضعيف.