سوليوود «خاص»
عملت السينما منذ نشأتها على تخليد الوقائع والأحداث المختلفة على مدى العصور، فنقلت الملاحم التاريخية بين الأمم، وأرَّخت لقيام ونهوض دول، وزوال أخرى، مستخدمة بذلك الصوت والصورة بدلاً من السرد التاريخي التقليدي عبر كتب التاريخ، لتبقى هذه الأفلام خالدة في أذهان المتابعين، ناقلة حضارات وقيم بلدان، وشاهدة على تطورها وتقدمها.
وإيمانًا بدورها الفاعل في طبع الهوية وتقوية الانتماء الوطني، وتكريس الصورة الذهنية الإيجابية للمتلقي، كثَّف صناع السينما في مختلف أنحاء العالم من الإنتاج المؤرخ لأوطانهم، والذي شمل العديد من الأفلام التي تحكي ثقافة تلك البلدان وحضارتها، وعن صراعها ووقوفها في وجوه الأعداء، وحفلت السينما العالمية والعربية بمئات من تلك الأفلام بمختلف فئاتها.
فأنتجت السينما الجزائرية كمًا من الأفلام احتفاء بيومها الوطني، وتخليدًا لتضحيات أبنائها، كان أبرزها أفلام: رياح الأوراس، ومعركة الجزائر، والأفيون والعصا، ودورية نحو الشرق، والخارجون عن القانون. في حين أنتجت السينما الهندية “بوليوود” كذلك أكثر من 54 فيلمًا عن الاستقلال والكفاح من أشهرها أفلام: راج دي باسانتي، ومانجال، وذا ليجند أوف بهجت سينغ، وجولد، وغاندي. كما لا تزال القنوات المصرية تحتفي في كل يوم يصادف ذكرى ثورة 23 يوليو، بفيلم رد قلبي، بجانب أفلام أخرى خلدت هذه الذكرى ومنها أفلام: الباب المفتوح، والله معنا، والأيدي الناعمة، وغروب وشروق، والقاهرة 30.
ولم تكن أشهر منصة لصناعة السينما في العالم “هوليوود” لتغيب عن تخليد التاريخ الأميركي من خلال مجموعة من الأفلام التي تناولت عدة موضوعات مختلفة للتعريف بأميركا وتاريخها وشعوبها وثقافتها، من أبرزها فيلم عن الحرب العالمية الثانية، Pearl Harbor، وفيلم عن العنصرية والعبودية 12years of slave، وفيلم عن الحرب الأهلية Gangs Of New York، وفيلم عن الغرب الأميركي The West، وعن الهجرة والمهاجرين فيلم In America.
ومع عودة السينما إلى المملكة ينتظر المتابعون أن يقوم صناع السينما السعودية بدعم من الجهات الرسمية التي تتمثل في هيئة الأفلام ووزارة الثقافة بالبدء في صناعة وإنتاج محتوى سينمائي يؤرخ لحقبة زمنية تجاوزت التسعين عامًا تزخر بالكثير مما يجب أن تطلع عليه الأجيال القادمة، وينقل إلى المتابعين في الخارج للتعرف على ثقافة وتاريخ المملكة الممتد. ومع الاحتفاء بقدوم اليوم الوطني التسعين للمملكة، يُنتظر أن تُقدَّم أعمال سينمائية تحتفي بالمنجزات الوطنية وبالتاريخ التليد في اليوم الوطني المقبل، فحتمًا أن هناك ما يستحق أن يُروى في 91 عامًا.