سوليوود «الرياض»
تستعد مدينة البندقية الإيطالية لاستقبال النسخة السابعة والسبعين من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولي، والذى ينطلق خلال الفترة من ٢ إلى ١٢ سبتمبر المقبل، وسط إجراءات احترازية مشددة. ويعد الحدث السينمائى الأقدم في أوروبا أول مهرجان رئيسى ينطلق منذ تفشى فيروس كورونا. ويبدو أن المنظمين مستعدون لما هو غير متوقع خلال فترة إقامة المهرجان بعد أن عاودت أعداد الإصابات في الارتفاع مرة أخري. حيث كشف القائمون على قواعد وإرشادات السلامة لعشرة أيام من عروض الأفلام والفعاليات، مع أقنعة الوجه، المعقمات والتباعد الاجتماعي.
إجراءات مشددة
سيتم تجهيز كل نقطة دخول إلى منطقة المهرجان في مدينة البندقية بأجهزة مسح حرارية لقياس درجة حرارة أجسام المشاركين في المهرجان بقدرات مختلفة. وفقًا لإرشاداتهم، سيتم رفض الوصول إلى أى شخص تزيد درجة حرارة جسمه على ٣٧.٥ درجة مئوية (٩٩.٥ درجة فهرنهايت). سيكون هناك أيضًا ماسحات ضوئية حرارية لقياس درجة حرارة الجسم عند مداخل دور السينما في الليدو. سيتم تجهيز جميع غرف الفحص والمداخل والقاعات ونقاط الاجتماعات بمواد تعقيم وتطهير.
لأول مرة، لن يُسمح للجمهور بحضور مدخل السجادة الحمراء الذى يستقبل كل ليلة عدد من العروض الأولى للأفلام، بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي. وبالتالى لن يكون من الممكن توقيع توقيعات أو صور سيلفى مع المشاهير المفضلين. ستكون هناك أيضًا كمية مخفضة من المواد المطبوعة متاحة للجمهور لمنع تناقل الفيروس. كما سيتم تقليل عدد المقاعد المتاحة داخل صالات السينما، مع وجود مقاعد فارغة بين كل متفرج.
من جانبه، قال المدير الفنى ألبرتو باربيرا: “أنا سعيد للغاية لأن سينما البينالى يمكن أن تقام مع الحد الأدنى من الأفلام والأقسام. دون أن ننسى الضحايا الذين لا حصر لهم في الأشهر القليلة الماضية والذين سيتم تكريمهم على النحو الواجب، يصبح المهرجان الدولى الأول بعد الانقطاع القسرى الذى فرضه الوباء احتفالًا ذا مغزى بإعادة الافتتاح الذى نتطلع إليه جميعًا، ورسالة ملموسة التفاؤل لعالم السينما بأسره الذى عانى كثيرا من هذه الأزمة”.
حضور خافت
وتترأس لجنة تحكيم مسابقة “فينيسيا “٧٧ الدولية هذا العام، الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، وتضم عضوية لجنة التحكيم المخرجة النمساوية فيرونيكا فرانز والمخرجة البريطانية جوانا هوغ والكاتب الإيطالى نيكولا لاجيويا والمخرج الألمانى كريستيان بيتزولد والممثلة الفرنسية لوديفين ساجنييه، وانضم الممثل الأميركى مات ديلون للهيئة ليحل محل المخرج الرومانى كريستى بويو الذى اعتذر عن اللحاق بالمهرجان بسبب “صعوبات غير متوقعة” لم يتم الكشف عنها.
ولأول مرة منذ ١١ عامًا، يفتتح فيلم إيطالى فعاليات الحدث السينمائى العريق من خلال فيلم “Lacci” لدانييلى لوتشيتي. حيث كان الافتتاح الإيطالى الأخير في عام ٢٠٠٩ مع فيلم “Baarìa” لجيوزبى تورنتوري. يستند فيلم “Lacci” إلى رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الإيطالى دومينيكو ستارنون، حول قضية محتملة تهدد الزواج. ويشارك في بطولته ألبا رورفاكر ولويجى لو كاسشيو ولورا مورانتى وسيلفيو أورلاندو وليندا كاريدي.
وتضم المسابقة الرسمية ١٨ شريطا غاب عنها عدد كبير من مشاهير الصناعة، لكنها ضمت مجموعة من الأسماء المألوفة في فينيسيا. حيث تشارك المخرجة الفرنسية نيكول جارسيا بفيلم “Lovers”، وتعرض الإيطالية سوزانا نيكيريلى فيلمها الجديد “Miss Marx” والذى يتناول قصة إليانور، ابنة كارل ماركس. كما يعود المكسيكى المخضرم ميشيل فرانكو بفيلم ” Nuevo Orden” عن حفلة عرس يفسدها حضور ضيوف غير مرحب بهم.ومن بين الأسماء الوافدة الجديدة هذا العام، المخرج الأذربيجانى هلال بيداروف بفيلم ” In Between Dying”، والإيرانى ماجد مجيدى بشريطه “Sun Children”، واليابانى كيوشى كوروساوا بفيلم ” “Wife Of A Spy، والبولندية موجوجاتا شوموفيسكا بفيلم ” Never Gonna Snow Again”.
مشاركة عربية
وتشارك ستة أفلام عربية بمسابقات المهرجان المختلفة، حيث يعرض الفيلم التونسي “الرجل الذى باع جلده” للمخرجة كوثر بن هنية، بقسم “أفاق”. ويرصد قصة “سام علي”، السوري المُهاجر إلى لبنان هربًا من الحرب في سوريا، وآملًا في الالتحاق بحبيبته في باريس، عالقًا في لبنان، بلا أي وثائق سفر، يرتاد سام افتتاحات المعارض الفنية في بيروت ليتناول الشراب والطعام، لينتبه له فنان أميركي معاصر، ويتعاقد معه ويغير مسار حياته.
كما ينافس بالمسابقة ذاتها، المخرج المغربي إسماعيل العراقي بفيلم “زنقة كونتاكت”، والفيلم الفلسطيني “غزة محبوبتي” للأخوين طرزان وعرب ناصر.
أما في قسم الأفلام القصيرة، فينافس الفيلم الجزائري “تحت الجلد” للمخرجة مريم مسراوة. وفي مسابقة أسبوع النقاد، يشارك الفيلم الفلسطيني “٢٠٠ متر” للمخرج أمين نايفة، و”سيجار العسل” للفرنسية الجزائرية كمير عينوز، ويتبع قصة فتاة مراهقة (سلمي) والتي تقابل شابا في الجامعة يغير نظرتها إلى حياتها وتقاليدها المعتادة.
ويشارك الممثل المصري أحمد مالك، في بطولة الفيلم الأسترالىي”The Furnace” للمخرج رودريك ماكاي، وينافس ضمن مسابقة آفاق. تدور أحداث الفيلم حول جمال أفغاني شاب يتورط مع رجل غامض من شعب البوشمن يهرب وبحوزته تاج ذهبي مسروق.
ويمنح المهرجان جائزة الإنجاز الإبداعي للمخرجة الصينية الشهيرة آن هوي، والممثلة البريطانية تيلدا سوينتون، تكريما لمسيرتهم الفنية الممتدة. حيث تعد هوي (٧٣ عاما) واحدة من أفضل المخرجات في آسيا، وواحدة من الشخصيات الرئيسة في حركة الموجة الجديدة في سينما هونج كونج في أواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. أما سوينتون (٥٩عاما)، فهي مفضلة لدى مخرجي السينما المعاصرة، ومن بينهم ديريك جارمان وجيم جارموش وبونج جون هو وويس أندرسون.