خالد السليمان
أصابتني أكثر من خيبة أمل مع افتتاح العروض السينمائية الأولى في اختيار قاعة محاضرات لتقدم للجمهور على أنها صالة عرض سينمائي، والثانية تحديد سعر 75 ريالاً لقيمة التذكرة !
فقد كان بالإمكان الانتظار حتى تجهيز صالات السينما المتخصصة بمقاعدها الخاصة، بدلاً من الاستعجال باستخدام قاعة محاضرات تفتقد لكراسي السينما المريحة، وتفتقر للتجهيزات السمعية للمؤثرات الصوتية التي تميز العروض السينمائية، وربما ظن المنظمون أن تقديم «الفيشار» يكفي لإعطاء أجواء العروض السينمائية، ناسين أن العنصر الأساسي في السينما هو المؤثرات البصرية والسمعية كان مفقوداً !
أما أسعار التذاكر المعلنة فمبالغ بها جداً، وهي نحو ضعف الأسعار في الدول الخليجية المجاورة، وحتى شبابيك تذاكر صالات السينما في معقلها الأمريكي، فإذا كان الهدف من افتتاح السينما في السعودية الحد من هجرة الإنفاق السياحي، فإننا لم نفعل شيئاً، فالحال تماماً كأسعار الفنادق المبالغ فيها في مدننا السياحية، بحيث أصبح قضاء إجازة في الخارج أقل تكلفة منه في الداخل، لكن يبدو أن ثقافة الربح السريع عندنا باقية وتتمدد، فأي ترفيه هذا الذي نقدمه للمجتمع بأسعار تذاكر حفلات وعروض موسيقية وغنائية وسينمائية تباع بأضعاف أسعارها في الدول الأخرى إلا إذا كان الهدف كما وصفته في مقال سابق «ترفيه المرفهين» وليس عامة الناس ؟!
آمل أن تعيد هيئة الإعلام المرئي والمسموع النظر في أسعار التذاكر، ومقارنتها بمثيلاتها حول العالم، حتى لا يصبح العرض السينمائي الأكثر مشاهدة في السعودية.. فيلم «الجشع»!
المصدر: صحيفة عكاظ