عاصم العتيبي
ونحن على أعتاب ذكرى الاحتفال باليوم الوطني التسعين للمملكة، نستذكر عددًا من المنجزات والمتغيرات التي ساهمت في النقلة النوعية الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشرفين، وولي عهده الأمين، على مختلف الأصعدة والمجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
والمتابع للشأن الثقافي السعودي يلحظ القفزة الهائلة في برامجه ومردوده على مستوى الأفراد والمؤسسات، من خلال إنشاء عدد من الهيئات الثقافية التابعة للوزارة التي وصلت إلى 11 هيئة، ومن ضمن هذه الهيئات تأتي هيئة السينما التي تمَّ إنشاؤها لتمثل التوجه الرسمي نحو دعم السينما وصناعها والعاملين فيها لتحتضن الناشطين في هذا المجال، من خلال متخصصين في المجال السينمائي، بعد عدد من سنوات التيه بين عدد من الجهات التي ليست لها علاقة بالسينما ولا يملكون في الأغلب تصورًا عنها وعن احتياجاتها واحتياجات العاملين فيها.
ولعل أبرز ما يجب أن نحتفي به، ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا، هو التطور والازدهار الملحوظ لقطاع السينما بعد الدعم الذي حظي به من قبل وزارة الثقافة والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ما جعلها تخطو خطوات عملاقة للمنافسة والوجود في أبرز وأشهر المناسبات السينمائية العالمية، لتسجل حضورًا مؤثرًا سيساهم في إبراز المواهب السعودية التي كانت تبحث عن مثل هذه الفرص والدعم لإثبات قدراتها وإمكانياتها العالية في مجال السينما.
من هنا يجب أن يكون اليوم الوطني مناسبة لدعوة المخرجين والمنتجين السعوديين لإبراز الهوية السعودية الوطنية وثقافتها وعاداتها وتقاليدها من خلال أعمال احترافية يتم إخراجها لنشر ثقافتنا الصحيحة للعالم أجمع، والاحتفاء بالمنجزات الوطنية التي تستحق أن تبرز بشكل يوازي أهميتها. كما هي مناسبة لدعوة القطاع الخاص والعاملين فيه لاستغلال الدعم الذي تحظى به السينما لاغتنام الفرص الاستثمارية الواعدة التي ستساهم في رفع الاقتصاد الوطني، وتطوير ورفع مستوى الصناعة لخدمة الشغوفين بالسينما في وطننا الغالي.