سوليوود «الرياض»
“ثمة كثر يرغبون بالعمل كممثلين، ولكن عدد الممثلين الفعلي قليل، ما يسبب معاناة لدى الكتاب في أمر اختيار الممثل المناسب للنص المناسب”، بهذه الملاحظة استهل محمد السلمان الحلقة الثانية من مقهى صناع الأفلام، أحد البرامج المصاحبة لفعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته السادسة، والتي تم اختيار “تجسيد شخص آخر” عنواناً لها واستضافت أربعة ممثلين وممثلات هم خالد صقر، وفيصل الدوخي، وخيرية أبو لبن، وميلا الزهراني.
بدايات الممثلين لم تكن سهلة ولم تأت شهرتهم اليوم إلا بعد سنوات طويلة من العمل، فخالد صقر بدأ من مسرح جامعة الملك سعود، وانتقل إلى مسرحيات جمعية الثقافة والفنون، ولاحقاً الأفلام القصيرة، وخيرية أبو لبن تقول إنها بدأت من الشاشة وصولاً للمسرح، أما فيصل الدوخي فكانت بداياته خلف كواليس جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وانتقل بعدها للرياض في 2010م وكان للدورة المسرحية التي حضرها في جمعية الثقافة والفنون في الرياض الفضل في صقل موهبته حتى توالت عليه العروض، وتقول ميلا الزهراني، أن الصدف قادتها حتى صار المجال من أكبر اهتماتها.
يشكل تكرار طلب أداء ذات الشخصية مأزق بالنسبة للممثلين، على سبيل المثال دائماً ما يتم اختيار خالد صقر لتمثيل دور (الملتزم)، وبالنسبة له كان يرفض أن يكون في صورة نمطية، فرفض عدداً من الأعمال بسبب ذلك، ويختار الممثلين تأدية أدوارهم في أعمالهم بعد السؤال عن النص والمخرج وفريق العمل ككل، ويهمهم بشكل رئيس دور الممثل في العمل.
وفي إجابات الضيوف على سؤال: ماذا بعد النص والموافقة عليه؟
قال خالد صقر إنه يفضل دراسة الشخصية جيداً قبل البدء، بالإضافة إلى المقابل المالي بسبب كونه متفرغ بشكل تام لمهنته، وتتفق ميلا الزهراني معه مؤكدة أن ما يحدث أن القاعدة الجماهيرية الجاهزة للفنانين الكبار تجعل منتجي الأفلام يخصصون لهم ميزانية أكبر، وتعد هذه مشكلة بالنسبة لبعض الفنانين، والتي جعلتهم يتجهون إلى تكوين قاعدة جماهيرية خاصة بهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول ما يهم الممثلين عند اختيارهم عملاً ما، تقول خيرية أبو لبن، ” أسأل عن النص والإخراج، وثمة أعمال أذهب معها لأجل الفن والفكرة، وليس لأجل المقابل المادي”.
ويقول فيصل الدوخي عن تجربته مع المسرح، انتقلت منه للأفلام، فالمسرح كان منصة تجربة، وللتصرف وللعرض، وفي مجال الأفلام قال إن مع كل مخرج يتعلم الممثل شيئاً مختلفاً.
ويرفض الدوخي العمل عندما تعجبه شخصية أخرى في النص، ويقدر فريق العمل الذي يهتم بالبروفات والتحضير المسبق ومذاكرة الشخصيات.
وبالنسبة لميلا الزهراني، فلم يكن لديها فكرة عن الساحة في بداياتها، ولم تختر شيئاً محدداً، أما بعد ذلك بدأت تختار النصوص الجيدة والشخصيات التي تتناسب معها، ما دفعها لرفض أعمال كثيرة، لأنها تطمح للتعلم بطريقة احترافية في أعمال جيدة، حتى ولو كانت بسيطة، فالأهم أن يحبها المشاهد.
واختتم الضيوف الحلقة بالتأكيد على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين زملاء المجال، والمحافظة على السمعة الطيبة والتعامل الجيد مع الناس.