سوليوود «الرياض»
ما الذي حدث بالفعل عندما خرج الفيلم الأول من جيمس بوند للعلن؟ كيف ترك تلك البصمة؟ لماذا هذا الفيلم عنوة عن كل أفلام الجاسوسية والتجسس التي عرفتها السينما من الثلاثينات؟
الفيلم هو «دكتور نو» كما نعلم جميعاً، والسنة كانت 1962 والمخرج كان ترنس يونغ، أما الممثل فكان رجلاً طويل القامة غير معروف بالنسبة لمعظم روّاد ذلك الحين اسمه شون كونري. وهو لم يكن حتى في مطلع قائمة الممثلين المرشّحين. ففي بال الكاتب إيان فلمنغ كان ديفيد نيفن هو من يصلح للعب دور الجاسوس الذي لا يماثله أي جاسوس آخر، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
بالنسبة للمنتجين ألبرت بروكولي وهاري سولتزمن، لم يكن كونري موازياً لبعض الأسماء التي استعرضاها قبل لقائهما به. روجر مور وجيمس مايسون كانا على رأس القائمة. هناك في «بار» لندني التقى المنتجان بشون كونري لنحو نصف ساعة فقط من باب التأكد إنهما منحا نفسيهما فرصة التعرّف عليه. حين غادر المكان بلياقة ومن دون كثير كلمات وداع وابتسامات زائفة، أدركا أنه الممثل الصحيح للدور.
هذا هو المفتاح الأول لمجموعة الأسئلة المثارة اليوم بعد وفاة كونري في الأسبوع الماضي. الباب الذي فتحه أولاً هو الانطباع الذي تركه لدى المنتجين. الباب الثاني أن كونري أدرك أن بوند عليه أن يكون أكبر من الحياة. لا ينفع أن يأتي مكرراً لما هو متوقع في هذه الأفلام ولا بتلك الشخصية. مثل الدور كما لم يعمد أحد سواه. عرف حجم الفيلم، وما هو مطلوب منه لكي يعلوه.
بذلك بوند هو كونري، وكونري هو بوند، والجمهور العريض منحهما صوته. وهذا قلما يحدث بهذه الطريقة، لكن عندما يحدث فلأن الممثل لم يكتف بأداء الشخصية على الوجه الجيد، بل أضاف إلى الجيّد فهماً غير محدود وإدراكاً مسبقاً للكيفية التي سيترك بها تأثيراً إيجابياً.