سوليوود «الرياض»
يدرك المجتمع السعودي أهمية السينما ودورها الحيوي في الارتقاء بوعي الإنسان وتوسيع دائرة مداركه، فهي من أهم روافد الإبداع وتعكس شاشتها الكبيرة حالة المجتمع وترصد ملامح حاضره ومستقبله.
وبمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ90، تلقي “العين الإخبارية”، الضوء على تاريخ السينما السعودية والتحولات التي مرّت بها، كما تقترب من تجاربها الناجحة التي أهلتها لاقتناص جوائز عالمية.
مرحلة الحظر
أدرك المجتمع السعودي أهمية السينما في فترة الخمسينيات، وكانت صالات العرض موجودة داخل الأندية الرياضية والسفارات الأجنبية.
وبالطبع لم تكن موجودة في كل مدن المملكة، إذ انتشرت هذه الصالات في 4 مدن فقط هي: الرياض وجدة والطائف وأبها.
بمرور الأيام والسنوات ارتفع عدد دور العرض، وكانت غالبية الأفلام المعروضة آسيوية ومصرية، وخوفاً على المواطن السعودي من محتوى هدّام، وضعت الحكومة ضوابط صارمة على الأفلام، وفرضت عقوبات على المخالفين.
في نهاية السبعينيات، سيطرت على السينما أفلاماً ضعيفة المستوى وتحمل أفكاراً ومشاهد لا تليق بالمجتمع السعودي المحافظ، لذا قرر المسؤولون وقتها غلق دور العرض في جميع أنحاء المملكة.
استمر هذا الوضع 35 عاماً، وفي 18 أبريل/نيسان 2018 صدر قرار بإلغاء الحظر وتمَّ افتتاح أول قاعة سينمائية في المملكة، واستقبل السعوديون هذا القرار بفرحة كبيرة.
وبناء عليه، تم توقيع اتفاقية شراكة بين شركة “مشاريع الترفيه السعودية” و”الشركة الأولى وير العقارات”، بهدف زيادة عدد صالات السينما في السعودية، ويتوقع الخبراء أن يصل عدد السينمات إلى 80 دار عرض و700 شاشة بنهاية 2021.
الإنتاج السعودي
في عام 1950، تمَّ إنتاج أول فيلم سعودي يحمل اسم “الذباب”، بطولة الفنان حسن الغانم، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً لأنّه أول إنتاج محلي.
وعلى إثره زادت التجارب الإنتاجية، وظهرت أفلام شديدة الأهمية منها “تأنيب ضمير” للمخرج سعد الفريج وبطولة حسن دردير، و”اغتيال مدينة” من إخراج عبدالله المحيسن.
وتناول هذا العمل قضية الحرب الأهلية في بيروت، وبالرغم من صعوبة الموضوع حقق نجاحاً لافتاً، وفاز بجائزة “نفرتيتي” لأفضل فيلم قصير من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
كثرة التجارب الناجحة ساعد على رسم ملامح خاصة للسينما السعودية، وشيئاً فشيئاً ظهر جيل محب للفن السابع، وأنشأت الجامعات أقساماً خاصة لدراسة عناصر صناعة الفيلم مثل المونتاج والديكور والإضاءة، هذا المناخ الرائع أفرز فنانين ومبدعين من العيار الثقيل مثل خليل الرواف، والمنتج محمد التركي.
أفلام وجوائز
عام 2013 تمَّ اختيار فيلم “وجدة” ليكون أحد الأفلام المرشحة للفوز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم بلغة أجنبية، حيث كان أول فيلم سعودى يتصدر تلك المرحلة من التقدم إلى العالمية.
وحصل الفيلم على 3 جوائز عالمية وذلك أثناء عرضه في مهرجان البندقية السينمائي في دورته رقم 69.
والفيلم من تأليف وإخراج هيفاء المنصور، وقد نالت جائزة “المهر الذهبي” لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما رشح لتمثيل السعودية في مسابقة الأوسكار.
بركة يقابل بركة
واختير فيلم “بركة يقابل بركة” للمخرج محمود الصباغ لتمثيل المملكة في منافسة العروض الخاصة بالدورة رقم 41 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
وحصد الفيلم جائزة “PRIZE WINNER FORUM 2016” بمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ66، مناصفة مع فيلم “Les Sauteurs”.
كما ختير الفيلم لتمثيل السعودية في جوائز الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي.
المرشحة المثالية
واختارت السعودية فيلم “المرشحة المثالية” للمنافسة في مسابقة الأوسكار ضمن فئة الأفلام الأجنبية عام 2019، وذلك بعد منافسته القوية على جائزة “الأسد الذهبي” في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
ويشارك في بطولة هذا العمل ميلا الزهراني ونورة العوض، ومن تأليف هيفاء المنصور بمشاركة براد نيمن. وتم تصويره داخل السعودية.
ويضم سجل جوائز السينما السعودية: جائزة “لجنة التحكيم الدولي” من مهرجان مراكش لفيلم”آخر زيارة”، وجائزة “أفضل فيلم قصير” من مهرجان ساندانسي الأمريكي لفيلم “الدنيا حفلة”، وجائزة “محمود عبدالعزيز” لأفضل إنجاز فني من مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته 35 لفيلم “المسافة صفر”.