سوليوود «الرياض»
رفض الفنان داود حسين المشاركة في بعض الأفلام العربية التي تقدم الشخصية الخليجية بشكل يسيء لها، واتجه درامياً إلى أدوار الشر لتغيير جلده، مؤكداً عدم اعتزاله برامج المنوعات والتقليد والكوميديا. ورأى حسين، في حوار مع جريدة «الجريدة» الكويتية، أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين قد يدفع الإنسان لقتل نفسه دون أن يدري خصوصاً مع تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية، معتبراً أن افتتاح دور العرض السينمائي في السعودية نقلة ستشجع على انتشار السينما الخليجية وتسويقها… وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• ألم تكن تخشى رد فعل الجمهور تجاه شخصية الشرير في مسلسل «في ذاكرة الظل» الذي عرض في رمضان الماضي؟
– بالطبع، أحسب للجمهور ألف حساب لكن أحببت أن أدخل منطقة درامية جديدة خاصة أن أدوار الشر تمنح الفنان مساحة واسعة من التحرك والتلوين في الأداء الحركي والصوتي، ولذلك تجد الشخصيات الشريرة تعلق دائما في ذاكرة الجمهور ويتفاعل معها أكثر من الشخصيات الخيرة أو النمطية وكراهية الجمهور لهذه الشخصية أعتبرها نجاحا لي، وسعدت جدا بردود الأفعال عليها.
• لكن يقال إن الجمهور العربي عاطفي ولا يحب أن يرى نجمه المفضل في أدوار يكرهها أو تستفزه!
– ربما ينطبق هذا على فئة من الجمهور تحركها عواطفها إلى حد ما واعتادت رؤية الفنان الذي تحبه في شكل معين لكن من حق الفنان أن يخرج من هذه الدائرة ولا يسجن نفسه في قالب واحد خاصة إذا كان قادرا على تقديم كل الأدوار باحترافية، فالجمهور العربي أيضا واع، وعندما أكرر التجربة في نص آخر سيصبح معتادا أن يراني في أدوار نوعية تضيف إلى رصيدي الفني.
«البرجل» القديم
• هل هذا يعني أنك أوصدت باب الكوميديا والمنوعات وقررت الاتجاه إلى التراجيديا والشر في الفترة المقبلة؟
– لم أعتزل الكوميديا والمنوعات لكن الفنان لا يستطيع أن يحدد بل يختار ما يناسبه ويضيف إليه من بين النصوص التي تعرض عليه، فإذا جاءني نص كوميدي أشعر أنه يقدمني بشكل جديد ومختلف عما قدمته بالسابق لم لا؟ بالعكس أنا أشتاق للكوميديا لكن لا يمكن أن أكرر نفسي بل أدخل مناطق درامية جديدة، أستمتع فيها وأسعى لتقديم نفسي للجمهور في ثوب جديد، فعودتي للكوميديا مرتبطة بوجود نص متطور يوظف التقنيات الحديثة ويخاطب جمهورا جديدا مثل جمهور السوشيال ميديا الذي لم يكن موجودا من قبل ويتفاعل معك ويعلق ويكتب وينتقد، فلم يعد ممكنا أن تشتغل على «البرجل» القديم.
• هذا يدفعنا لسؤالك عن عالم السوشيال ميديا في حياتك كفنان وكيف تتعامل معه؟
– بكل تأكيد السوشيال ميديا سلاح ذو حدين وخطير جدا خاصة بالنسبة للفنان الذي يتمتع بحب وتفاعل الجماهير معه، فمن الممكن أن تكتب أو تقول شيئا بانفعال أو تسرع فتصبح كمن أطلق النار على نفسه أو «تودي» نفسك في داهية وتدخل في دوامة من المشاكل خاصة مع تفعيل قانون الجرائم الالكترونية والناس تعتقد أن الموضوع سهل وتكتب وتقول ما تريد لكنني أرى أن التعامل مع السوشيال ميديا يجب أن يكون بحذر شديد.
• بعض الفنانين تضرروا من السوشيال ميديا وقرروا الانسحاب من هذا العالم، هل أنت مع تجاهل الفنان لهذا العالم والابتعاد عن «عوار الراس»؟
– مع احترامي وتقديري لأي فنان قرر الانسحاب فهذا قراره، وعلينا احترام حريته الشخصية لكنني أيضا لابد أن أتعامل مع السوشيال ميديا وجمهورها، ومن الصعب تجاهلها، على أقل تقدير أكون متابعا لما يحدث فيها، وعلى اطلاع على نشاطات الآخرين وما يحدث في العالم وإلا سوف أتخلف عن ركب الأحداث.
ثنائيات فنية
• شكلت ثنائيا ناجحا مع نخبة من الفنانين مثل انتصار الشراح وحسن البلام وغيرهما، فهل تعتقد أن الثنائيات تنجح فترة محددة ثم يصعب استمرارها وتدخل في دائرة التكرار والفشل؟
– الفنان الذكي هو من يصنع الثنائيات الناجحة الجميلة بأسلوبه وطريقته وتعاونه، ولله الحمد قدمت هذه الثنائيات بنجاح مع إخواني وأصدقائي من الفنانين مثل انتصار الشراح وحسن البلام وباسمة حمادة وزهرة الخرجي وعبير الجندي وغيرهم الذين أكن لهم كل احترام وتقدير، وأعتز بما قدمناه معا، وهذه الأعمال جزء من تاريخنا، فنجاح الثنائيات يتوقف على الحب والتعاون والتفاني والإخلاص أما إذا دخلت فيه الأنانية وحب الذات فستفشل بالتأكيد.
• بعد فيلمك «سرب الحمام» وحصولك على الجوائز، هل من جديد سينمائيا خاصة أن السينما لها بريقها وجمهورها؟
– عرضت علي بعض الأعمال السينمائية لكنها لا تناسبني لأنني محاسب من جمهوري ولا يمكن أن أقبل تقديم أعمال أقل فنيا مما قدمت.
• ماذا عن السينما المصرية التي قدمت فيها «عندليب الدقي» و«على جنب يا أسطى» و«كنغر حبنا»؟
– أي فنان يتمنى العمل في السينما المصرية، وعرضت علي بالفعل عدة أعمال اعتذرت عنها لأنها تقدم الشخصية الخليجية بصورة سيئة إلى حد ما، فماذا أقول للجمهور في الكويت والخليج عندما أعود ويراني جسدت الخليجي بهذه الصورة؟ علاوة على أن الفيلم يعيش طويلا وتظل هذه الشخصية عالقة في أذهان الناس لأن المسلسل قد يعرض عدة مرات لكن الفيلم يلتصق بك طول العمر لأنه سيظل يعرض على كل القنوات، فالسينما هى ذاكرة للفنان تحفظ أدواره وتاريخه.
• قدمت في السابق مجموعة من البرامج المنوعة الناجحة مثل «فاصل ونعود مع داود» هل ستكرر التجربة أم أنك ترى أن مثل هذه البرامج قد تؤثر سلبا عليك كفنان؟
– لو لم أكن فنانا ناجحا لما طلبني أحد لتقديم هذه البرامج، والحمد لله حققت نجاحا طيبا، وبالعكس أرى تأثيرها إيجابياً لا سلبياً فحينما تأتي الفرصة لتقديم برامج منوعة بشكل جديد لن أتردد في خوض التجربة.
السينما السعودية
• حدثت تغييرات فنية عديدة في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة ومنها افتتاح دور للعرض السينمائي للمرة الأولى في تاريخها، هل ترى أن مثل هذه الخطوة تشكل نقلة نوعية في السينما الخليجية وانتشارها؟
– بالطبع هذه خطوة سعدنا بها جميعا لأنها ستشجع على بذل مزيد من الجهد لتقديم سينما خليجية تمثل دول مجلس التعاون خاصة أن السعودية دولة كبيرة ووجود دور العرض السعودية سيساهم بشكل كبير في عمليات التسويق.
• عملك الدرامي القادم في رمضان كوميدي أم على خطى «في ذاكرة الظل»؟
– لدى مجموعة من النصوص متنوعة ما بين الكوميديا والتراجيديا بصدد قراءتها، ولم أستقر على العمل الذي سأقدمه خلال شهر رمضان المقبل.