سوليوود «الرياض»
قد تكون ممن يغفو يوميًا وهو يعيد مشاهدة مسلسل “The Office” أو مسلسل “Friends” للمرة العشرين، للدرجة التي تستطيع معها اقتباس نصوص بالكلمة من أعمال رأيتها من قبل ولا تستطيع عد المرات التي أعدت مشاهدتها فيها.
وذلك رغم توافر المحتوى الجديد الذي تقدمه منصات الفيديو عبر الإنترنت، وقنوات البث المختلفة للأعمال الفنية الجديدة، إلا أن الكثيرين ما زالوا يفضلون إعادة مشاهدة بعض الأعمال الفنية مرارًا وتكرارًا دون ملل، بل ويشعرون بسعادة كبيرة بعد متابعة عمل فني أو برنامج تليفزيوني شاهدوه من قبل.
ووفقًا لـ “Thoughtcatalog” بحسب ما نشر موقع أراجيك، الأمر لا يتعلق بحب هذه الأعمال وتفضيلها عن غيرها وحسب ولكن هناك سبب علمي وراء ذلك، يرتبط بالسعادة، وجلب الطاقة الإيجابية بسبب استعادة ذكريات تمثل فرحة كبيرة لهم.
ويرتبط الشعور بالسعادة بعد مشاهدة الأعمال الفنية القديمة حتى وأن شاهدتها لعشرات المرات بعدة أسباب تُكُون معًا عوامل الشعور بالسعادة.
عدم وجود عنصر المفاجأة
ربما يرجع سبب الشعور بالرضا والسعادة عند مشاهدة فيلم قديم أو مسلسل تعيده لعشرات المرات عدم وجود عنصر المفاجأة، مع الانتباه للتفاصيل الصغيرة التي قد تكون لم تلاحظها من قبل، ومعرفة الأحداث يجلب لك شعور بالارتياح لمعرفة ما سيحدث.
الحنين لأوقات مميزة في حياتنا
ما يجعلنا نشعر بالرضا بمشاهدة أعمال فنية قديمة “الحنين”، خاصة تلك الذي يرتبط بتذكر وقتًا في حياتنا على وجه التحديد، وليس مجرد الشعور العام بالحنين إلى الماضي، ويمكن الاستفادة منه كنوع من العلاج، في حالات العصبية والإنهاك العصبي الشديد حيث يترك مشاهدة عمل فني قديم تحبه تأثيرًا مهدئًا.
لا تحتاج إلى جهد ذهني
في حال مشاهدة عمل تعرفه يمكنك أن تتابعه وأنت تقوم بنشاطات أخرى، فلا يتشتت تركيزك، فعلى سبيل المثال، عندما نشاهد العروض أو الأفلام القديمة، فإننا بالفعل نعرف الأحداث، لذا يمكن متابعتها بسهولة دون الحاجة إلى بذل كثير من الجهد المعرفي لمعالجة الأحداث وتحليلها.
كرؤية صديق قديم
إعادة مشاهدة عمل فني قديم تحبه وتعرف خطوطه العريضة، مع ارتباطك بالشخصيات، أمرًا مريحًا، مثل رؤية صديق قديم، يعيد إليك مشاعر محببة إليك، تفتقدها.
وبالنسبة لمن يواجهون صعوبات في علاقاتهم، فإن المشاعر التي تثيرها الشخصيات المألوفة عبر تصرفاتها التي يسهل التنبؤ بها، تُشعر المُشاهد بالدعم والراحة، وشعوره بالتوقع يريح أعصابه.
تعيد الذكريات السعيدة
تعزز إعادة مشاهدة الأعمال الفنية القديمة ذكريات الأوقات السعيدة، والمزاج الجيد في الأوقات العصيبة أو الحزينة، فتعيدك بعض الأعمال القديمة إلى فترة الطفولة، أو الحب الأول، أو ذلك الرابط القوي مع صديق قديم ربما شاهدتوا نفس العمل سويًا، أو دخلتوه في السينما.
إعادة بعض الروابط الاجتماعية
بعض الذكريات تلهمنا للتواصل مرة أخرى مع الأصدقاء القدامى التي ربما انقطع تواصلنا معهم، ما يزيد من الترابط الاجتماعي، إلى جانب شعورنا بهوياتنا الحقيقية، وتستجلب مكالمتك مع صديقك أو أحد أفراد عائلتك الذي ربما هو من رشح لك العمل التواصل الاجتماعي وروابط اجتماعية تعيد إليك ذكريات تشتاق إليها.
ولهذا السبب ربما يتشارك البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إعادة مشاهدتهم لفيلم ما، فيتفاعل الآخرون معهم ويشعرون بتواصل مجتمعي يسعدهم.
معرفة الأحداث مريح
معرفة تسلسل الأحداث يحث على الاطمئنان في زمن سريع التحول والتطور ومتسارع الأحداث، لذا، يمكن أن يعيد تذكر العلاقات المألوفة، حتى تلك الخيالية، التفاؤل في مبادئ الإخلاص والولاء، ويعد ذلك في بعض الأحيان طريقة صحية للتعامل مع التوتر أو خيبة الأمل أو الخسارة، ويعتبرها البعض جسر بين التخلص من أثقال الماضي وأشخاصه والانتقال إلى المرحلة التالية.
وبذلك في المرة القادمة التي تشعر فيها بالتوتر لأن منصة الفيديو التي تتبعها أصدرت محتوى جديدًا وأنت تحن لمشاهدة أعمالك القديمة المفضلة لا تتعجب من ذلك، فهناك سبب علمي يدفعك للعودة إلى الماضي ولو بالأعمال الفنية التي شاهدتها من قبل.